من يحمي ألأقليات من القتل والذبح في العراق؟؟

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

لربما أحدهم ما أن يقرأ العنوان حتى يصدر قراره ويتهمني بالجنون ويقول:

أي كلام هذا...?؟ وهل هذه المسألة بحاجة الى سؤال..؟؟ الذي يحمي ألأقليات وغيرهم هي الحكومة.. وهل توجد غير الحكومة....؟؟.

في الرد أقول له: كلامك صحيح... وـ خوش سؤال ـ.

ولربما... نعم.. ربما.. يسأل ألأخر ويقول:

ولماذا ألأقليات فقط..?؟ صياغة السؤال يجب أن يكون كالآتي:

ـ من يحمي العراقيين..?؟.

للرد عليه أقول له هو ألأخر: كلامك صحيح... و.. ـ خوش سؤال ـ.

ولربما للأخوة القراء.. ملاحظاتهم المختلفة على العنوان... ويفسرها كل من حسب رأييه الشخصي ويحللها مثلما يريد..!!.

وهنا أيضاٌ أعطي الحق وكل الحق لكل صاحب رأيي.. لسبب واحد وهو:

نحن نعيش أجواء الديمقراطية ـ عين الحسود فيها عـود ـ لذلك لابد من النقد والنقد الذاتي والمناقشة الصريحة وأبداء الرأي بكل شفافية من دون لف ودوران.... عاشت الديمقراطية التي أصطحبت معها الكثير الكثير من المفردات التي كانت غائبة في ثقافة العراقيين... ولكن بفضل تلك الديمقراطية المستوردة أصبحنا نعيش ونرى العجب العجاب... لذلك فالتعش الديمقراطية وأخواتها...!!.

الظاهر ألأسئلة كثيرة ومتشعبة والشرح أطول.. وأخشى ما أخشاه أن (يزعل) علينا ألأخوة الذين جلبوا لنا هذه الديمقراطية... لذلك لندخل في صلب الموضوع:

نرى... نسمع... نقرأ..بين حين وأخر تعرض أهلنا من الأقليات (المسالمة) في الداخل الى أعتداءات وحشية ومن غير مبرر... والا ماذنب:

ـ رجل دين من ألأخوة المسيحيين حينما يخطف ومن ثم يقتل... عذراٌ.. يذبح كما يذبح الخرفان..!!! ياترى ما الذي أقترفه ذلك الرجل غير التحدث عن (المحبة والسلام وألأخوة والتعاون وألأتحاد وحب ألأخرين ومساعدة الفقراء وعشرات الصفات الحميدة ألأخرى..).. هل هنالك أي شىء يضر ألأخرين?؟؟.

المعضلة أن العمليات تتكرر.. لو كانت عملية واحدة لفسرت على أساس أنها تدخل في خانة تصفية حسابات شخصية... ولكن حينما تتكرر العمليات وتستهدف (رسل السلام) من غير تفرقة... فتلك بحاجة الى وقفة وتأمل وبالتالي وضع اليد على الجرح..!!.

أخر الضحايا رجل أخر محترم يعرفه الناس.. أحبوه وأحبهم... اليكم الخبر كما جاء في عيكاوا كوم:

أكدت لنا مصادرنا في الموصل واربيل نبأ قتل الأب بولص أسكندر، الذي تم اختطافه يوم اول أمس هناك...
ان الاب بولص كان راعيا لكنيسة مار افرام للسريان الارثذوكس في حي المجموعة الثقافية بالموصل... وتؤكد مصادر الشرطة العراقية حسب ما نشرته وكالة عراقيون بانه تم العثور على جثة رجل دين مقطوع الراس في حي القاهرة بالمدينة...
مرة ثانية ينتصر الحقد العنصري الأعمى عند الارهابيين القتلى والمجرمين، الملطخة أياديهم بدماء المدنيين الأبرياء، على العقل والمنطق وتعاليم الأديان والشرائع الدينية والدنيوية...وهكذا يكشفون بوضوح عن وجههم الحقيقي وبعدهم عن كل ما يمت للانسانية بصلة.
ان إقدام الجناة على ذبح الأب بولص، هذا الخادم المطيع لله الذي نذر حياته في سبيل خدمة الانسان وارشاده الى العمل الصالح، هو دليل قاطع على جبنهم ودنائتهم وانحطاطهم الخلقي...
وبعملهم المشين هذا، يثبتون للقاصي والداني انهم غارقون في الظلام والتخلف والهمجية ويؤكدون بجلاء مخاوف كل المخلصين لوطننا الجريح من تحول بلاد الرافدين الغنية بالثقافة والتراث والتاريخ الحضاري العريق الى بحيرة من الدماء، تسود فيه شريعة الغاب...

ياترى أي حقد دفين وأية وحشية هذه?؟؟ ما الذي أقترفه رجل بهذه المكانة حتى يستحق الذبح وبالتالي رمي (جثته الطاهرة) في الطرقات؟؟؟...بالتأكيد لاجواب !!.

وتلك العملية كانت ألأخيرة.. وقد سبقتها عمليات مماثلة.. الشىء الذي نخشاه أن لاتكون ألأخيرة... والا ياترى ماذا يستطيع أن يفعل رجل مثل المرحوم?؟ هل يحمل ألأنجيل بيد والكلاشينكوف باليد ألأخرى...!!!... مستحيل يفعلونها... تلك ليست أسلوب حياتهم... أنهم رسل المحبة والسلام والتعايش السلمي !!!.
والعجيب في المسألة أنه حتى بقية ألأديان والطوائف يتعرضون لنفس الممارسات.. نعم.. هاهم أهلنا من ألأخوة الصائبة المدندائيون يتعرضون للتهديد والقتل والملاحقة.. ياترى ما هو السبب غير نشر الرعب والبلبلة داخل مجتمعنا المتماسك.. وهل هنالك سبب أخر..؟؟.

آلآن اليس من حقي أن أسأل: من يحميهم..؟؟.

وحينما أقول هكذا لابد من أن يكون لي مبرراتي وحينها أسأل:

ياترى من يحميهم..؟؟ الحكومة..؟؟ جنود ألأحتلال..؟؟ المليشيات..؟؟.. جنود جزيرة واق واق..؟؟ أم من..؟؟.

الرد معقد... وبسيط !!!.

ـ الحكومة...؟؟...لاء.. لكونها عاجزة من حماية نفسها.. والا لماذا المنطقة الخضراء؟؟؟.

ـ جنود ألأحتلال...؟؟ لاء.. لكونهم منشغلون بواجبات أهم !!!.

ـ المليشيات...؟؟ المعضلة أن ألأخوة لايملكون مليشيات.. هم يحملون رسالة سلام... الطمة الكبرى أن ألأوغاد لايقهمون غير لعلعة الرصاص والمدافع !!!.

ياترى ما العمل?؟؟.

في الحلقة القادمة... سنكتب الحل...!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com