|
الى مؤتمر مكة للمصالحة .. لا مبرر لدعوة المرجعية احمد مهدي الياسري لم تتخاصم مرجعية النجف الاشرف وعلى راسها سماحة السيد الزاهد علي السيستاني رعاه الله مع احد لكي تُدعى لتتصالح معه .. فمنذ سقوط الطاغية كان ديدن هذه المرجعية وحركاتها وسكناتها ومنطقها وهمها ودعوتها هي السلام والمحبة والوئام , لا بل ان من الثوابت التي لطالما نادت بها المرجعية المباركة وقبل السقوط ومنذ امد طويل يعود لبداية هذا التاريخ الاسلامي المشرف في انها تتحرك وفق منهجية الرحمة والاخلاق والدعوة للالتقاء والسلام مع الآخر حينما تتشابه القيمة التي يشتركان فيها معا وحينما يكون الاخر يشهد ان لا الاه الا الله اولا .. تبنت المرجعية روح الابوة مع المسيحي قبل المسلم وتلك توجيهات المرجعية المباركة حينما تعرضت بعض الكنائس للتفجير من قبل القوى الظلامية الارهابية الاجرامية التكفيرية الجاهلة والحاقدة على انسانية الانسان في ان يساهم ببنائها وترميمها وتوصياته بحمايتها من هذه الاوباش القاتلة ومن قبل ابنائه ومحبي منهجه وهو بالطبع منهج الاسلام المحمدي فكيف مع من يشترك معهم في الدين والقرآن .. تبنت المرجعية المباركة خطاب ان لاينساق الشيعة نحو روح الانتقام والقتل العشوائي بحق حتى اقذر فلول البعث وعوائلهم وان لايكون هناك منطق قوامه الحكم والتنفيذ من قبل كل من هب ودب وتلك الحركة لم تكن وليدة صدفة او اجتهاد مؤقت بل هو منهج اسلامي عادل وعتيد ومثبت ومن غير الممكن ان تحيد هي واتباعها عنه .. تبنت المرجعية المباركة مقولة وتوجيهات لطالما سمعناها ونكررها هنا لاضعفا او تبريرا بل من مركز قوة وعنفوان وثقة بالنفس والنصر المؤزر انشاء الله على الغدرة والفجرة الخارجين عن شرعة الانسانية قبل شرعة الله الاسلامية وتلك المقولة والتوجيه في اعتبار السنة ليس اخوة فقط بل انفسنا وعليه لايمكن لاي انسان اولايحق لاي فرد مسلم عاقل مؤمن شريف ان يعتدي على نفسه .. تبنت المرجعية المباركة وفي اهم مفصل من مفاصل الاعتداء على اهم واقدس ما اعطينا من اجلهم ملايين الشهداء غير نادمين ومستعدين ان نعطي من اجل دينهم ونبيهم وآبائهم الاضعاف المضاعفة تلكم امامينا الشهيدين المظلومين حتى قيام الساعة احياء وشهداء العسكريين عليها السلام وان لاننساق نحو روح الانتقام ورد الفعل العشوائي واهتمت المرجعية بالامر واجتمعت بثقلها لتوجه الشارع رغم لوعته ونكبته ومصيبته ان يتوقف عن الزحف تجاه الاخر مهما كانت المصيبة عظيمة .. ان المرجعية المباركة لم ولن يخرج من فمها او قلبها الصادق نداء حقد او تحريض او توجيه بردود الافعال والقتل العشوائي او الاعتداء باي شكل كان مطلقا لا بل كان ولما يزل جل اهتمامها المبارك ان نتحمل الآلام ونعض على الجراح وان نتيقن ان المؤمن الصادق هو المبتلى وان الظالمين لهم جولاتهم فيما عدادات الحساب تحصي ظلامات المظلومين وتسجل وان انتقام الله آتي ولو بعد حين (ولاتحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرلانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ) ووفق هذا المنهج كان ثقلها المتزن يفرض وجوده على الآخروعلى اعتى اعدائها ورغم ذلك ورغم انها لاتتكلم الا نادرا وبثقل موزون نادر الوجود في هذا التاريخ من زمن الضوضاء الكلامية والصراخ الغوغائي والشتم والسباب لها ولاي من ينطق بشهادة ان لا الاه الا الله وان محمد رسول الله وان ال بيته هم اولياء الله ولو احصيت مايصلني انا فقط من تفاهات الحاقدين فلا اجد رسالة فيها شتم لي بل جلها شتم وسباب لهذه المرجعية المؤمنة والابوية والتي لادخل لها فيما اقوله انا الانسان الذي لم يلتزم حتى بتوجيهاتها المباركة لانها توصيني بالصبر وانا افتقده تحركني حرقة والم الظليمة التي اراها على امتي وشعبي والاسلام قاطبة والانسانية جمعاء وهنا اسجل انني قزم امام عظمتها وقوة شكيمتها وحلمها واخلاقها الاسلامية والانسانية الراقية ولا اقبل ان يقرن ما اقوله واكتبه باخلاقها الراقية واعلن انني لم التزم بتوجيهاتها العظيمة لانني ضعيف وهي قوية ولانني مهتز الايمان وهي ثابتة عليه واحتاج الى زمن وتربية لكي اصل عشر معشار اخلاقها وايمانها وصبرها وتحملها وروعتها .. من هو مثل هكذا ثقل لاموجب او مبرر يدعوالذين يقيمون هذا المؤتمر للمصالحة في مكة المكرمة ان يتقدموا بدعوة سماحة السيد علي السيستاني او اي من مراجعنا العظام والذين لايختلفون عنه في المنهج والحركة الى القدوم اليهم في مكة التي يتشرف سيدنا بها حاجا او معتمرا او زائرا متباركا لا ان يكون الامر وكان هناك خصومة بينه وبين الاخرين الذين لم يدخلوا في قاموس حقده هذا ان وجد في قلبه الطاهر مجال لحقد او ضغينة او غل مثل الذي يحتوي منهج وقلب وعقل الآخر وحريا بهذا المؤتمر والقائمين عليه ان تكون منهجية وحركة هذه المرجعية العظيمة هي العنوان والمنهج والموضوع الاول والاخير وان حضرت القيمة والمنهج الواضح فلا موجب لحظور الشخص بجسمه فمختصر الكلام والمنهج يقول ان تلك المرجعية لم تخاصم احدا لتصالحه وان كان من عدل فهو ان يعتذر القاتل والتكفيري والحاقد والمحرض على التدمير من تلك المرجعية وابنائها وان يجتمع الطرف المعتدي والظالم بكل مكوناته ويتفق على هذا الاعتذار وصيغته عن ماقترف من اثام الفتن وموبقات الرذيلة والشتم والتدمير لاركان الاسلام قبل ان تكون اعتدائات بحق شخص اي احد كان ومنهم مراجعنا العظام والمتزنين اسلاميا وثقلا ووزنا علميا واخلاقيا مع مايتبعهم من اتباع مطيعة لتوجيهاتهم المباركة وعليه يجب ان يتشكل وفد بعد اتخاذ قرار مصالحة الظالمين لانفسهم اولا والاعتذار والتوبة الى الله وان يتشكل وفد من تلك القيادات وهي من يشد الرحال و يتوجه الى النجف الاشرف لتقديم الاعتذار والاستغفار من الله و من هذه الامة وامام وبحضرة مرجعية الانسانية المباركة وعلى قمتها سماحة الزاهد العابد الرامي لمفاتن الدنيا وزخرفها خلف ظهره والمقبل على الله ساجدا وراكعا عالما وعاملا بعلمه وتقواه لخدمة الانسانية جمعاء والمسلمين خصوصا سماحة السيد علي السيستاني ابقاه الله ذخرا لنا وفخرا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |