|
أطفال العراق يتحدّون سناء صالح / هولندا في أوّل يوم لآفتتاح المدارس في العراق اهتمت وسائل الأعلام بكلّ أشكالها بهذا اليوم، وقد مرّالشريط الأخباري أسفل الشاشة لبوم كامل معنونا (أطفال العراق يتحدّون الأرهاب)، صورة جديدة ترسم لفلذاتنا بعد صور كثيرة اعتادتها شاشات التلفزيون في مختلف اللغات،منذ الثمانينات وحتّى هذه اللحظة حيث يتصدر الشعب العراقي دور البطولة في نشرات الأخبار والطفل العراقي هو جزء من هذا الشعب، صورة لجثّة طفلة محتطنة لعبتها في احدى شوارع حلبجة،صور الأطفال وهم يتلقفون رغيف الخبز من الطائرة الأمريكية حفاة متربون شعث،أطفال يصارعون الموت والمرض بسبب الحصار ونقص الغذاء والدواء، مشردون يجوبون الشوارع وينامون على الأرصفة، أيتام فقدوا آبائهم بسبب عطش الدكتاتور للسلطة والدم،المدارس بكت تلاميذها الذين ولّوا وجوههم أمّا لأعالة أسرهم أو لأنّهم وجدوا أنّ العلم قد يؤدي بهم الى التهلكة في بلد كان يزهو بعلمائه وأدبائه ومفكريه. وبعد أن تغيّر الحال كان الأمل يحدوني أن أرى الطفل العراقي من شاشة التلفزيون نظيفا لاهيا لاعبا في منتزهات تزينها الزهور،وصورة المدرسة الجميلة المهيّأة لاستقبال تلاميذها برسوم تتناسب وطفولتهم ولعب تنسيهم المدفع والرشاش وبرامج وكتب جديدة ملونة تزخر بمباديء الأنسانية وحب الوطن. استفزتني كلمة التحدي وتخيلت أطفالنا وهم يواجهون عدوا شرسا بوجوههم المتعبة وأجسادهم الناحلة،عدو لم تتمكن الالة العسكرية والجيوش من القضاء عليه لحدّالآن. الام يبقى شعبنا يتحدى والطفل ان تحدى اليوم هل سيستطيع أن يصمد في تحديه على مدار السنة الدراسية وهل سيستمتع بالمدرسة كما يستمتع أطفال العالم ممن أنعم الله عليهم بنعمة السلام، ويتمكن من اللعب في ساحة المدرسة بأمان دون خوف من هاون أرسله وضيع ليمزق الجسد الغض. هل سيستوعب وسط الترقّب وتشتت الذهن ماسيعطى له من معلومات،وان افترضنا ان الطفل ليس له صفة التحدي فهل سيبقى جاهلا ويحرم من نعمة التعليم. ان آخر المعلومات تؤكد تسرب الأطفال من المدارس خوفا من الأرهاب وتصاعد الأحتراب الطائفي والأختطاف وهذا ان استمر سيؤثر سلبا وسيفاقم انتشار الأميّة ويشيع الجهل الذي سيؤدي الى ضياع ثروة بشرية يمكن أن تكون قوة مؤثرة في بناء مستقبل أفضل للعراق. ان الكرة الآن في ملعب الساسة وان مستقبل الأطفال وحياتهم في رقابهم أن عليهم ان يفكروا بأطفال العراق فهم الثروة الحقيقيّة والاّفسوف لاينسى لهم التاريخ ذلك،وهم خير من يعلم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |