الضاري للجزيرة .. عفو القاعدة أمر يخصها

باسم السعيدي / بغداد

basim_alsaeedi@yahoo.com

في تصريحه لقناة الجزيرة .. قال الدكتور حارث الضاري أن العملية السياسية وصلت الى طريق مسدود ، وفي سؤال عن رأيه بالعفو الذي أصدره أبو أيوب المصري زعيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في شريطه الصوتي الأخير عن زعماء عشائر الأنبار ممن أعلن البراءة من تنظيم القاعدة وقرر حمل السلاح بوجه ذلك التنظيم الذي قادة بسفهه مقاليد الأمور في العراق نحو الحرب الأهلية التي طالت الى الآن الكثير من أبناء الشعب العراقي ولعل خسارة أبناء الطائفة السنية من جراء ذلك السفه يماثل أو ربما يزيد على خسارة أبناء الطائفة الشيعية على الرغم من عبث العبوات الناسفة والسيارات المفخخة بأرواحهم ولمدة زادت على ثلاث سنين ونصف؟

ماذا قال الدكتور حارث الضاري عن هذا العفو؟؟

قال إنه أمر يخص القاعدة .. بمعنى أنها تملك أن تعفو لكننا نملك أن لانعفو ..

لانعفو عمّن يا دكتور؟ أهؤلاء هم من فيلق بدر أيضاً؟

أهؤلاء هم جند الإحتلال؟

لاتعفو عمَّن؟ عن عشائر عراقية أصيلة عانت ما عانت من سفه القاعدة وإستخفافها بأرواح العراقيين؟

عن رجال لم يعد بإمكانهم السكوت على تفتيت العراق وتسليم بعض أجزاءه الى التنظيمات الظلامية كالقاعدة وأشباهها من صنائعها لتنشئ الإمارات الظلامية ولتعيث في الأرض فساداً وتقتيلاً وتشريداً؟

لن تعفو حضرتك عن العراقيين الذين ينظرون الى العراق على أنه ملكاً لهم ويرفضون أن يخطط غيرهم من أزلام كهوف تورا بورا مستقبل بلدهم؟

هل خطر ببالك المسكون بالأمراض المستعصية أن الشعب العراقي بغالبيته (من السنة والشيعة) لا يستطيع أن يعفو عنك؟

أسمعت بتصريح الأستاذ عمر الجبوري عضو الحزب الإسلامي العراق لإذاعة العراق الحر والذي قال فيه ( يتحمل الإحتلال مقتل 25% من السنة ، والميليشيات 25 % ، وحارث الضاري 50 %) .

تريد أن لاتعفو .. فيما تريد القاعدة أن تعفو (لكي لاتفقد البقية الباقية من التأييد المتآكل على أراضي المنطقة الغربية) .. الى أين تريد بالعراق يا سيادة الدكتور؟

لم تكفك الحرب الأهلية التي تفتك يومياً بالمئات من العراقيين.. ولم يكفك الإنقسام الشعبي الذي وصل أشده أزاء أفاعيل القاعدة والحقد الفاشستي الذي يصب سمومه وأحقاده على المدارس والشوارع والأسواق وحتى الجوامع والحسينيات؟

أتمنى لو أفهم مرادك أيها الشيخ الذي يفترض به أن يكون جليلاً؟

دع المقاومة التي تناهض الإحتلال تنأى بنفسها عن الأفعال القذرة للظلاميين .. كما فعل أسامة الجدعان رحمه الله وكما فعل الدكتور محمود المشهداني حين قال في مؤتمر القاهرة بأنه هو من زعماء المقاومة ... التي لاتقر بقتل الشعب الشعب العراق .. والله إننا لنتشرف بهذه المقاومة وهي رفعة لرؤوسنا .. وكما يفعل اليوم زعماء عشائر الأنبار الكرام أولاد الكرام .

إلا أن ذلك لا ولن يرضيك .. فأنت لا تروم الضغط على أمريكا إلا من خلال إيقاع المقتلة العظيمة بين أبناء العراق كيما يتحقق حلمك المريض وهو (الحنين للعودة الى أيام سيدك صدام حسين) .

أفتنظر الى العراق على أنه عقيم الى تلك الدرجة؟ لم ولن ينجب سوى صدام؟ أفعقمت النساء عن أن يلدن غيره؟ أفعقم العراق؟ أم هو الصمم البكم والعمى عن رؤية هذا الشعب وجراحاته العميقة التي تشهد عليك في كل يوم؟

راجع نفسك أيها الشيخ الجليل .. وأنظر بعقلك لا بقلبٍ مريض.