بنت الرافدين

أيها ألأعلاميون في وطننا الجريح .. الكم الله!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

ليست من ألأمور الغريبة حينما يتعرض المراسل الحربي أو المصور أو المخرج أو غيرهم الى نيران العدو وبالتالي ألأستشهاد في ساحة المعركة أو أصابته بجروح في مناطق مختلفة من جسمه .. نعم تلك من الحالات التي سمعنا بها وتتكرر في كل سنة وفي كل ساحات المعارك وفي مختلف أنحاء المعمورة ...!!.

نعم .. لقد تعرض العديدون في ساحات القتال الساخنة في فيتنام والهند الصينية وحتى في ساحات الحرب بين العرب وأسرائيل .. نعم أن المراسل الحربي حاله حال المقاتل معرض في كل دقيقة وكل ثانية الى ألألتحاق بقافلة الشهداء.. ... وألأمثلة كثيرة .

تلك الحالات حالات أستثنائية .. تزول عندما تحط الحروب أوزارها .. وتستقر ألأمور !!.. ولكن الذي لاينتهي هو الوضع الحالي لزملائنا ألأعلاميون في العراق .. نعم ومنذ سقوط النظام في أبريل / 2003 تعرض ألأعلاميون بصورة عامة الى هجمة شرسة راح ضحيتها العشرات من الرجال الذين حاولوا أن ينقلوا الحقيقية للعالم .

الصحفي وألأعلامي العراقي بين أكثر من نار :

أذا ما كتب أي موضوع أو نقل أي خبر وشعرت جماعة من الجماعات أنها تمسهم ... فأقرأ على ذلك الصحفي أو ألأعلامي السلام !!!.
أذا ما أنتقد الزعماء ( وما أكثرهم ) فيعتبر أنه مدفوع من جهة معينة ... حينها يجب أن ينال عقابه ولو بعد حين !!!.
أذا ما تعرض ( قيد شعرة ) للأخوة قوات ألأحتلال ... فأن ( الكيس) جاهز .. يضعونه على رأسه وينقل الى جهة مجهولة لغرض التحقيق والتأديب!!!.
أذا ما نقل الحقائق للعالم وطالب بالأنصاف... فأن ( عصابات الغدر ) جاهزون مع سكاكينهم .. وألأمثلة كثيرة .. على سبيل المثال الشهيدة / أطوار بهجت .. وغيرها !!.
أذا ما أنتقد الحرامية ومصاصوا دم العراقيون .. فأن التهمة جاهزة .. أنه من بقايا النظام السابق فعليه يجب أن يحاكم بتهمة التحريض و التفرقة والطائفية والبلبلة و... عشرات التهم الجاهزة !!!.

ياترى لمن المشتكى...؟؟ والمشتكى لغير الله مذلة !!!.

الغريب كما في كل المسائل أن أكثرية ألأخوة الموجودون آلآن في دفة الحكم ... ياماشاءالله أعدادهم بالعشرات .. جميعهم عاشوا لسنوات طويلة في الدول الغربية وأمريكا .. أذن تحصيل حاصل عليهم أن يعرفوا مدى أهمية ألأعلام والصحافة ... ولكن يبدوا أن المسألة حينما تخصهم ..لاء.. ( أذن من عجين وألأخر من طين) !! والا مامعنى ألأدعاء بالديمقراطية والحرية وتعبير الرأي وهنالك عدد كبير من الصحفيون وراء القضبان!!!؟؟.

يرتكبون أكبر الجرائم بحق شعبنا الجريح ... بالمقابل لايريدون أن تكتب عنهم ولاحرف غير التمجيد!! ياترى ماذا يمجد الصحفي وألأعلامي؟؟؟ عن أية منجزات يتحدث؟؟؟.

أنقطاع وأنعدام الكهرباء والماء؟؟؟.
أنعدام وشحة البنزين والنفط والغاز..؟؟.
ردائة وقلة الحصة التموينية ؟؟.
ألأنفلات ألأمني ؟؟.
البطالة .. والمحسوبية ؟؟؟.
قلة ألأدوية وقلة الخدمات في المؤسسات الصحية ؟؟؟.
أهمال المرأة العراقية ؟؟؟.
كثرة المليشيات وكل جماعة حكومة مستقلة ؟؟؟.
الفتاوى المتناقضة لبعض رجال الدين ؟؟.
أم ماذا؟؟؟.

بالأمس يقتحم عدد من المسلحين محطة تلفزيونية تبث بثاٌ تجريبياٌ (قناة الشعبية) يقتلون كل العاملين في المحطة ومن دون أن يتركوا (ولاواحد) من المدير العام الى الفراش!!! ياترى أي غضب وأي حقد هذه؟؟؟ أنا وغيري لانفهم ما يحصل لأولئك المساكين الذين سلاحم القلم والكلمة فقط .. ولكن المقابل الحاقدون على الكلمة الحرة الشريفة يحملون قاذفات ورشاشات... أية معادلة هذه ؟؟؟.

نعم لقد داهمت قوة مددجة بأنواع ألأسلحة وبدأوا بأطلاق النار على الجميع ... وعلى الفور أستشهد 12 شخصاٌ.. وهم :

1 / الشهيد / عبدالرحيم نصرالله الشمري _ مدير عام القناة .

2 / الشهيد / نوفل الشمري _ وكيل مدير عام القناة .

3 / الشهيد / حسين علي – مونتير .

4 / الشهيد / ذاكر الشويلي – مذيع .

5 / الشهيد / أحمد شعبان – مذيع

6 / الشهيد – سامي نصرالله الشمري – مدير أدارة القناة .

7 / الشهداء / أربعة حراس وعامل تشغيل مولدة .

بعيداٌ عن القتل والخطف وغيرها... أقدمت مشيختي / دبي وعجمان على غلق فضائية عراقية (الفيحاء) من دون سبب مقنع!!! .. وتلك أيضاٌ نوع من أنواع ألأرهاب... اليس كذلك؟؟.

أنا لاأعرف ماذا يريدون ؟؟؟.

هل بأمكان الصحفي وألأعلامي أن يرضي الجميع وكل جماعة تختلف عن ألأخرى بمقدار 180 درجة !!! ؟؟؟... ياترى اليس من حقي أن أصرخ وأقول :

كان الله في عونكم يازملاء المهنة.... الكم الله !!!

العودة الى الصفحة الرئيسية