|
حقيقة شعبان وحكايات لن يمحوها النسيان (7) احمد مهدي الياسري كانا يصرخان وبقوة ونسمع صوتيهما رغم اللكمات التي كانا يتلقيانها على وجوههما الطيبة .. الموت لصدام الموت للطاغية اللعنة عليكم ايها القتلة المجرمون اللعنة على صدامكم القذر ... دم الصدر ميروح هدر موتو يبعثية ... واذا بالرصاص يمزق جسديهما الطاهرين , وفار الدم المغلي حقدا وبغضا على هذه الامعات المرتزقة وتناثرت حنائه الحمراء ملطخة جدار ضريح عملاق الشهداء والاحرار ابا تراب عليه السلام , وفازا كما فاز الذي قتلا في القرب من محرابه بلقاء ربهما وانبياء الله ورسله والائمة الطاهرين كما فاز هو فوزا عظيما , مضيا ولم ينبس العدل الوضعي ببنت شفة او يبكيهما احد من انجاس الاعراب واسيادهم لا بل احسبهم يتشفون بهم وبنا والادلة كثيرة ليسا اقلها الصمت المطبق على تلك الايام الشعبانية الدامية وماتلاها من قبور جماعية الى ان كشف الله ماستره من عورات وما نشر من ان ماحصل هو خيانة قام بها الرافضة بحق برئ اسمه صدام لعنة الله عليه وعلى من والاه ونصره وصفق له .. كان للشهادة نصيبها الوافر من روحيهما الطاهرتين وغطى حنانها الثر جسديهما المتعبين في دنيا الطغاة والظلمة والجبارين والقاتل كان متخفيا بثوب العمالة , فيما حربائيتهم تتسمى بمسميات مستعارة توحي للاخر انها بشر فيما هي حثالات قذرة منحطة قذفها الزمن التعيس في دروب الاحرار والشرفاء تمتلك تجارة وهمية تخترق من خلالها جسد الوطن والشعب المتحاب اريد لها ان تكون كلاب حراسة مسعورة تتقاطر الدماء من انيابها وتقول هل من مزيد مع احترامي للكلب ففيه ثمانية خصال من المؤمن وهي تحرس الارض من السراق وشذاذ الآفاق وفيها الوفاء والاخلاص وغيرها ويمكن لنا ان نسميها ذئاب مسعورة اتخذت دور الكلب الحارس لبيت الطاغية وعرشه تحرسه تلك العقارب والذئاب من ان يزعجها صوت طائر للحب غريد .. سقط اول غيث الشهادة وانتظرالجلادون القتلة بدأ النزال حسب الموعد المقررمن قبل الاشاوس وهو الساعة الثانية من ظهر ذلك اليوم الخالد .. شارك القذر الاول وهو حسن البزاز بالتصدي لابطال الانتفاظة والذين كانوا ينتشرون في كل مكان ينتظرون ساعة الصفر واطلاق الشرارة الاولى وماهي الا لحظات حتى كان هو اول بعثي قد نالته يد الحق والعدل واردي قتيلا غير ماسوف عليه والى سقر وبئس مصير الخونة في حين لاذ الثاني المجرم ابو زينة بالفرار كعادة سيده الذي رباه في مدرسة البعث وعاد فيما بعد بعد ان اعاد سيده المدينة الشهيدة الى قيد الطغيان بعد انتهاء الانتفاظة وفصولها البطولية عاد ليذيق اهلها مر الانتقام بعد ان اختبأ في جحر قصي من جحور الجرذان او هو ايضا تزيا بزي النساء ليتحرك براحته هاربا من ايدي المظلومين والايتام ونسي ان عين الله ترصده .. كنا قد سمعنا النداء قبل ثلاثة ايام وكل واحد يبلغ الثاني وهكذا انتشر الخبر كالنار في الهشيم , حتى اهلينا سمعو بذلك ولم نسمعهم يمنعونا في ذلك اليوم من الخروج ولا حتى الحذر فكان الامر قد بت في ان انتصاره حاصل لامحالة وذلك التفاؤل واليقين بالنصر نابع من ان الحركة كانت صادقة واصيلة وحرة ونزيهه والقلوب التي اقدمت عليها هي راضية مرضية مطمئنة ان النصر محقق لان هناك عدل لايقبل ان يبقى الحال على وضعه وان يبقى السلطان الجائر متربعا على جماجم الاحرار .. كان صدى التحدي قد وصل اسماع الطاغية فقد امر جلاوزته بالضرب في صميم الصدور والرؤوس وويل لمن يخطئ الاصابة .. كان لعلي الدر عليه السلام وهو قطب الرحى الدور الكبير في تلك الملحمة فهو كعادته القائد والحضن والاب والراعي لمحبيه ومريديه والسائرين دربه منذ ان رحل حتى قيام الساعة , كان الامر امر الطغاة يعني ان يكبلوا علي الدر وابوابه وحصنه بكل قيد وسلاح متاح وان يزيدوا العدد وحصل ذلك وتوزعوا فوق وعند كل باب وبقوة لم تشهدها المدينة من قبل ونسيوا هؤلاء الاجلاف انهم يحاصرون محطم الحصون ومزيل الجبابرة وفالق الظالمين نصفين كل نصف يساوي الاخر في الوزن والحجم وهم الخاوي الوفاض و القوة والعزم اقزام اشباه رجال تشبهت بزي الرجولة والفروسية .. كنت قريبا ارمق حركتم ..كان الرعب يدب في قلوبهم وعيونهم تتحرك هنا وهناك كمن لايدري من اي مكان سياتيه الموت .. فرائصهم ترتعد والارتباك بدا واضحا جليا .. في الطرف الاخر كانت هناك حركة غير طبيعية تتحرك باتجاه الحصن العلوي المقدس تاخذ مواضعها تتحين الفرصة لانطلاق الشرارة الاولى كانت عيونهم متربصة عقابية النضرة اجسادهم ليثية الوثبة اسنانهم ضاحكة مستبشرة فها هي امام محصول كبير من الرؤوس البعثصدامية العفنة والتي كانت تقطف الرؤوس وحان اليوم اوان قطف الروح منها لتلقى الله بخزي اعمالها وباجرامها المخزي , تلك الرؤوس التي فاحت عفونتها حتى تقرر قبرها في قاع الارض عند ابعد نقطة في جوفها لانها لاتصلح حتى سمادا للارض الطيبة .. نزل الحق كله للشر كله في ذلك اليوم وكان لايريد منازلة ناقصة الجوانب ولذلك اختار ان يكون المبادر بالتحدي واعلان ساعة الصفر وقدم المدد الصدامي من بغداد وتكريت , اذن هي منازلة لاستعادة الحق الذي سلبوه وما من قضاة يعيدوه , كانت منازلة يشهد عليها الحق جل في علاه ويشهد عليها من تربى في مدرسة الحق ولذلك كان الاختيار ان تنطلق من تلك الرحاب الطاهرة ومنه بعد النجاح تنطلق لتحرير سيد الشهداء اب عبد الله الحسين واخوته الاطهار واصحابه النجباء سلام الله عليهم اجمعين ولكي يبشروه بالنصر الناجز في رحاب ابيه الوصي ولا وصي غيره .. تحركت الجموع الزاحفة ومن الطبيعي ان يكون زي هؤلاء الاوباش زيا عسكريا فهناك الخاكي المقرف يغطي الشوارع واما العملاء فكانوا بالزي المدني وكنا نتوقع اي تخفي ولكني لم اتوقع ان يكون هناك بعض الشحاذين والزبالين منظفي الشوارع من ضمن المتخفين والعملاء اضافة الى من ذكرت بعض من كانوا يلبسون لباس التجارة وبعضهم تلبس العمة البيضاء والسوداء والكشيدة كغطاء .. كانو كالماء الآسن راكدة لاحس ولا حسيس لها سوى انها تبث عفونتها وغدرها وترصد الاطياب الابطال الصناديد وحركتهم وتنقلها مباشرة الى جرذهم الاحمق وربهم الاعلى من دون الله كنا نراهم ولم نسئ الظن بهم ولكنهم لم يكونوا من ابناء المدينة الاصلاء فالاصيل معروف والمقطوع النسب معروف ولكن طريقة اختفائهم بين الناس الطيبين لايمكن تصورها ولم نكن نشك الى هذا الحد بمثل هؤلاء الشحاذين الممزقة ملابسهم .. انطلق ازيز الرصاص في كل مكان وبدا النزال انها الثانية ظهرا ... نعم الثانية ظهرا لاتنقص دقيقة ولاتزيد ... احتوانا الذهول والاستعداد فاغلقنا المحال وتمركزنا في الاركان لنحمي انفسنا من الرصاص العشوائي في كل اتجاه وفزعت النساء وحاولنا ادخالهم في المحال الجانبية حتى تهدأ الامور وكنا نرصد التحرك وكان ياتي من كل الاتجاهات من شارع الصادق وشارع زين العابدين وشارع الطوسي وسوق الكبير وشارع الرسول والبعض كان قد تواجد في داخل الضريح بحجة تشييع جنازة كانت تحمل بعض السلاح في التابوت كخدعة للاختراق فالسيطرة على المرقد الحيدري المطهر محفز كبير لنجاح الثورة وهو خير وسيلة اعلام حيث فيه المكبرات الصوتية التي تستعمل عادة للآذان والتي كان الاستيلاء عليها يجعل من الابطال تطلق النداءات المحفزة للرجال لكي يواصلوا التصدي لفلول الطاغية وازلامه ولكي يدب الرعب في اوصال المتبقين من الاقزام وخصوصا ان الكهرباء كانت مقطوعة ويجب ايصال المعلومات الى ابناء المدينة حيثما يصل صوت المآذن مع الهتافات والندائات المرعبة للطغاة واتذكر اول تسجيل وضع هو يحسين بضمايرنة صحنة بيك أمنة للخالد المرحوم ياسين الرميثي مرعب البعثيين وقاض مضاجعهم في كل وقت حسيني وحين .. كان النزال في البداية من قبل الابطال المسلحين بالحجارة والسكاكين والقامات وبعض المسدسات وكانت الهمة تركز على الاستيلاء على الصحن الحيدري الشريف ففيه الكثير من السلاح وهناك غرف خاصة لازلام النظام فيه من قبل مع ماوصل من سلاح اليها قبل يوم من المنازلة .. كانت المعادلة تقول لو استطعنا السيطرة على بعثي واحد يعني الحصول على رشاش كلاشنكوف بثلاثين اطلاقة واكثر فكلهم يحمل حزام وقميص من العتاد والرصاص والرمانات وبعضهم لديه قاذفات اي بمعنى ان سقوط اي بعثي وبالاستيلاء على سلاحه من الممكن ايذاء واسقاط ثلاثين بعثي اخر وهكذا وفعلا هذا ماحصل فذاك محمد وابراهيم وليث وعباس وحسن وحيدر وحمودي الكعبي ووووو الكثير من الشباب الذي حمل قلبه فوق قميصه واقبل يتهافت على ذهاب النفس في سبيل الله والوطن والحرية من الطغيان الصدامي المجرم وهم يستولون على سلاح هؤلاء الاوباش والذين بدأ انهيارهم وفرارهم في الشوارع والازقة واينما كانو يولون وجوههم وارجلهم تتلقاهم الابطال بالضربات القاصمة فتهاوى المجرم علي الفرطوسي عضو قيادة فرع الحزب المسمى بمنظمة الامام علي وسقط المجرم ضابط الاستخبارات نقيب حسن امام عيني واخرج احد القذرين وهو كان بائع قهوة عربية رشاشه ولم يمهلهه الابطال ليستعمله فاردوه قتيلا وكذلك كان هناك في الركن قرب شارع الرسول احدهم شحاذ وستجدي من قبل ذلك اليوم النقود وكنا نعطيه ونرحمه ظنا منا انه حقيقة محتاج ولكنه كان عنصرا من عناصر المخابرات وبرتبة رائد واقبر غير ماسوفا عليه وكان لمنظر جثثهم العفنة الاثر الكبير في انهيار البقية الباقية فتحولنا الى زقاق امام الضريح المقدس قرب بيت معروف لاهل النجف وهو بيت ملة امينة رحمها الله وكنا من هناك نتحرك ونحاول استطلاع الامر والوقاية من النيران الصدامية وكانت سيارات الجلاوزة في نهاية الزقاق متوقفة وفكرنا بحرقها فالدخان المتصاعد من المؤكد سيؤثر على من يقاوم من بعيد في مراكز الشرطة والمنظمات الحكومة واتذكر وقتها ان الاخ العزيز والبطل حمودي الكعبي وهو من الذين ابلو بلائا كبيرا في تلك اللحضات العصيبة والمفصلية من تاريخ الانتفاظة الشعبانية الباسلة ومر قربنا وهو ملثم لكي لايشخصه الانذال اذا ما حصل مكروه لاسامح الله فبين عراقي وعراقي شريف عميل خسيس ومن يلقى القبض عليه في مثل هكذا موقف ستباد عائلته وحتى الاصدقاء والمعارف الذين لهم علاقة به .. لن انسى صرخته بنا وكنا نحتمي بركن نتقي الرصاص حينما وصل قربنا ماهذا تحتمون من الشهادة تحركوا جبناء .. كانت كلمات صعبة على نفسي وحقا ان الاحتماء الان لايمكن ان يستمر فقلت له ارجوك لاتنزل للشارع وانت بلا سلاح تمهل حتى يسقط احدهم وبعدها نتحرك فلم يبالي بكلامنا ونزل الى الشارع المجاور من جهة شارع الصادق فكان رصاص الحقد بانتظاره واصيب في قدمه برشقة رصاص هشمت قدمه واعاقته وهو لحد الان يشكو من تلك الاصابة التي قصرت من رجله ودمرت معضمها وهو الان في خارج العراق في لندن يحمل بين خافقيه الحنين لتلك الترب الطاهرة وانا هنا اناشده وجميع ابطال تلك الملحمة التحرك والكتابة عن تلك الايام الخالدة فهم كانوا معينها الثر وبدمهم الطاهر سقوالارض وزرعوها بقيم البطولة والفداء ولهم السبق في التضحية والاقدام وتحرير العراق من الطغيان وما سقوط الطاغية فيما بعد الى نتيجة محتمة لتلك الدماء الزكية .. حملت برميل صغير للنفط من البيت الذي اقف عند بابه في الزقاق وتوجهنا انا والدكتور ليث رحمه الله وابراهيم الكرعاوي ونثرنا النفط على احدى سيارات الجلاوزة واشعلنا النيران فيها وانسحبنا بعد تلقي زخات من الرصاص واشتعلت فيها النيران وحصل انفجار هائل فقد كانت معبئة بالعتاد المخصص لقتلنا وقتل اطفالنا وامهاتنا .. كانت الهتافات المدوية تصرخ بـ هلة هلة الصدر وينة ضيعوا قبرة علينة ... ماكو ولي الا علي ونريد قائد جعفري وغيرها من الشعارات التي ذكرتها فيما سبق من هذه الذكريات المشرفة .. كانت الساعات الاولى كفيلة بتحرير ضريح مولانا ابا الحسن سلام الله عليه لا بل تحريره هو لنا من تلك الاقزام المجرمة فكيف له وهو ابا الاحرار ان لايشارك احبته وابنائه البررة في القتال والنصر المؤزر فكان لنا ذلك وفعلا تخلصنا من اخر الاقزام وانتهى كل شئ في تلك الدائرة وكانت المنازلة في بدايتها حيث دامت المعركة هناك مايقارب الساعة والنصف تقريبا لينتهي كل شئ باعلان الهزيمة وسقوط البغاة وهروب من هرب منهم يجرون اذيال الخيبة والخسران .. تجمع جمع كبير في باب القبلة وكان احتفالا مهيبا وشعارات تعطيك الحماس والقوة والتحدي وخرجت الشباب من كل مكان وتناول الجميع الهتاف وبث الاشعار والاهازيج وحانت مني التفاتة فقد خرجت من احد الازقة القريبة اول عمة بيضاء ناصعة بوجهها البشوش وروحها المنعتقة من سجن دام سنين وسنين طويلة وقاسية كان كمن يريد ان يشارك ابنائه رغم شيبته وسنين عمره التي لاتسمح له بالحركة كما هو حال الشباب من ابنائه , وما ان رأته الجموع وقد دخل بينها واصبح معهم في وسط شارع وساحة البيعة لتلك المدرسة المحمدية العلوية الطاهرة قرب باب القبلة حتى تحركنا نحوه ورفعته ايادينا وحرك بتلك الطلة البهية المشاعر واجج الشعور بالفخر والثورة وقتها وكنا بحاجة ماسة اليه فقد كانت الجولة في بدايتها وامامنا اوكار كثيرة يتحصن الاوغاد فيها .. كانت تلك العمة للشهيد السعيد الخالد كما هم اخوته علماء وابطال الامة الخالدون في جنان الخلد انشاء الله السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره ولا ادري لم لحد الان لم اسمع او اقرأ من تطرق لذلك الموقف ولكي اكون صادقا امام ربي والتاريخ واتشرف بذلك السبق والتوضيح واسجله هنا كحق لهذا الرجل العظيم والذي تربى في مدرسة العظماء والافذاذ وهي شهادة راتها عينا ولم ينقلها احد لي .. هتف معنا مثلما نهتف وكبر وهلل وكان وجهه يشع ضياءا ومحبة وفي تلك اللحظة انطلق ازيز قريب من الرصاص فانزلناه واحتمى الجميع ولم يتفرقوا فقد كان هناك احدهم وقد ترصد الجموع من احد الابنية القريبة واخذ بـ .................. التيقكم احبتي في الحلقة الثامنة من هذه الملحمة البطولية المعطاء والتي بُخس حقها وحق ابنائها ونسائها وشيوخها وعلمائها البررة واتمنى ان اكون صادقا في نقلي لما راته العين لاماسمعته الاذن والله ولي التوفيق والسداد ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |