اذا الشعب يوما اراد الحياة

مروان توفيق

marwn33@yahoo.com

يوما بعد يوم تتكشف الحجب والاقنعة عن وجوه الارهاب في العراق والذين خدعوا بشرعية المقاومة وخبث بقايا البعث والارهاب الديني اخذتهم الشجاعة للافصاح عما في نفوسهم بعدما ما شاهدوا باعينهم الخراب والدمار وان كان الافصاح والاعلان متأخرا ولكن ستعود القيم الطيبة لهذا الشعب المظلوم لتنتصر على الباطل. أعلان مؤتمر عشائر الانبار على لسان الشيخ عبد الستار بزيع افتيخان في تصريحه الصحفي بقوله : «نحن لا نهاب المنايا ان كانت على ايدي الحزب اللااسلامي وصعاليك القاعدة والتوحيد الذين شوهوا صورة وسمعة محافظة الانبار الكريمة». واتهامه للحزب الاسلامي بأنه (عاث في الارض فسادا) لهو دليل على بداية النهاية للظلام في العراق.

هذه الصحوة والجرأة تثبت ان الظلم عمره قصير وان جولة الباطل قد بدأت.

المصادمات التي بدأت بين العشائر وتنظيمات القاعدة ستسلك منحى جديدا نحو مسار الحق والاعتراف به, ستعصف ايضا ببقايا البعث وبمنظماته الارهابية كجيش محمد وكتائب ثورة العشرين وغيرها من منظمات القتل والتخريب. جاءت الصحوة متأخرة بعد الدماء البريئة التي اريقت والفساد الذي عم البلاد , الفساد والقتل الذي تواطأ معه ضعف الناس وخوفهم واحيانا الطمع بمكافأت الارهابيين وتمويلهم, فكلنا يعلم ان الارهاب مدعوم من دول كثيرة تأبى السلام والتقدم للعراق تلك الدول التي يعرفها الجميع.

صحوة الشعوب والناس عادة ما تكون كعدوى تشري في النفوس, فاصحاب النفوس الضعيفة والمترددين ستشري عدوى الصحوة في نفوسهم عند سماعهم هذه التصريحات الشجاعة, وسيعرفون ان الارهاب يموت اذا ماحوصر وأذا ما واجهته نفوس ابية تأبى الظلم والحيف.

كانت البداية هي المواجهة بين معسكرين فقط معسكر الاحرار الذين عانوا الضيم والحيف من جلاوزة البعث, ومعسكر الباطل الذي ضم الجلاوزة العفالقة ومن انضوى معهم من ارهابيين ومسوخ دخلاء على ارض العراق, وبين المعسكرين عامة الناس بطيبهم وخبيثهم. سكت الطيبون خوفا وهلعا من تهديدات الارهاب البعثي ومن تهديدات الارهاب الوهابي ومن المجرمين الذين اطلق سراحهم الطاغية الحبيس. ولعب تمويل الدول الحاقدة والاعلام العربي المزيف على اهل العراق لعبتهما في اطالة الفساد والافساد. لكن الهلع في قلوب الناس الطيبين اماته القتل والدمار فما قيمة الحياة اذا ما فارقتها السلامة, وما معنى العيش في خوف والمنايا في انتظار الجميع. سيعلم الناس أن الارهاب وزبانيته معسكر جبان , الا يروا كل يوم ان القتل يتم بالغدر والتفخيخ والاغتيالات, ومتى كان الارهاب شجاعا؟ وهو يتخفى في جنح الظلام ورجاله ملثمون يذبحون الناس العزل ويتسترون بشرعية بعض الاحزاب البعثية المقنعة بالاسلام.

وحقا قد قيل: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد للقيد ان ينكسر

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com