اتحاد كره القدم العراقي بين واقعه المرير والطموح الذي نريد

المهندس جاسم محمد جعفر / وزير الشباب والرياضة

ان الظروف السياسية التي عاشها العراق بعد 9/4/2003 وانهيار النظام السابق وسياساته الهدامه والتي اثرت على كل مفاصل الحياة في العراق بما في ذللك الحركة الرياضية وخاصة" انشطة كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية الاولى في العالم والتي كان معولا" عليها في احتلال مواقع الصدارة في محيطيها الاقليمي والعربي وبروزها عالميا"على اساس عمقها التاريخي وقاعدتها الغنية بالمواهب والقدرات وقد كان للظروف غير الطبيعية التي عاشها ويعيشها العراق حاليا" والتي ادت الى نشوء محاور وتكتلات هدفها الاستحواذ على الاتحاد العراقي المعني باللعبة وان هذه الحالة قد افرزت حالات احتقان وتقاطع في الوسط الرياضي الكروي نتيجة لانحسار قاعدة التمثيل وغياب المصارحة والشفافية وضبابية الانتخابات التي جرت لانتخاب اعضاء الاتحاد الحالي وفي ظروف ( محدودية تدخل الدولة ) وتفرد مجموعة معينة بالهيمنة على الاتحاد عبر التكتلات التي هي امتداد لنفس التكتلات والعناصر التي كانت مهيمنه على الاتحاد في زمن (المقبور عدي) . وقد عمل الاتحاد بذات النفس السلطوي دون ان يكترث بكل الاراء الرياضية التي كانت تطرح لتعديل المسارات الخاطئة وبناء الارضية الصحيحة للنهوض بواقع كرة القدم وفق خطة طموحة وبمشاركة كل المخلصين والكفوئين الموجودين في الوسط الكروي بل كان الاتحاد ينأى بعيدا" عن كل الصيغ الصحيحة التي تعطيه شرعية الاستمرار ولكونه اتحادا" عراقيا" فأنه يخص كل العراقيين وليس ملكا" لاحد وهذا ما زاد في حدة الاحتقان والتقاطعات في الوسط الكروي واثر على واقع كرة القدم وادى الى نتائج لم تكن متوقعة ومنها خروجنا المبكر من تصفيات كأس العالم عام 2006 على الرغم من سهولة الترشيح وتراجع تسلسلنا في التصنيف العالمي الى المركز (92) وعربيا" الى المركز (9) مما جعل الوسط الرياضي الكروي متأزما" لعدم فاعلية الاتحاد واعضائه الذين اعتبروا وفق قناعاتهم الخاطئة ان الاتحاد ملك صرف ( طابو ) مسجل بأسمائهم وبما ان فاعلية اي اتحاد تترجم من خلال فاعلية جهود اعضائه الذين لابد ان يكونوا بمستوى المسؤولية والامانة المناطة بهم في تحمل كل الاعباء ووضع الخطط وتنفيذ البرامج وتنظيم المسابقات اسوة بكل دول العالم ومتابعة شؤون اللعبة محليا" واقليميا" وعالميا" وتطويرها نحو الافضل في حين نرى ان السيد رئيس الاتحاد وبعض اعضائه قد استقروا خارج الوطن في الظروف العصيبة وان قسما" اخرا" منهم قد استقروا في المحافظات خارج بغداد (مقر الاتحاد ) مما زاد في الطين بله حيث لم يبق الا عضوا" واحدا" او عضوين تكون زيارتهم للاتحاد في اوقات المناسبات وقد تذرع كل هؤلاء بالظروف الامنية متناسين بان المسؤولية تكليف وليس تشريف للقائمين بها ولابد من ان يكون اعضاء الاتحاد نموذج يحتذى به في تحمل الامانة والمسؤولية والتضحية وليس ممارسة الوصايا على الوسط الرياضي والعمل (بمنة) حيث لايمكن ان تدار اعمال اتحاد اكبر لعبة شعبية في العراق والعالم من خارج الحدود عبر ( الموبايل ) بحجج واعذار وتبريرات لاتليق بمن يتحمل المسؤولية لان هذه الحالة تنقص من مسؤولية ووطنية القائمين بها لان العمل في الظروف الاستثنائية والازمات لاينهض به الا من امن به ونذر نفسه لخدمة الوطن والتضحية في سبيله .

ان الواقع المرير لهذا الاتحاد وما خلفته التصرفات المتخبطة لاعضائه وايصالهم الحال الى وضع لايمكن السكوت عليه ومن باب عدم التدخل المباشر من وزارة الشباب والرياضة بعمل الاتحاد ولغرض عدم ترك الامور تسير الى هذا الانحدار فأننا ندعو الى قيام الحكومة بالتدخل المباشر لتقويم حالة الاتحاد وتغييره وفقا" لمتطلبات المصلحة الوطنية حيث ان الوسط الرياضي الكروي ليس عقيما" الى الحد الذي تعجز عنه الملاكات الرياضية الكفوءه الموجودة في الداخل من قيادة العمل في هذا الاتحاد تحت وطأة اي ظرف وهذا ما يجعلنا بأمس الحاجة لاجراء انتخابات جديدة لكي يختار الوسط الرياضي الكروي قيادة جديدة بعد ان يتم التهيئه بهذه الانتخابات بشكل جيد ونوسع دائرتها وتحجيم الاحتقان وازالة التقاطعات بروح المصارحة والشفافية حتى تأخذ الكفاءات مجالها في العمل بروح وثابة ومتفائلة .

 كما وان علينا ان نقطع الطريق على ما يلوح به البعض بعدم شرعية اي انتخابات قادمة وسعيهم لتعطيلها من خلال تعليق انشطة العراق الرياضية الخارجية فيما (اذا تدخلت الحكومة) وهذا التلويح ان صح فانه يشكل سابقة خطيرة نأمل من الحكومة دراستها بدقة والتحرك على ضوئها مع الجهات ذات العلاقة محلية" كانت او اقليمية او دولية وتهيئة الارضية الموضوعية ذات العلاقة بخصوصية ظروف العراق والوسط الرياضي حاليا" وكشف زيف وعدم وطنية من يقوم بهذا التصرف لاسيما وان الرياضة العراقية شأن داخلي خاص بالعراقيين ولايجوز لاحد التدخل فيه الا في الاطار الذي يصب في مصلحته لان (اهل مكة ادرى بشعابها ) وان زمن الوصاية قد ولى والساحة الرياضية مفتوحة للجميع حسب الكفاءة والاخلاص والاستعداد للتضحية لان العراق الجديد يستحق منا اكثر من ذلك لكي نعيد انجازاته ونمكن رياضيه من العودة لاعتلاء منصات التتويج ونوقف حالة التداعي في كافة الانشطة الرياضية وخاصة" كرة القدم والتي لم يستطع اتحادها الحالي النهوض بها كما ينبغي في ادارة شؤون اللعبة وتنظيم مسابقاتها وهذا ماالقى بظلاله السلبية على النتائج التي خرجت بها الفرق العراقية في مشاركاتها الخارجية بين الحين والاخر ولهذا ندعو الحكومة الى العمل على طرح الثقة بالاتحاد الحالي لفشله في عمله والدعوة الى انتخابات جديدة بعد الاتصال بالجهات ذات العلاقة ليس من باب التدخل بشؤون الاتحاد ولكن من باب الحرص والمسؤولية لايقاف التداعي والعودة بالواقع الكروي الى الطموح الذي نريده ونتمناه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com