شهر كريم .. وليلة بألف ... وعودٌ إلى الله

د. معن هادي زوين

أطل الضيف، زدناه ترحيبا، قلوبنا وجلة من مفارقته، وإنا إذ نرفل بعز ضيافته تتقاطر علينا فضائله، أنفاسنا تسبيح، نومنا فيه عبادة، قراءة آية من القرآن تعدل ختمة كاملة في في غيره من الشهور، ما الذي نطمح بعد هذا؟ هل من مزيد؟ نعم مزيد ومزيد، ما علينا أن نضبط تلك السويعات دقة فإنها ميزان ولوجنا إلى عالم رحب ولكمال انفسنا النسبي إذ أن من ينتصر في معركة كهذه مع نفسه بعد أن يلبس مسوح الجوع والعطش ومقارعة الشهوات يرى ذلك الأمل بحقيقته متجسداً واقفاً عند نهاية الطريق يرسم آفاقاً فضلى ولوحات حقيقية تتنعّم فيها نفوس كانت قد اجتازت موانع الحياة لتصل إلى سرمدية البقاء والهناء.

ولقد تخطّت ليلة من لياليه كل معادلات الواقع وتحدّث كل النظريات الوضعية والداخلية على أسماعنا بضرب واحدً في ألف لتكون النتيجة آلافاً من العشاق بل الملايين تطمح أن تكون رقماً متدنياً أو حتى ((صفراً)) ترسمه ريشة فنان يضع آخر لمساته على باهر نتاجاته والشقي الشقي من يُحرم كل هذا، ولأنها فرصة واحدة يجب على الفناص الماهر أقتناصها وخصوصاً أنها لاتحتاج إلى عظيم خبرة ولما لم يكن الضيف إلا زائراً مبروكاً فإنه لا يترك عند رحيله إلا لمسات ودٍ وتذكرة حنان ومحبة وسلامتتبعها رسالة إصرار على عودٌ إلى مصدر القيم والكمالات الإلهية وهو الأزكى والأطهر لنفسٍ تواقة وأحمدُ عودٌ إلى الله هو في ذلك العيد، فشهادة القبول للأعمال في شهر هو في قبول نتيجة بقوز غامر وبتوفيق إلهي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com