|
مخاطر النص بالدستور بان العراق بهوية عربية هي مخاطر سكانية واقتصادية وامنية علي البطيحي الموضوع: مخاطر النص بان العراق دولة بهوية عربية هي في الاستحقاقات المترتبة على ذلك. وما هي استحقاقات ان يكون العراق بلد بهوية قومية عربية ؟ ان من مخاطر ان ينص بالدستور على ان العراق دولة بهوية قومية عربية هو ما يترتب على ذلك من استحقاقات تهدد التركيبة السكانية في العراق تحت شعار (ارض العرب للعرب) والغاء شعار (ارض العراق للعراقيين)، وفي امتصاص خيرات العراق من قبل الدول الاقليمية التي توصف بالعربية تحت شعار (نفط العرب للعرب) والغاء شعار (نفط العراق للعراقيين)، وفي جعل العراق في حالة تشنج دائم مع ايران تحت شعار (حامي البوابة الشرقية للوطن العربي)، وفي الغاء كون العراق وطن بحد ذاته وجعله قُطر او اقليم او ولاية تابعة الى وطن وهمي غير موجود في ارض الواقع يسمى الوطن العربي تحت شعار (العراق جزء من الوطن العربي). فاعتبار العراق دولة بهوية قومية عربية تلغي كون العراق كيان بحد ذاته وتستهين وتصغر من قيمة العراق كوطن له تاريخ سبعة الاف سنة من سومر وبابل واشور. ان رفع شعار (ارض العرب للعرب) هذا يعني فتح ابواب العراق لكل من هب ودب من الدول الاقليمية التي توصف قوميا بالعربية بدون فيزة (تأشيره) وبدون قيود وهذا ما يترتب عليه دخول جماعات تهدد الامن الوطني والسكاني للعراق من متطرفين دينيا ومذهبيا (سنيا) ومجرمين وخريجي سجون وفاعلي الحرمات والهاربين من دولهم لاسباب جنائية والمتعاطفين مع التكفيريين كالقاعدة واسامة بن لادن وابو ايوب المصري والزرقاوي الذي قتل في العراق والقاعدة في بلاد الرافدين وانصار السنة والتكفير والهجرة والتكفيريين،وكذلك الحاملين للافكار القومية العنصرية كالبعثية والناصرية وغيرها مما يهدد باثارة النعرات القومية العنصرية والدينية والمذهبية الطائفية في بلد متعدد القوميات والمذاهب كالعراق. وخير دليل دخول ملايين المصريين الاجانب للعراق وارتفاع معدلات الجريمة الجنائية منذ دخلوهم وانتهاك اعراض العراقيات من قبل المصريين وحاليا يستوطن العراق مئات الالاف منهم ويحصلون على حصة تموينية ويقود الكثير منهم في المنظمات الارهابية والجريمة المنظمة وفي تخريب الاقتصاد العراقي وفي نشر الفكر الفوضوي الارهابي والعنصري والطائفي ومثالهم ابو ايوب المصري وذباحي الموصل التي عرضتهم قناة العراقية في برنامج الارهاب في قبضة العدالة وما تؤكده التقارير الامنية بان اكبر مجموعة ارهابية بالعراق اجنبية هم المصريين وان اكبر عدد من المعتقلين الاجانب هم مصريين. وكذلك ان رفع شعار ارض العرب للعرب هذا يعني التهديد بتغير التركيبة السكانية بالعراق وذلك بفتح باب العراق لملايين من الاجانب من العرب الغير عراقيين بحجة العمالة او اعطاء امتيازات خاصة لدخول الاجانب من العرب الغير العراقيين الذين هم من اهل السنة وهذا يعني تغير التركيبة المذهبية (الطائفية) في العراق ضد الشيعة العراقيين بهدف جلعهم اقلية وليس اكثرية كما هم الان، وتهدد التركيبة القومية ضد الاكراد العراقيين بجعلهم اقل نسبة من ما هم عليه الان وهذا ما حصل بالثمانيات حيث اصبح نسبة السنة اكبر من نسبة الشيعة بحكم ان اربعة ملايين اجنبي مصري (سني) جلبوا للعراق بالثمانينات وهذا يعني اضيف اربعة ملايين رجل مصري لعدد السنة بالعراق في وقت مئات الالاف من رجال العراق وخاصة الشيعة تم قتلهم بالحروب والاعدامات وقطع نسلهم . وكذلك يؤدي هذا الشعار الى اعطاء شرعية للمستوطنيين الاجانب من العرب الغير عراقيين في استيطان العراق وفي تقبل وجود الارهابيين حاليا والمجرميين الاجانب بالعراق بحجة انهم عرب (اجانب من العرب الغير عراقيين) بل يصل الحال الى اعطاءهم حصة تموينية في وقت ملايين العراقيين تحت خط الفقر. واما الخطر الكارثي الثاني هو الخطر الاقتصادي الذي يهدد العراق في حالة النص بالدستور على ان العراق دولة بهوية قومية عربية ضمن شعار (نفط العرب للعرب) أي ليس (نفط العراق للعراقيين) وهذا يعني اعطاء خيرات العراق الى الدول الاقليمية الاجنبية بدعوى انها عربية كحصص نفطية باسعار مفضلة او بدون مقابل للاردن وسوريا وغيرها. وكذلك سوف يؤدي ذلك الى التضيق على الصناعة والتقدم التكنلوجيا والاقتصاد العراقي وعدم انفتاحه بدعوى الدول التي توصف عربية اولى باعمار العراق وهذا يؤدي الى توجيه الاقتصاد الى دول متخلفة مثل الاردن ومصر وسوريا وشمال افريقيا ولبنان بدعوى الوحدة الاقتصادية مما يمنع التنكلوجيا المتقدمة من الوصول للعراق من منابعها اوربا وامريكا واليابان، وهذا ما يحصل من حصول شركات دول متخلفة مثل اورسكوم المصرية للاتصالات واورسكو للاسمنت المصرية وغيرها من الشركات الاردنية والسورية على عقود في العراق في وقت ان هذه الدول نفسها تتعامل مع احدث الدول المتقدمة كامريكا واليابان واوربا من اجل الحصول على التكنلوجيا لدولها. وكذلك من خطورة هذا النص بان العراق دولة بهوية قومية عربية هو في وضع العراق في حالة من التشنج المستمر ضد ايران بدعوى حماية البوابة الشرقية وان لا يكون هم للعراقي الا في العداء لايران ضمن مفهوم عنصري (العرب ضد الفرس المجوس) والاستعداد الدائم للحرب ضدها وهذا يكمن وراءه اسباب طائفية سنية عنصرية قومية بحته. والدليل ان سوريا وتركيا تهددان العراق مائيا وتبنيان سدود هددت وتهدد العراق بالعطش، وتركيا تجتاح الاراضي العراقية وتطمع بشمال العراق وتتدخل بالشان العراقي بكل استهتار بالعراق، فلماذا لم لانرى أي تشنج من القوميين العرب والسنة العرب العراقيين ضد تركيا في المناهج الدراسية والسياسية والثقافية لديهم. (علما ان ايران تمثل خطر على العراق ولكن السؤال لماذا يتم تجاهل الخطر الاكبر لتدخلات مصرية وسورية وسعودية واردنية وغيرها بالشان العراق منذ عشرات السنين ولحد هذه اللحظة والتي ادت وتؤدي الى خراب العراق وتثير الاحتقان الطائفي فيه والعنصري بل يصل الامر ان يرسل طائرات عسكرية واسلحة واذاعة من قبل مصر الى شمال العراق في ازمة الشواف في التسعة وخمسين وفي دعم انقلاب الاسود عام 1963 السبب بسيط ان هذه الدول سنية المذهب شعوبا وحكومات. ان دول الجوار كافة والمحيط الاقليمي وخاصة مصر يمثلون تهديد مستمر وعوامل عدم استقرار للامة العراقية والوطن العراقي وعوامل في الفرقة والتعصب الطائفي والقومي الذي يشهده الوطن العراقي حاليا وماضيا، وكل البلاء الفكري المؤدلج والسياسي والتنظيمي جاء للعراق من الدول التي توصف قوميا بالعربية كالبعث وميشيل عفلق من سوريا والناصرية من مصر جمال عبد الناصر والتكفيرية من مصر التكفير والهجرة، والسعودية الوهابية التكفيرية، والاردن وفلسطين جاء منها الزرقاوي وتنظيم القاعدة الارهابية في بلاد الرافدين، والظاهرة الانتحارية جاء من شعوب والدول التي تسمى عربية واسلامية سنية كالاردن والسعودية والمغرب وتونس واليمن ومصر وسوريا ولبنان والسودان وافغانستان وغيرهم. واخيرا نسأل لماذا يعتبر القوميين العرب والطائفيين السنة العراق بلد بهوية قومية عربية رغم ان العراق بلد متعدد القوميات؟ فاذا كان الجواب لان العرب العراقيين اكثرية بالعراق نقول وفق ذلك ان العراق بلد شيعي لانهم الاكثرية واذا خاف البعض من الطائفية ان تثار اذا ما اعلن ان العراق بلد بهوية مذهبية وهو متعدد المذاهب والطوائف، نقول اليس اعلان العراق بلد بهوية قومية عربية يثير العنصرية في بلد متعدد القوميات ؟ واذا كان اعلان العراق بلد بهوية قومية عربية هو اعتراف بان العراق بلد باكثرية عربية، نقول اذن وفق ذلك بان العراق بلد شيعي المذهب اعترافا بان الشيعة العراقيين هم الاكثرية كالسعودية التي مذهبها الرسمي (سنيا وهابيا) وهي دولة متعدد المذاهب وتونس مذهبها الرسمي المالكي أي ان مبدء وضع مذاهب رسمية للدول موجود فلماذا لا يتم ذلك في العراق. واذا ادعى البعض ان اعلان العراق دولة بهوية قومية عربية هو حفاظا على ما يسمى عروبة العراق، نسال هل انتم تريدون الحفاظ على عروبة العرب العراقيين وهم الاكثرية بفرضها على الوطن العراقي المتعدد القوميات، نقول وفق ذلك ماذا تفعل الاقليات حتى تحافظ على هويتها اذا القومية الاكثر عددا تريد فرض هويتها القومية على باقي القوميات العراقية بفرضها على العراق ككل ؟ مخاطر جعل العراق دولة بهوية قومية عربية هي الاستحقاقات المترتبة على ذلك.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |