العنف في العراق نتيجة وليس ســـــبب

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

دائرة مغلقة من دوائر العنف والإرهاب الدولي تحولت تبعاته الى بلد مثل العراق خصوصاً بعد أن غاب عالم القانون في العراق وبأعتبارات أهمها وعلى رأسها الإحتلال الأمريكي للعراق حيث بعد أن قامت القوات الأمريكية بكسر القانون الدولي والمناشدات الدولية بعدم إجتياح العراق ولم تأبه بكل تلك المناشدات والصيحات من هنا بدأ كسر القانون وبدأت دورة العنف كنتيجة لذلك تضع أوزارها في العراق.

 عندما دخلت القوات الأمريكية للعراق وأصبح الهرج والمرج والفوضى تعم البلاد لم تقف تلك القوات المحتلة وقفة بجانب القانون بعد أن ضربته عرض الحائط وقد شاهدنا السلب والنهب الذي عم أرجاء البلاد كافة والسرقات التي إجتاحت المصارف والبنوك والمؤسسات الحيوية في الدولة وفي منظر مقزز للأبدان أن تدخل الفوضى عالم ودنيا العراق الذي عاش قرونا من الحضارة وهذه النقطة أيضاً هي نتيجة للشعب العراقي أن أصبح بهذه الشاكلة وليس سبب في تعميم الفوضى وسببها المهم والأهم هو تسلط الدكتاتوريات المتوالية عليه .

 لذلك فقد أصبح العنف في العراق نتيجة وليس سبب فقد تقسّم العنف الى ثلاث أصناف الصنف الأول هو إرهاب قادم من خارج الحدود والصنف الثاني العنف الصادر من البعثيين والصداميين والصنف الثالث هو العنف الطائفي ولكل من هذه الأصناف أسباب ونتائج تجعلنا ندخل في عمق ذلك كله ونرى العراق بحر من دماء يتلاطم بأمواجة وجراح لم تجف طالما هناك غياب لسلطة القانون ومنذ أن  بدأت مرحلة جديدة من تأريخ العراق الحديث...

 لو رأينا الصنف الأول: الإرهاب القادم من خارج الحدود فلاشك بعد أن إجتاحت أمريكا العراق فقد أصبح العراق الأرض الخصبة لمحاربة القوات الأمريكية على أرض العراق وهذا ماكانت تخطط له أمريكا نفسها أن تبعد شبح الإرهاب القادم إليها  من خارج حدودها وقد فلحت بذلك وهي عدم عودة الى ماخلفته 11 / سبتمبر ثانية فمهما تكون النتائج فلن تضر في البنية التحتية لأمريكا لذلك فكان دخول أمريكا للعراق سبب رئيسي لتوافد المجاميع الإرهابية الى هذا البلد خصوصاً تنظيم القاعدة فأصبح العنف الإرهابي نتيجة وليس سبب .

 أما الصنف الثاني: وهم البعثيين والصداميين فبعد أن إنهارت دكتاتوريتهم وجبروتهم وطغيانهم وتسلطهم على رقاب العراقيين لم يبقى لهم شيء بالعراق لهم سوى أن يكونوا أداة للعنف الضاربة بهذا الشعب المظلوم الذي ذبح مرتين مرة عندما كانوا في تسلطهم ومرة أخرى عندما إنهارت حكومتهم وطغيانهم فقد لملموا شراذمتهم وأنطلقوا الى صياغة العنف بكل شكل وإحداث نوع من الإرباك الحاصل وإحداث حالة من التأزّم الطائفي بين أبناء الشعب العراقي  .

 أما الصنف الثالث: فهو العنف الطائفي وهذا من أخطر الأصناف  الذي لمسه بلد كالعراق ولكنه نتيجة وليس سبب فبعد أن عمت الفوضى البلد وغاب القانون وحتى عندما تكونت حكومة عراقية فلم تكن بالحكومة القوية المتينة التي تحمي حتى نفسها فكيف بحماية المواطن العادي مما أدى الى تكوين مجاميع ماتسمى بالمليشيات تنتمى الى الطوائف العراقية لحماية نفسها وعوائلها من الخطر القادم من الصنفين الآخرين وهما الإرهاب القادم من خارج الحدود والبعثيين والصداميين الذي وضعوا أيديهم بيدة القاعدة وأصبحوا شر بلية واحدة فكان تشكيل المليشيات الطائفية هو نتيجة لضعف الحكومة وكذلك غض الحكومة الطرف عن بعض من تطبيق القوانين كقانون الإرهاب لذلك فقد أصبح لزاماً وليس أختياراً أن تتكون هناك مجاميع تدافع عن أبناء جلدتها وعن نفسها وهنا لابد من الإشارة الى نقطة مهمة وهي أن الإرهابيين والبعثيين حاولوا قدر الأمكان أن يحدثوا شرخاً كبيراً بين الطوائف المتجانسة في العراق حتى تتهم كل طائفة الآخرى بممارسة العنف ضدها ومن هنا بدأت مرحلة تكوين المليشيات تتبادل العنف بين الطوائف المسالمة لذلك فإن هذا النوع أو الصنف هو نتيجة وليس سبب للعنف الحاصل في العراق .

 من هنا وبعد أن رأينا أن العنف في العراق نتيجة وليس سبب إذن فلابد من مسبب واحد أو أكثر لكل ذلك كله وما العنف السائد في العراق إلا نتيجة لمسببات منها أمريكا نفسها فهناك من يرى وجود أمريكا في العراق هو من أهم الأسباب الدائرة للعنف وكذلك تطبيق القانون بحذافيرة على الجميع بدون إستثناء فالذي يحصل  هناك تغافل عن تطبيقة،،،،، ومن الأسباب كذلك الإسراع في محاكمة الطاغية صدام وعدم تسييس المحكمة وجعلها مسرحية تخدش مشاعر أبناء الشعب العراقي .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com