الولاء لمـــــــن؟

 علاء مهدي – سدني

alamahdi@optushome.com.au

أستغربت وأنا أقرأ خبراً عن تصريح أدلى به السيد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي  حينما عرض فيلماً وصوراً لإرهابيين وجدوا في الساحة العراقية مرتعاً خصباً لتنفيذ عملياتهم الدنيئة التي نالت من العراقيين أكثر مما نالت من المحتلين.

وعلى الرغم من قناعتي بأن الكثير مما ورد في الحديث هو ليس بأكثر من محاولة بائسة تهدف إلى طمأنة عباد الله من العراقيين الذين لم يعد لهم مأوى آمن منذ نجاح حزب البعث بالسطو على السلطة فسيطرت حثالة منهم  بغلفة من الزمن على مقدرات الوطن والشعب العراقيين لمدة تربو على الخمسة وثلاثين عاما.

 فقد أكد السيد الربيعي في مؤتمره الصحفي على أهمية إعادة النظر بفرق حراسات المسؤولين وأعضاء مجلس النواب على أسس وطنية وأمنية صحيحة وليس على أساس الولاءات كما هو عليه الحال الآن.

 ما أتعسنا ! مازلنا نتقهقر في تخلفنا رغم أستمرار تطور وتقدم كل شعوب العالم المتقدم  منها والمتخلف على حد سواء. أكثر من ثلاثة أعوام مضت وما زلنا لا نعرف كيف نختار عناصر وطنية وأمنية لحراسة المسؤولين وأعضاء مجلس النواب؟ . . إذن كيف سيكون بإمكاننا أن نختار عناصر وطنية مخلصة تدير البلاد وتحمي العباد وتؤسس لدولة القانون المرتقبة؟ وكيف سنؤسس جيشاً لائقاً بحماية الوطن؟ وكيف يتم أختيار عناصر الشرطة والأمن أن كان حراس المسؤولين وأعضاء مجلس النواب هم من الموالين لأعمامهم المسؤولين – النشامى؟

 ما أتعسنا ! ما زلنا نُقْتَلُ يومياً ، نذبح يومياً ، نُصلبُ يومياً ، نُهَجَرُ من بيوتنا، تهتك أعراضنا ، تُقَطَعُ رؤوسنا ، لكننا مصرون على الولاء القبلي والعائلي والطائفي وليس الوطن. فأي وطن نبغي؟ وطن تسوده الجريمة ، ويفتقد فيه الأمان ، مسؤلوه غارقون بين هموم العائلة والعشيرة والقبيلة وبين همومهم الذاتية لإقامة أمبراطورياتهم المالية  خارج العراق؟

 كلمة أخيرة للمسؤولين العراقيين ، أن كنتم فعلاً راغبين بتنفيذ آمال العراقيين بوطن آمن تسوده مبادئ القانون ، عليكم بالولاء للوطن قبل الحزب  والعشيرة والعائلة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com