|
تركيا بين مبادرة / عبدالله أوجلان والعلاقات مع كندا فرنسا!! جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية
من يراقب المشهد التركي يستنتج الكثير... الكثير.. ففي الوقت الذي أعلن الزعيم الكوردي المعتقل/ عبدالله أوجلان مبادرة وقف أطلاق النار... هنالك تصريحات صريحة من القيادة الفرنسية وبالذات على لسان الرئيس / المسيو ـ جاك شيراك ـ بتحويل قضية أبادة ألأرمن أثناء الحرب العالمية ألأولى الى البرلمان الفرنسي... تلك تتبعها قرارات وتأييد من دول وجهات ... بأختصار أنها كارثة على الحكومة التركية!!. الحكومة التركية في حيرة من أمرها .. لكون المسألتين جائتا في وقت متقارب... والمسئلتان من المسائل الحساسة لذلك بحاجة الى دراسة ودراية وفهم وتقدير الموقف العام من (ألأصدقاء وألأعداء) ناهيك عن الضغوطات التي تمارس من هنا وهناك...!!! بأختصار هنالك (تخبط) في سياسة أنقرة حيال معالجة المسألتين!!. أغلبية المسائل ممكن حلها بالحوار والجلوس على طاولة المفاوضات... عشرات الحروب والنزاعات لابدأن تستمر من دون حوار... لنلقي نظرة سريعة على هذا الفن الذي يجيده بعض ويتفقده أخرون : الحـوار : هولغة التفاهم ألأنساني .. فعبر الحوار يستطيع البشر أن يوصلوا للأخرين أفكارهم ومطالبهم بالأقناع والتفهم وألأحترام، وهذه القاعدة ألأساسية التي يتفق عليها العقل البشري وعقلاء ألأمم والشعوب، ومع أنقطاع الحوار تبرز التقاطعات البشرية كحقيقة ترتهنها النفوس الضيقة كوسيلة لأيجاد حالة الصدام وأثبات تسلطها وطغيانها على ألأخرين، فالملاحظ أن معظم الصراعات البشرية والحروب الدامية ماهي الا نتيجة لأنقطاع قنوات الحوار وحلول أسلحة الصدام التي تتكلم بلغة واحدة غايتها تحطيم ألأخر مهما كان الثمن، ففي عالم اليوم (للأسف الشديد) يبدو أن الصراع والتناحر صناعة آخذة في النمو.. وتلك هي الطمة الكبرى ..!! لذلك نرى : في كثير من ألأحيان يعبر العنف عن حالة الضعف التي يعيشها مستخدمه، أذ يعجز عن أستخدام لغة الحوار مع ألأخر، لعدم فهمه هذه اللغة، خصوصاٌ اذا عاش في أواسط منغلقة يلفها جو ألأستبداد وتسلط الرأي الواحد.. أو كونه لايمتلك قوة المنطق في أقناع ألأخرين !!!. هذا مايحصل بالضبط مع الحكومة التركية الحالية وحتى الحكومات السابقة .. ولكن للتأريخ يجب أن نذكر أن الرئيس التركي ألأسبق/ توركوت أوزال، أراد الحوار وأراد أن يستمع.. وأراد تهدئة المسألة ... ولكن وللأسف الشديد كان الضحية .. والنتيجة معروفة للجميع!!. العجيب في المسألة أن الحكومة التركية وعبر كافة قنواته(ألأعلامية والدبلوماسية) تريد أن تقول للعالم : أن الكورد لايعرفون غير لغة (القتل والحديد وألأرهاب والنار!!).. ومعلوم للجميع أن كل تلك ألأكاذيب أصبحت في خبر كان... العالم المتحضر أصبح يتفهم القضية من (ألألف الى الياء) ... طيب.. لو نفترض أننا في الماضي لم نكن نرغب بالحوار ولابالجلوس على طاولة المفاوضات...!!.. ولكن اليوم غيرأمس .. مبادرة ألأخ / أوجلان صريحة ولاتحتوي في طياتها (لف ودوران) .. طيب..لماذا التهرب..الايعلموا أن المسألة ستنعكس سلباٌ عليهم ؟؟أم بالعربي الفصيح..(سينقلب السحر على الساحر!!). أكثرية أستنتاجات الحكومات التركية كانت ولاتزال (غير صحيحة) أكثرها مبنية على ألأمنيات فقط!!. عند أسر الزعيم / أوجلان، بتلك الطريقة المشينة والمؤامرة القذرة .. تنفسوا الصعداء وقالوا بالحرف الواحد: أن الحركة التحررية الكوردية في كوردستان الشمالية أنتهت والى ألأبد!!!. ياللفرحة التي مادامت!!!أي جنون هذا؟؟ وأية عقلية تلك؟؟؟ وأية خرافات هذه ؟؟؟، من قال أن (أماني وتطلعات وكفاح ونضال وتضحيات) الشعوب تنتهي بالتمني ؟؟؟...بالنأكيد أرادة الشعوب وكل الشعوب أكبر من هذه التفاهات؟؟. الشعب الكوردي يختلف عن كل شعوب العالم... :
أنا وغيري نتسائل : أية عقلية هذه التي أن تمحي تتطلعات الشعوب بالتمني؟؟ أي وهم وظلالة هذه ..أنهم لايدركون ولايعرفون ما الذي يجري بجوارهم !!!: قي نفس اليوم الذي أعتقل فيه الزعيم أوجلان... ولد الف طفل وجميعهم أتخذوا من (أوجلان) أسماءٌ لهم .. وياترى كم (أوجلانا) يولد في كل شهر... وكل سنة ؟؟؟. يوهمون أنفسهم بأعتقال / أوجلان أنتهى كل شىء ويصبح في عالم النسيان!!! أقول لهم : هل يخفى القمر...؟؟ أعتقد لازالوا يجهلون: شعبية أوجلان ... تأثير أوجلان ... عظمة أوجلان ... قيادة أوجلان وهو في ألأسر... حجم أوجلان ...!!!.بالأمس القريب وفي أستفتاء سريع ... وقع كذا مليون وأقروا بأن زعيمهم الوحيد هو / آبو * ..!!. حتى أسهل ألأمر على الحكومة التركية وبكل صراحة : مبادرة القائد/ أوجلان فرصة كبيرة للأتراك والحكومة التركية، حيث مصلحتهم العليا تقتضي مباركة هذه المبادرة التي ستجلب لهم الكثير... من يدري لعلها الخطوة ألأولى للأقتراب من ألأتحاد ألأوربي وبالتالي الفرج الكبير لهم ولأقتصادهم ولعملتهم المنهارة ... ويجب أن يفهموا أن ليس هنالك لاسلام ولاأقتصاد بمعنى ألأقتصاد ولا العيش المزدهر ولا ألأتحاد ألأوربي الا أن (يمنحوا مايريده الكورد) والا لا أعتقد أنه في يوم من ألأيام قد تحققت المعجزات بالتمني !!!. بالأمس القريب صبوا جم غضبهم على الحكومة (الكندية) بسبب أثارتها وأستنكارها لمذبحة ألأرمن خلال الحرب العالمية ألأولى ... واليوم هاهي فرنسا بثقلها في مجلس ألأمن وألأتحاد ألأوربي تجدد ماقالتها الحكومة الكندية والعشرات من الحكومات ألأخرى ... مسألة ألأرمن أصبحت ككرة ثلج تتدحرج وتكبر والويل لمن يقف أمامها... نصيحة لوجه الله : أستفيدوا من نداء الصقر ألأسير / عبدالله أوجلان .... اللهم أني بلغت . ـــــــــــــــــــــــ * أبو / هو ألأسم الشعبي والدلع لعبدالله أوجلان.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |