|
المرأة والحضارة السومرية عماد الشمري الحضارة السومرية التي ازدهرت منذ مطلع الالف الرابع قبل الميلاد في الجزء الاسفل من دجله والفرات في العراق يمكن اخذه كنموذج لتوضيح العلاقة بين مكانة المرأة العاملة والملكة نشؤ ظاهرة ما يسمى عبادة الالهة بالاسماء الانثوية في البدء كانت الالهة( نمو) هي التي انبثق عنها كل شئ انجبت تلك الالهة نمو ولدا وبنتا الاول (ان) اله السماء المذكر والثانية (كي) الهة الارض المؤنثة وكانا ملتصقين مع بعضهما وغير منفصلين عن امهما (نمو) ثم ان تزوج كي فأنجبا بكرهما (انليل) اله الهواء الذي كان بينهما في مساحة ضيقة لاتسمح له بالحركة اي ان اصل الكون في الاسطورة السومرية انثوي متجسد في( نمو) التي اعطاها السومرين صفات المرأة كأم وكزوجة وهي تعطي الحياة بصورة الانوثة والذكورة المتحدتين في شحص (ان وكي) وفي النصوص البابلية يرد ذكر الهة الامومة( مامي) وهي الام الكبرى وهي ايضا الارض والتربة الخصبة يعادلها عند الكنعانين (عشيرة )وعند الاغريق (جيا ) وفي اسيا الصغرى (سيبيل ) فكل الثقافات القديمة عبدت الهة انثى كبيرة هي الارض الام التي كانت مركزا للحياة الروحية ان تقديس(مامي) يرمز الى ماتعنيه الامومة في وظيفة الخلق : ( انت عون الألهة . مامي . ايتها الحكيمة انت الرحم الام . ياخالقة الجنس البشري . اخلقي الانسان فيحمل العبئ , اخلقيه يحمل العبئ ). لقد صاغت الحضارة السومرية التبجيل الاسطوري الواقعي للمرأة والذي صاغته صياغة ثقافية رائعة فلقد بلغت المرأة السومرية مكانة عظيمة وذلك من خلال ممارستها العمل الانتاجي في الزراعة والتجارة وغير ذلك وقد بلغت استقلاليتها الى حد كبير.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |