دور القوى والمنظمات والأحزاب الوطنية العراقية في الخارج في مكافحة الإرهاب

 

 

وداد فاخر* / النمسا

دخلت الولايات المتحدة العراق تحت مسمى أنها ستحول العراق إلى نموذج للشرق الأوسط الجديد. وعندما جاءت إلى العراق، قسمت العراق إلى طوائف من خلال تشكيلة مجلس الحكم الذي جاء وفق المحاصصة القومية والطائفية. وقد نتج عن تلك الطبخة السياسية إهمال متعمد لقوى التيار الوطني العراقي، وخاصة العدد الهائل من التكنوقراط من الاكاديميين والفنيين والركون لهيمنة قوى حزبية معينة على العملية السياسية، وتقريبها فقط للنخب السياسية التي تسير وفق سياساتها ومفاهيمها الحزبية الضيقة. لذلك لا يستطيع أحد أن ينكر ما يحدث الآن من تطاحن طائفي مرده تلك السياسة العرجاء في تشكيل الإدارة العراقية الجديدة بعد سقوط نظام العفالقة الفاشست. مضافا لكل ذلك عودة سريعة لقوى ومجاميع بعثية هدفها تخريب العملية السياسية وحرفها عن وجهتها الحقيقية بإعادة أعمار العراق وترسيخ الديمقراطية، لذا فبدل أن يفكر الإنسان العراقي باقتحام منزله من قبل المخابرات العفلقية زمن التسلط البعثي من قبل زوار الفجر، أصبحت القذيفة والمتفجرة هي التي تقتحم عليه حتى مخدعه وتقتله وتقتل أبنائه، وتخرب بيته.

,وقد أكد حتى رئيس الوزراء نوري المالكي إن هناك تداخلات تضاعف من تعقيدات الملف الأمني وكشف عن اختراقات في صفوف المليشيات من عناصر النظام السابق وأجهزة استخباراتية إقليمية ودولية. وهناك أخبار مؤكدة تقول إن هناك أحزابا داخلة في العملية السياسية تشكلت بالأساس لحماية ميليشيات وعصابات مسلحة يعمل بعضها لحساب شركات تجارية نفطية تدفع لتلك الأحزاب وأخرى مدعومة من أجهزة استخباراتية خارجية.

وقد تزايد نفوذ الإرهابيين داخل العراق نتيجة تقوية مراكزهم في الدول الإقليمية المجاورة وبدون استثناء، فقد تم تجميع قيادات بعثية متنفذة في الأردن، التي تتحرك وفق تنسيق وتنظيم مع المخابرات الأردنية وبالتعاون مع قوى عراقية مشاركة في السلطة العراقية حاليا كجماعة علاوي، وجماعة التوافق، ومجموعة محامي صدام وزمرته التي تقوم بنشاطات بالتعاون والتنسيق مع المجرمة رغد بنت الدكتاتور التي تقيم في الأردن. كذلك هناك نشاط مكثف وكبير لبؤر وقيادات حزب البعث في سوريا التي تصدر الإرهاب بصورة علنية للعراق، وبحماية معروفة للجميع من قبل المخابرات السورية. يليها دول مثل اليمن حيث يتواجد شخصية بعثية كبيرة سرق مليارات الدولارات من العراق وهو اليمني ( باللهجة العراقية ) ( قاسم سلام ) عضو ما يسمى بالقيادة القومية لحزب البعث. لكن معظم التجييش للإرهابيين يأتي أولا من السعودية ثم اليمن والكويت حيث ينشط دعاة السلفيين وبدون ردع، وحتى حكومة الكويت تبدو متساهلة مع طروحات التيار السلفي الذي يتزعمه نواب داخل مجلس الأمة الكويتي، وانقل لكم مقطع من تصريحات شخصية كويتية سلفية لجريدة الرأي العام الكويتية (كتب لافي النبهان: قال النائب الدكتور سعد الشريع انه يرى غير ما يراه الرئيس جورج بوش في زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن «الذي لا أريد أن أسميه إرهابياً»،. وعن زعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» أبومصعب الزرقاوي الذي قتل بغارة أميركية يقول الشريع: «إن لكل إنسان رأيه وأنا لا أعرف الزرقاوي ولست ممن يحكم إن كان الزرقاوي على حق أو على باطل، فالرجل كان يقول انه يقاوم من أجل قيام الدولة الإسلامية، والبعض يؤيده وله الحق فيه، والبعض الآخر يعارضه، وقد نتفق في بعض النقاط مع الزرقاوي وقد نختلف في كثير من النقاط».

كذلك انقل لكم نداء مواطن عراقي وصل لموقعنا موقع البيت العراقي في النمسا يطالب وزارة التربية العراقية بـ (سارعوا لانقاذ المدرسة العراقية فى كولالمبور/ ماليزيا وأبنائها من تفشى الأفكار البعثوهابيه حيث أصبحت وكرا لتجمع مرتزقة صدام والوهابيين ! ويضيف إن : مجلس إدارة منتخب عناصره صداميه ذات باع نضالى طويل فى عهد الصنم ويمثلون الآن حكومة صداميه مصغره تدير أمور المدرسة ضمن النهج البعثوهابى ووكرا لدعم الإرهاب فى العراق بشتى الوسائل. وأعضاء هذه المدرسة هم رفاق بعثيين لهم تاريخ طويل معروف فى العهد البائد متحالفين مع عناصر نشطه أخرى من التنظيم التكفيرى الوهابى.)

وهناك نشاط متزايد ومحموم من قبل أطراف عديدة معادية للتوجه الديمقراطي في العراق الجديد تتم مؤازرته وتطويره بواسطة ملايين الدولارات التي تمت سرقتها ولا زالت من قبل خزينة الشعب العراقي. وتصنف القوى والعناصر المؤازرة والمؤيدة والداعمة للإرهاب على الشكل التالي :

1 – بقايا البعث ومؤيديه في الخارج خاصة أولئك الذين كانوا يعملون، أو لازالوا يعملون في السفارات والمراكز العراقية في الخارج. وجمعيات وهيئات تأخذ شكل جمعيات إغاثة للشعب العراقي، أو تبرعات باسم أطفال العراق.

2 – أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي، المسنودين بأموال البعث وتبرعات المؤسسات السلفية في دول الخليج خاصة، وتقف على رأس تلك المؤسسات مؤسسات الإغاثة الإسلامية.

3 – القومجين العرب الذين وجدوا في سقوط صنمهم في بغداد خسارة سياسية ومادية لهم.

4 – متلقي الكوبونات من الغربيين الذين خسروا الهبات التي كانت تقدر بالملايين من فبل النظام الفاشي.

5 – بنوك وشركات تتداول الأموال المنهوبة وتقوم بتبييضها.

6 – مساجد الضرار التي تنتشر في أوربا والتي يجري فيها تنظيم الإرهابيين وإرسالهم للعراق وجمع الأموال التي ترسل لقوى الإرهاب في داخل وطننا. إضافة لشراء سيارات مسروقة يجري تجميعها في بعض دول وسط أوربا وإرسالها لداخل العراق للاستفادة منها في عمليات التفجير.

7 – صحف ومواقع الكترونية وصحفيين مرتزقة يعملون لبث روح الكراهية بصورة متواصلة ضد الشيعة والكورد وتمجد بصدام ونظامه القمعي الفاشي. فهناك من يعمل في العلن كصحيفة القدس العربي لعبد الباري عطوان، أو صحيفة العرب، أو الصحف الأردنية وصحيفة الأسبوع المصرية، وعشرات الصحف والمجلات الأخرى، بينما صحف السعودية تدس بطريقة من تحت العباءة دائما خاصة تلك التي تصدر في لندن.

أما المواقع فيكفي أن البعث له عدة مواقع الكترونية يقف على رأسها موقع البصرة نت، أو مجاري البصرة على رأي كاتبنا الرائع سمير سالم داود، وموقع الكادر لنوري المرادي وشبكة الأخبار العراقية، وأخيرا موقع إيلاف الذي يدس دائما ويحاول تشويه سمعة وتاريخ الشيعة والكورد. وهناك مواقع علنية لحزب البعث ومواقع سلفية لا تعد ولا تحصى، تصدر معظمها من الكويت والسعودية وإمارات الخليج الفارسي الأخرى.

أما الكتاب فهم كثر من المرتزقة وبقايا فلول البعث خاصة في موقع إيلاف حيث يدس أسامة مهدي بطريقة غريبة ودون خجل والغريب انه يكتب عن بغداد من مكانه في لندن على طريقة تجميع الأخبار بحجة كونه قد استقاها من مصدرها من داخل العراق، أو خضير طاهر المعروف سلفا من قبل القراء، وبقية الكتاب ( اللوبراليين ).

والسؤال هو هل هناك قوة حقيقية رادعة لكل تلك الأعمال والنشاطات من عمليات تجييش للإرهابيين وجمع الأموال وتهريبها للداخل لدعم الإرهاب، أو ما يجري من حملات إعلامية ظالمة بحق أغلبية الشعب العراقي المظلوم من قبل الحكومة العراقية، أو القوى والمنظمات والأحزاب الوطنية العراقية في الخارج لردع دعاة الإرهاب، وملاحقتهم وإيقافهم عند حدهم ؟!. الجواب كلا، لان ما يجري على ارض الواقع من ملاحقة للإرهاب وقواه الفاعلة لا يحسب بموجب النسبة المئوية بالقدر المساوي لما يقوم به الإرهابيون ومن يدعمهم على ارض الواقع المعاش في كافة أرجاء الغرب.

فالعديد من الجهات الرسمية العراقية في الخارج لا زالت في طور اقتسام الغنائم وتوزيع المراكز الرسمية بعيدا عن مراقبة ما يجري من تخطيط ضد العراق، كذلك تفعل بعض القوى والأحزاب الوطنية العراقية، لذا فمن يتصدى للإرهاب ودعاته يواجه من قبل الإرهابيين منفردا، وبطرق قانونية تكفلها القوانين الديمقراطية للغرب بحجة التشهير أو بالتهديد، أو الإساءة الشخصية وتلويث سمعة المتصدي وعائلته بشتى الطرق الوضيعة والدنيئة بما يملكه ازلام البعث من أخلاق دنيئة ووضيعة تربوا عليها داخل حزبهم المقبور.

لذلك يتوجب أن يجري عمل جماعي مكثف يتضمن :

- مراقبة داعمي الإرهاب من بقايا البعث ومن يتعاون معهم من العروبيين والأجانب

- مراقبة دقيقة لأموال التبرعات والمشاريع التي تقام في الخارج بأموال عراقية مسروقة لدعم الإرهاب

- - التعاون مع الجهات الأمنية في الدول المضيفة للتضييق على الإرهابيين ووأد خططهم.

- الضغط على وزارة الخارجية العراقية لتنظيف السفارات العراقية من بقايا البعث ومن المتعاونين معهم.

- الضغط على الحكومة العراقية لتفعيل مطالباتها بتسليم كل من ورد اسمه ضمن قوائم الإرهاب، أو المشجعين له كائنا من كان.

 - كذلك العمل على البدء بحملات إعلامية مكثفة، وعلاقات عامة مع القوى والأحزاب في الغرب الأوربي لفضح ممولي وداعمي الإرهاب وكشف كل خططهم، ومراكز تجمعهم والمراكز والواجهات والنوادي والجمعيات التي يتسترون خلفها.

 - إيلاء أهمية كبيرة للإعلام الخارجي والعمل على إنشاء موقع الكتروني يضاهي المواقع الموجودة حاليا كموقع إيلاف من حيث القدرة والكفاءة الإعلامية ووجود كتاب وصحفيين ومراسلين، لأن الحرب الآن هي حرب إعلامية بالدرجة الأولى. وأتمنى أن يقوم اقليم كوردستان بهذا الشأن في حالة تقاعس الدولة العراقية.

وان يكون هناك تواصل وتبادل معلومات بين القوى الوطنية المتواجدة في الخارج لملاحقة أدق التفاصيل عن تحركات الإرهابيين ونشاطاتهم ومراقبة أموالهم. وقد اتضح بعد أن قرر بنك النمسا المركزي غلق حسابات بعض القوى والهيئات والأشخاص إنها تملك 450 مليون يورو مابين نوادي وهيئات إغاثة، وشخصيات معروفة للعامة من الناس.

وتقع ضمن جهود بقايا البعث عودة أخرى للبعث ولكن بشكل وبصورة أخرى، وبعد أن يتم وضع ركائز قويه لهم داخل السلطة الجديدة لذا قالت صحيفة القدس العربي وقبل سنتين تقريبا (ويتم حاليا تداول اسم رغد كخيار ترشيحي علي هامش اجتماعات واتصالات للعشرات من البعثيين خارج العراق. ومؤخرا طرح اسمها أيضا كمرشحة للتيار السني في عدة تجمعات، فقد تلقت في موقع إقامتها في العاصمة الأردنية اتصالات هاتفية تؤيدها وتطالبها ببحث ترشيح نفسها والعودة للعراق. ) وهو ما يجري بالضبط حاليا ومن جديد ولكن بدعم من جهات عديدة تعمل الآن ضمن شرعية السلطة داخل العراق. حيث تنشط خلايا حزب البعث الجديدة الذي يحمل اسم حزب العودة الذي قام بتشكيله كبديل عن حزب البعث المقبور عدي صدام حسين. وهناك لقاءات واجتماعات تعقد في الأردن وبحضور شيوخ عشائر من المثلث السني وعسكريين كبار من ازلام البعث وبالتنسيق مع رغد ومحامي صدام لعودة لبعض ازلام البعث وفق شروط المصالحة الوطنية التي طرحها السيد المالكي وذلك (في إطار مشروع سياسي خاص يؤسس لتيار يمثل مصالح ما تبقي ومن تبقي من حزب البعث الذي كان حاكما في ظل الوقائع التي فرضت نفسها علي الساحة العراقية ) كما تقول القدس العربي، ومنع المحاولات المنهجية الجارية لإجتثاث البعث من الساحة العراقية، لذا يجري الآن الحديث وكما جاء ايضا في الدستور العراقي حول ترسيخ مفهوم مصطلح ( البعث الصدامي ) والذي ورد في المادة السابعة منه (المادة(7):
 أولا :ـ يحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون. )، لكي يتم إعطاء شرعية لأي بعث جديد بحجة فساد البعث الصدامي.، وذلك على نمط تجربة باكستان عند رجوع بناظير بوتو ابنة الرئيس الباكستاني على بوتو. ويمثل هذا الطموح كل ازلام النظام البعثي المنهار في الخارج والذين يحاولون الضغط بواسطة الإرهاب كي يتم إجبار الحكومة العراقية وبضغوط أمريكية على عودة ميمونة للبعث من جديد، وبلباس وزي آخر، مع ضغوط قوبه لاطلاق سراح المجرم صدام حسين. وأعيد نقل معلومات منشورة في موقع للبعث اسمه " العراق الحر " Free Iraq (ويقول احد البعثيين السابقين من الساعين لتكريس التنظيم الجديد لـ "الحياة" إن " البعث موجود على أرض الواقع في العراق، وان البعثيين الذين نسبت إليهم أعمال إجرامية وإرهابية عازمون على تشكيل حزبهم من جديد لخدمة العراق ولبيان رؤيتهم الجديدة لمستقبله في الحرية والازدهار". ويضيف مفضلاً الإشارة إلى هويته بـ "أبو خالد" إن الحزب الجديد عازم على "خدمة كل العراقيين وليس مجموعة من الأفراد الذين تسلقوا سلم السلطة، عبر درجاتهم الحزبية وتسلطوا على الشعب واساؤوا إلى عقيدة البعث". وأوضح إن حزبه "يعمل منذ الأشهر الأولى للاحتلال لإعادة تنظيم الصفوف، عبر تقويم تجربته الماضية وسلوك المسيئين فيها". وأكد إن "البعث الجديد وضع يداً بيد مع المجاهدين لتحرير العراق والطرفان لا يملكان أي صلة ببعث صدام". ولفت إلى إن " قيادات البعث المحسوبة على أزلام صدام، كلها هربت خارج العراق، وهي تروج زوراً لعمليات تقودها ضد الاحتلال لكنها لم تنفذ سوى عمليات انتقامية للعودة إلى السلطة أو هكذا تظن ". مؤكداً إن " العمليات التي قادها بعثيو صدام انحسرت، بعدما القي القبض عليه وعلى أخيه سبعاوي ".ـ ). ويعلنون وبدون تحفظ بأنهم مهيئين للعودة للسلطة بسبب من طابعهم وتربيتهم الدموية داخل صفوف البعث، لذا نشروا قائمة بما يخبئونه من تنظيمات عسكرية بعثية في داخل الوطن تتمثل فيما أعلنوه بـ (و لكي نزيدكم ثقة بكل ما تقدم تعلن هذه القيادة عن تشكيلاتها على مستوى ساحة العمليات و هي:ــ

ـ "قيادة قوات المنصور" في محافظة بغداد

ـ "قيادة قوات سعد بن ابي وقاص" في محافظة ديالى

ـ "قيادة قوات الحمزة" في محافظة واسط

ـ "قيادة قوات الفارس" في محافظة صلاح الدين

ـ "قيادة قوات ذو الفقار" في محافظة ذي قار

ـ "قيادة قوات ابو عبيدة" في الفرات الأوسط

ـ "قيادة قوات الحسين" في محافظة الانبار

ـ "قيادة قوات محمد القاسم" في محافظة البصرة

ـ "قيادة قوات الرشيد" في محافظة التاميم

ـ ) "قيادة قوات عمورية" في محافظة نينوى

 

وزادوا على ذلك بقولهم إن "التنظيم الجديد يضم في صفوفه بعثيين مناضلين، انفصلوا عن الحزب إبان حكم صدام، وآخرين أجبرتهم الحياة على العمل تحت إمرته، وكانوا معارضين له سراً ". وإن " الحزب عازم على إعادة هيكلة ذاته وآلية عمله، كما كان قبيل ثورة 17 تموز يوليو عندما تسلم صدام حسين مقاليد الحكم".ـ

وقال انه " يتلقى دعماً محلياً من (الأحزاب السياسية التي تفرق بين البعثيين والصداميين) وآخر إقليميا ودولياً ". وفي أول رد فعل رسمي على هذه المنشورات نبهت الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث إلى محاولات الحزب إعادة تنظيم صفوفه. ولفتت في بيان إلى أن " البعث يحاول العودة عبر مسميات جديدة مثل حزب العودة ".ـ

 لذا يجب أن تكون المهمة الرئيسية للقوى والمنظمات والأحزاب الوطنية العراقية في الخارج هي ملاحقة الإرهاب وتشخيص العناصر والقوى الداعمة والمشجعة له وكشفها بالتعاون والتنسيق مع الدول والسفارات العراقية في الخارج.

ولدى قوى الإرهاب البعثية في الخارج دور مخصصة لإيواء الإرهابيين الذين يمرون بتلك الدول ليكونوا بعيدا عن الشبهات، كذلك لكي تكون مقرات لهم عند وصول عناصرهم للخارج، وقد تم رصد بعض الدور في دول أوربية. وإحدى المهمات البارزة في الوقت الحاضر تتمثل في محاولة التغلغل في صفوف القوى السياسية والدينية العراقية, وبشكل خاص تلك التي لها أصل بعثي لتمتلك الغطاء الواقي لنشاطاتها، كما نلاحظ في تجمعات الخارج لبعض التيارات الدينية التي ظهرت على الساحة السياسية بعد سقوط النظام الفاشي. وهي تقوم بواجب كسب القوى الدينية الشيعية والوهابية التي كثر عدد الملتحقين بها في العراق في السنوات الأخيرة والتي تعشعش في بعض الجوامع خارج العراق، وخاصة المراكز الثقافية الإيرانية. وتقوم برفع شعاراً أساسياً يلتقي عنده الجميع, ألا وهو شعار انسحاب القوات الأجنبية من العراق وتسليم العراق للعراقيين. وتتعاون هذه المجاميع مع جمعيات المغتربين السابقة وهيئات الإغاثة، وجمعيات الصداقة العربية – الأوربية، أو العربية -العراقية السابقة، وبعض الجماعات التروتسكية الأوربية وتشارك بصورة علنية في جميع نشاطاتها وتظاهراتها ضد العراق الجديد. وتمتلك بعض القوى الوطنية في أوربا صورا ووثاثق عن ذلك. وتحول نشاط بعض أولئك المخبرين وبعد سقوط نظام القتل والجريمة إلى أبواق تصيح ليل نهار ( منددة ) بالاحتلال الأمريكي، ومطالبة بانسحاب القوات الأجنبية من العراق. ونشطوا في كافة المجالات المعادية للتوجه الديمقراطي، تارة باسم جمع الأدوية للعراق، وتارة أخرى يجمعون الأموال باسم أطفال العراق كما فعلوا أيام الدكتاتورية، بجمع الأموال الطائلة بحجة شراء أقلام رصاص لأطفال العراق. لذا فإن محاربة الإرهاب في الوقت الحاضر يجب أن لا تقتصر على الداخل فقط، لأن طرق تمويل الإرهاب جميعها طرق ووسائل خارجية، وإهمال هذا الجانب المهم وهو مراقبة ومتابعة أعوان النظام الدكتاتوري الذين يدخلون ويخرجون للوطن بكل حرية ترك لهم مهمة دعم الإرهاب ودفعه للأمام دون أن تثير تحركاتهم أي شبهة في الوقت الحاضر، وبغياب تام لقوى أمنية متخصصة في ظرف العراق الراهن. وقد تخفى العديد من الوكلاء والمخبرين الذين كانوا يعملون داخل المعارضة العراقية قبل سقوط نظام البعث في 09 / نيسان / 2003 لصالح مخابرات النظام البعثي السابق’ وبعد حرق وإخفاء ملفاتها من داخل السفارات والقنصليات’ اختفت داخل صفوف الجاليات العراقية كقيادات وواجهات سياسية واجتماعية وإعلامية تمارس نشاطها المشبوه بطرق وأساليب ملتوية ’ وبعضها ينسق مع من تبقى داخل السفارات أو عين فيها بتأثير الولاءات والأستقطابات الجديدة وتفشي ظاهرة المحسوبية والمنسوبية وفق نظام المحاصصة القومي والطائفي والسياسي.

لذا يجب التحرك الجاد والسريع من قبل كل القوى والمنظمات والأحزاب الوطنية العراقية في الخارج لملاحقة قوى الإرهاب والداعمين له وفق خطط أمنيه معدة سلفا وليس اعتباطا وفضحها على جميع الأصعدة الإعلامية والسياسية وبصورة متكاثفة حتى لا يتم استفراد البعض من المخلصين بواسطة الطرق القانونية التي تكفلها القوانين الغربية.

ويكون إلى جانب الجهد الإعلامي والسياسي جهد آخر هو التعاون مع الأحزاب الغربية وقوى برلمانية لدفعها لتبني وجهة النظر العراقية بالإيحاء لحكوماتها اعتبار فكر البعث فكر فاشي عنصري على غرار الفكر النازي الالماني، والعمل على جرها للتعاون لملاحقة الإرهابيين العاملين في دولها كجزء من ملاحقة قوى الإرهاب العالمي. لكن بوجود وتعاون فاعل من قبل السفارات العراقية التي يجب أن لا تأخذ في مسيرتها الطريق الجانبي، وتترك الساحة لقوى الإرهاب البعثو – سلفي لكي يتحرك بكل حرية بحجة كونها إدارات رسمية عراقية لا حق لها في متابعة الإرهابيين أو تحجج البعض بقول غير سليم ( كون الجميع عراقيين )، فقد كان صدام حسين وزمرته من القتلة والمجرمين عراقيين أيضا..

وأخيرا دعونا نتذكر قصة قريبة جدا من التاريخ، فقد كان للخطأ الكبير الذي اقترفه الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم دورا كبيرا في استفحال حزب البعث ومن يقف معهم من القوى الشوفينية من القوميين والناصريين بعد أن عفا الزعيم بموجب مقولته الشهيرة الخاطئة ( عفا الله عما سلف ) عن رأس الفتنة أولا العنصري المقبور عبد السلام عارف، ومن ثم عن جماعة البعث ممن قاموا بالتجاسر بإطلاق النار عليه وسط شارع الرشيد في رأس القرية عام 1959 التي ضمت عصابة البعث كل من عبد الوهاب الغريري وسمير عيسى النجم، وصدام حسين وإياد سعيد ثابت، وأخته يسرى سعيد ثابت، وقام بعلاجهم المقبور الدكتور تحسين معلة بعد إصابتهم بطلقات مسدس الزعيم. أما غراب البين وهو دليلهم من أية جهة سيأتي موكب الزعيم فقد كان الكوردي العاق نائب الضابط طه ياسين رمضان الجزراوي. وها هو خطأ الزعيم يكرر بعد سقوط حكم الفاشست العنصريين ويترك القتلة يعبثون في المحكمة العليا الخاصة بحيث إن هناك بريد حزبي بين صدام والإرهابيين من خلال المحامين الذين يجب محاسبتهم وتقديمهم للمحاكمة قبل صدام حسين كونهم هم من ينظم وينسق عمليات الإرهاب. وليتذكر الجميع تهديد صدام حسين في داخل المحكمة، عندما قال ( إذا مو هنا بره نلاحقكم )، وبالفعل استطاعوا قتل زوج أخت القاضي العريبي وابنه. وحتى الآيات القرآنية التي يتفوه بها صدام داخل المحكمة هي شفرة خاصة لذا يجب منعه حتى من حمل المصحف الشريف لأنه نجس كما يعلم الجميع، ويستخدمه لغرض خاص. أخيرا أين المحاكم التي لم تحكم للآن على الذباحين وخاصة إنها تجامل المجرمين العرب الذي تحكم عليهم بالسجن فقط. علما إن الأجانب يجب اعتبارهم مرتزقة حسب قوانين الحرب وعقوبتهم الإعدام بدون محاكمة.

وهاكم التزكية التي صدرت من زلماي خليلزاد والجنرال كيسي لأحد أعمدة ودعائم الإرهاب في العراق الجديد وهو عدنان الدليمي، ولو اقترضنا إن تفتيشا جرى في زمن صدام لأحد بيوت عدنان الدليمي ووجدت سكين فقط فماذا سيكون مصير زعيم كتلة الإرهاب داخل برلمان العراق المشوه الآن ؟؟!!. وينطبق نفس الشئ على حسين الفلوجي احد مشجعي وداعمي الإرهاب، ومحمد الدايني وظافر العاني. فهل انتم تسمعون ؟؟!!، والمقصود هنا جماعة الائتلاف العراقي والتحالف الكوردستاني أي الأغلبية العراقية التي يجب أن يكون لها القرار الأول والأخير في العراق الجديد بدون اخذ ورد أو مجاملات على حساب العراقيين المظلومين.

آخر المطاف: يقول غاندي: حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت. إذا ضربت فأوجع، فإن الملامة واحدة.

 

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com