|
أنتصار أعلامي تاريخي لأعداء العراق.. الفيحاء محمد الخضري / خبير في شؤون الأمن والدفاع يبدو أن الحكومة العراقية لاتدرك لحد الآن حقيقة المعركة الكبرى التي تجري رحاها على أرض العراق وتحصد في كل يوم المئات من أبرياء العراق ونحن هنا لانريد أن نقف صفاً واحداً مع أعداء العراق لأفشال العملية السياسة وأسقاط الحكومة وأظهار الأمور السلبية والتغاضي عن كل أيجابية مهما كان حجمها وتأثيرها على الوضع العراقي لكن هناك أمور يجب أن نظهرها ونوضحها ونذكر بها على أمل أن تأخذ الحكومة هذه الملاحظات بنظر الأعتبار وتثبت تواصلها مع الجمهور العراقي وملاحظاته طالما أن الغاية هي الدفع بالعراق لضفاف الأمان. أن المعركة التي تجري على أرض العراق لها صور وأشكال عديدة لكن المحرك والممون لهذه الصور والأشكال هو الأعلام المعادي للعراق وتطلعات شعبه في العيش بحرية وسلام وبالتأكيد أن الكثير لايتصور أن الحرب الأرهابية أنما هي فرع من الحرب الأعلامية وأن القضاء على الأرهاب سيكون يسيراً جداً عندما يتفوق العراق وأعلامه النابض بالحب للحرية والسلام والتقدم على الأعلام المعادي الذي ينبض بالحقد والكراهية والطائفية ولكي يتحقق هذا التفوق يجب توفر عاملين مهمين أولهما أن يكون للحكومة أعلام يكون كحلقة وصل بينها وبين الانسان العراقي وهنا لابد من الأشارة الى أني لاأعني أن يكون هناك أعلام تزميري تطبيلي للحكومة كما كان عليه الأعلام الرخيص المبتذل في العهد البائد أي بمعنى آخر أن يظهر الأعلام الحكومي الأمور الأيجابية والسلبية على حد سواء وأعطاء المسببات التي أدت للنجاحات أو الأخفاقات وما يتطلب من دور للمواطن والمجتمع من اجل أستمرار الأيجابيات والقضاء على السلبيات لكن بكل أسف وتحت غطاء حرية الأعلام ويجب أن لايكون للحكومة أي جهة أعلامية تناست الحكومات المتوالية ومنذ العهد الجديد الأمر الأعلامي وتركوا الساحة مفتوحة للأعلام المعادي ليصول ويجول في فكر الأنسان العراقي وكان هذا أمر مكلف ورغم مرور هذا الوقت الطويل لم تعالج هذه المشكلة ولاندري أن كانت الحكومة الحالية تريد الأستمرار بهذا الخطأ الفادح والذي ثمنه مكلف جداً للشعب العراقي ,والعامل الثاني هو عدم وجود تواصل بين النخب والأحزاب السياسية والحكومة الحالية مع وسائل الأعلام والأعلاميين وهذا أمر خطير لأنه يفسر بمعنى مفاده أن النخب السياسية والحكومية تعبر نفسها بموقع أكبر من الأعلام والأعلاميين وهذه أمر يذهب بنا وبأفكارنا لأيام التعالي والغرور الذي كان يمارسه صدام وأعوانه تجاه الأعلام وحاشى لله أن تكون نخبنا السياسية المناضلة تقصد أو تريد السير على النهج الصدامي المتسلط المتعالي لكن الأمر نعزوه لقلة الخبرة في التعامل من موقع السلطة وهذا أمر يجب أن نتقبله لأن أحزابنا ونخبنا السياسية لم تمارس السلطة أو حتى دور المعارضة داخل الدولة لذا نتأمل أن تنفتح الأحزاب والنخب السياسية والحكومية على الأعلام وتعمل معه يد بيد من أجل الوصول لمستوى أعلامي نستطيع من خلاله أن تؤثر على الفكر العراقي أو على أقل تقدير أن نمنع الفكر العراقي من التأثر بالأعلام المعادي. مما لاشك به أن قناة الفيحاء الفضائية ليست الوحيدة من أقرانها من لامست الضمير العراقي ولانستطيع قول هذا حتى لانغبن حق الآخرين المخلصين الذين يناضلون من أخل القضية العراقية لكن بنفس الوقت يجب أن نعطي الفيحاء حقها فهي لعمري أشجع من وقف بوجه الأرهاب وقيل فيها مالم يقال في القنوات العراقية المخلصة للقضية العراقية وعلى أقل تقدير قد تكون من القنوات القليلة التي لاتضغ ضوابط أو خطوط حمراء أزاء المصلحة العراقية ويكفي القول أن الفيحاء أغاضت أعداء العراق لدرجة جعلت مواقع الحقد والجاهلية تغص بالمقالات والأخبار والشتائم والأتهامات للفيحاء وطاقمها ومحبيها وجعلوا منها رمزاً للطائفية وتمثل الأمبريالية الأمريكية الأسرائيلية وهي ضد العروبة والأسلام و..و..و لكن للتاريخ نقول يكفي أن الفيحاء كانت أحد أسباب نجاح الأنتخابات الأولى وهي الوحيدة التي قالت حقيقة واحدة واضحة عجزت عن قولها أحزاب ونخب سياسية مناضلة هذه الحقيقة مفادها أن لاوجود للمقاومة الشريفة على أرض العراق وأن كل الذي يجري هو أرهاب. أن غلق الفيحاء لم يأتي نتيجة أمور فنية أو مخالفات أعلامية أو أمور أخرى أنما هي مؤامرة تحاك من زمن بعيد وأمر الأغلاق كان متوقعاً بل أنا من الذين توقعوا أن يكون هذا القرار منذ سنة على أقل تقدير وهذا هو حال الأعلام غير المسنود معنوياً من قبل حكومته وأحزابه الوطنية ونخبه السياسية. في الحقيقة لم نكن نتوقع هذا الصمت الرهيب من قبل الحكومة العراقية والتي لحد الآن رغم شرعيتها التي تتفوق بها على كل الأنظمة العربية ألا أنها لاتزال تشعر بالدونية تجاه حكومات دول ناشئة ولا تملك تاريخ ومقومات وأماكانات كالتي يملكها العراق وشعبه.وكان يجب أن تكون مسألة التمديد لبث قناة فضائية تبث من الأمارات أمر سهل ويسير جداُ ومن الممكن أن ينهيه أي موظف بسيط في مكتب السيد رئيس الجمهورية أو أي موظف في ديوان رئاسة الوزراء. لقد كان لأكثر من مئة برلماني عراقي وقفة واضحة ومعلنة داخل قبة البرلمان العراقي عندما أغلقت الحكومة العراقية مكتب قناة العربية في بغداد لذا من حقنا أن نتسائل أين ممثلي الشعب العراقي أزاء غلق الفيحاء التي عبرت عن الجرح العراقي و وقفت وقفة أعلامية نحن بأمس الحاجة لها في هذا الوقت العصيب لكن هو هذا حالنا العراقيين نلهث للدفاع عن الآخرين لدرجة حتى ننسى أنفسنا وهنا نذكر البرلمانيين أن الدورة الحالية للبرلمان سوف لاتستمر مدى الحياة بل لأربع سنوات وعلى كل سياسي أن يحسب ويعمل لزيادة قاعدته الجماهيرية ويحسب حساباته للدورة الأنتخابية القادمة والشعب العراقي واعي لهذا جداً وستكون المواقف والأداء هو الفصل في الأختيار بعيداً عن المشاعر والعواطف التي طغت على الأنتخابات السابقة. وفي النهاية نقول رب ضارة نافعة ونحن نتأمل أن تكون الفيحاء في أحضان الوطن لتزيد من نبضات الجسد العراقي لأنها بحق قلب الأعلام العراقي ونقول لأعداء العراق أن سهم الفيحاء الذي بقر عيونكم باقي ولن يزول وأن ضاقت الأماكن فقلوب العراقيين هو مقر الفيحاء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |