|
صحيفة غابة الأسهم في ذروة الموسم جمعة اللامي " عن حذيفة قال: المنافقون الذين فيكم اليوم شرّ من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله . ان اولئك كانوا يسرّون نفاقهم ، وان هؤلاء اعلنوه " ( كنز العمال ــ الكتاب الاول ــ 1611 ) هذا سفر جليل، وأثر نبيل، أعني بذلك كتاب: “كَنْز العمال في سنن الأقوال والأفعال” لمؤلفه “العلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي” المتوفى سنة 975 هـ، بجوار مكة بعدما تيقن من صحة اختياره في اعتزال الكثرة من الناس، والتفرغ لمناجاة رب الناس، عقب أن اختبر أقرب الناس اليه بسطوة المال الذي هو نعمة ونقمة في آن، وسبحان الله المنعم المنتقم. كتب أحد الأعلام معرفاً به انه: “الشيخ، الإمام، العالم الكبير، المحدث، علي بن حسام الدين بن عبدالملك بن قاضيخان، المتقي، الشاذلي، المديني، الجشتي، البرهانبوري، المهاجر الى مكة المشرفة والمدفون بها سنة 975 هـ”. أما “كَنْزُ العمال” فهو من ثمانية عشر مجلداً، تحفة للناظر بحق وحقيقة، ومقصد لطلاب الحق، وفرشة للذين يختارون الحسن من القول فيتبعون أحسنه. وكان “المتقي” ثقة سلطان زمانه: سليمان بن سليم بايزيد بن محمد الرومي، الذي كان يلتمس “الدعاء منه له وكان يواصله مدة حياته”. ومن أتباعه بعض ملوك الهند الذين يسألونه في حكم الشريعة ويسيرون على نهجه، فأحبوه وتمنوا أن يمكث بين ظهرانيهم، لكنه كان لا يطيق فراق مكة، ولا يزوغ عن سيرة الشيخين. قالوا: خلف “المتقي” أحد مريديه فخالط المريد الوزراء والأعيان، وأقبل على الدنيا وأخذ يجوّز ما لا يجوز، ويُيَسّر ما ليس ييسر، حتى انه قبل رشوة من أحد الوزراء، وطلّق دينه ودنياه، فساء ذلك الشيخ المتقي كثيرا، وهاجر الى مكة ليقضي بجوار الكعبة. وتلك قصة مفيدة، يجدها القارئ الحصيف في خطبة المجلد الأول من “الكنز”. والحصيف لا يتبع هواه، ولا يبدل في أقواله، ولا يستغني عن الذل لله بمال الوزير. وهيهات ان يكون هذا الطبع الكريم من طباع “الدُوَيْنقْلير” الذي حدثتكم بأمره في ميقات ليس ببعيد. أنتم، لا شك في ذلك، تتذكرون “دُوَيْنق بن فُلَيس الشّبْقلي” الذي له في كل شِعْب شَنّة ورَنة، وخصوصا في مجالات استثمار الأموال بمشاريع خيالية وخرافية، فيقع في حبائله السذج من الناس، او الذين لا يصبرون على أنفسهم أمام شهوة المال. ومن أبرز ما طرحه هذا “الدُوَيْنقلير” في مملكة “سَرَنْديبستان” مشروع سماه: “غاية الأسهم في ذروة الموسم”، فتقاطر الناس عليه زرافات ووحدانا، هاشين باشين، أو ضاحكين فكهين، وهم لا يدرون أنهم سائرون الى محرقة في الأنفس والمدخرات. ومثل بقية المشروعات “الانفجارية” في مملكة ““سَرنْديبستان” اكتشف الناس بعد فترة انهم تعرضوا الى سرقة في أموالهم، فتحمل بعضهم الخسارة، وفطس آخرون بعدما اكتشفوا تلك النصبة عليهم. والحكاية معروفة منذ سنوات في أكثر من مناخ وسوق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |