العلاقات السعودية - الإسرائيلية

محسن ظـافـرغريب / لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

إذا كانت البعرة تدلّ البُداة على البعير، وإذا كانت الخليقة تدلّ الجبت والطاغوت والطغاة على الخالق اللطيف الخبير، ويدلّ أثر وقع الحافر على الحافر بالتناصّ، حكام الطوائف، على مصير أنصاف الحلول، والحلول في أشباه"عبد الله الصغير"، من ضيّع ملكا بكاهُ كالنساء ولم يُحافظ عليه كالرجال، ونكوص مسارالقهقرى عن الفردوس المفقود الى ما بان من رعاية بُغاة الطائف في لبنان ومآل حال خارطة المسير العراقية- الفلسطينية، فمن البداهة أن تستدلّ بكهذا تواتر" كلمة" تتحرّى المنطق و رئيس تحرير صحبته السلامة والصحيفة الى الحقيقة في مظانها.

كما سرّبت عن عمد من قبل صُحف لندنية من قبيل" أنديبندنت" و" إيفننغ ستاندرد" في13 حزيران يونيه2005م، سرّا أنموذجا عن هوان النسوان، السيّدة البريطانية الأردنية الجنسية، الفلسطينية الأصل، القاطنة في الحيّ اللندنيّ الأرستقراطيّ(نايش بريدج)

" جنان حرب " (57 سنة)، أمّ مطلقة سابقا ثم لاحقا على يد طويل العمر والحول والطول أول خادم للحرمين الشريفين" مريض الرياض"، أغنى أغنياء العالم الملك فهد (85 سنة) سلف الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي سرّحها بإحسان من" زواج بالمراسلة" قبيل إلتحاقه بالرفيق الأعلى.

هكذا سربت الصحافة زواج الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات، من سكرتيرته الشابة " سهى عرفات"، تلبية لرغبة أمّ العروس بإشهار مشروع، شبيه بإشهار الدولة العبرية إسرائيل لعلاقتها بالمملكة العربية السعودية عُربونا على موقفها من حربها جنوبي لبنان، كي لايكون زواجا عُرفيا أو متعة أو مسيار، وتكون بمنزلة المحظية العشيقة، فيكون عقب ذيلها الطاهر سفاحا سمعته في الحضيض.

سفير إسرائيل في منظمة التجارة العالمية(WTO)" إسحق لفتن"، بعد غمزه من قناة قطر(الجزيرة وألغاز الغازالمسال)، تحدّث قائلآ: " إن المملكة العربية السعودية إلتزمت بجميع الشروط حرفيا، لكي تنضم الى المنظمة، بعدم فرض المقاطعة التجارية على

أيّ دولة عضو في المنظمة بما في ذلك الدولة العبرية. وكان ذلك مشفوعا ببيان صادرعن وزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية

، بعمل الوزارة بإلزام السعودية رفع المقاطعة الإقتصادية عن إسرائيل، تحت بند الميزالوارد في دستور المنظمة. مدير التجارة الخارجية في الوزارة يوكد وثيقة بهذا الشأن، بما يفتح الباب الموارب مشرعا على مصراعيه أمام شركات ورجال أعمال أرض الحرمين مع شركات إسرائيلية، ويدلي مديرعام شؤون التجارة العالمية في وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية" يائير شيران" بدلوه، بماعزز ذلك قائلآ:" إنّ السابقة السعودية ستكون مثالآ يُحتذى لدول عربية أخرى".

مصادرإسرائيلية وأميركية على موقع صحيفة" يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على شبكة الإنترنت، تقرر أنّ العربية السعودية إلتزمت الشروط كافة، الأمرالذي دفع بالأعضاء الى المصادقة على عضويتها في المنظمة، بعد مفاوضات حكومة الملك الراحل فهد إستمرت العقد الأخيرمن زمن حكمه مع الدول الأعضاء في هذه المنظمة.

وفي11ديسمبركانون الأول2005م، تبدأ عضوية السعودية بالمنظمة قبل يومين من إنعقاد المؤتمرالعام للمنظمة في هونغ كونغ.

خلال ذلك كانت صحيفة " الجزيرة" السعودية في 12 حزيران يونيه 2005م تمهّد بسؤال" ماذا إستفدنا من العروبة ؟ "، ليردّ محمد آل الشيخ (الشيخ محمد بن عبدالوهاب، المبشّر بتقيّة البدعة الباطنية الوهابية السلفية السياسية السعودية)؛ نحن السعوديين يجب أن نعيد ترتيب أولياتنا.. ماذا أعطانا العرب مقابل ما أعطتنا علاقاتنا مع أميركا ؟ .. إن إختيار الملك الراحل عبد العزيز توقيع إتفاقيات التنقيب عن النفط مع الأميركيين كان خيارا إستراتيجيا صائبا بكلّ المقاييس منذ أن قدم الأميركان الى بلادنا، إذ تفجّرت ينابيع النفط وإبتدأت مسيرة التنمية والتعمير وبناء الدولة الحديثة على رمال الجزيرة. إنّ مملكة عبد العزيز بقيت بسبب علاقاتها مع أميركا في حين تلاشت دول أخرى وبعضها الآن يترنح، لأنها راهنت على الجواد الخاسر، ولم تراع أنّ البقاء في التنمية والإقتصاد ومواكبة شروط الحضارة المعاصرة، وعدم الإنكفاء على الذات وعلى الآيديولوجيا والتقوقع في شرنقة الثقافة القومية المفبركة. قصف عبد الناصر بطل العروبيين الأول مستشفى" أبها" جنوبي السعودية بالطائرات .. غزو العروبي الآخر صدام للكويت والتوثب لغزو المملكة..الفكرة القومية تدميرية قميئة بكل أشكالها وألوان طيفها.. قفز قوميوها من على ظهر دبابة في ليلة كالحة السواد فقادونا الى المأزق التاريخي والحضاري والإقتصادي الذي نعيش فيه الآن.

وهاهي إمبراطورية دعاية البترو بداوة دولار، تضطلع ماكنتها الأشبه بمجنزرات دبابة إنقلابية، بدورها ضمن لعبة على رمال متحركة تمتد من شبه جزيرة العرب الى ليبيا، في هارموني متناغم يغذو المسير الآمن حثيثا بوتيرة متسارعة، دعوها إنها دابة مأمورة، سبحان مسراها ليلآ شطر المغرب ومرساها صوب الأطلنطي، بسلام الآن!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com