بنت الرافدين

بوش وهواية عمارة القبور!!!

رياض البصير

عرف العراق ولاول مرة في تاريخه الانساني، اتساعا سريعا للمقابر البشرية بعد اذار 2003،، وزخما ضخما للموت البشع حيث قـدرت وفياته الشاذة بـ(( 650000)) ستمائة وخمسون الف انسان،،،،و بمختلف الاعمار ومن جميع المذاهب الفكرية والدينية والعرقية ومن الذكور والاناث على حد سواء،،،،، وان كانت كفة مذابح الشباب تميل باتجاههم .......

مما نتج عن تلك المذابح الوحشية،، نمو متزايد في تشييد القبـور والمقابر،،، وانتعاش مهنة الدفن و ارتفاع القدرة الشرائية والدخـل لحفاري القبور .. فقد سجلت مقبرة النجف الاشرف الشيعية ( مقبرة وادي السلام المجاورة لمرقد الامام علي بن ابي طالب "ع" )،،،،،،

امتدادا " عمرانيا!!" لقبورها حتى بدأت تقترب أو تلتصق بأراضي محافظة كربلاء المقدسة ( مرقد الامام الحسين بن علي "ع" ) مـع العلم ان المسافة ما بين المحافظتين الدينيتين تقطع عادة باـلـسيارة في 60 دقيقة وبسرعة 100 كم ...هذا من الاتجاه الجنوبي،، أمـا من اتجاهها الغربي فقد صرح مسؤول المقبرة المذكورة وملتزمـه، قائلا : لواستمر الامر على هذا المنوال لمدة سنتين اخريتين فأننا ’’ سنظطر لمفاتحة المملكة السعودية لاستثمار اراضيها الصحراويـة الملاصقة،، لاحتواء اعداد الموتى الضخم !!!!!!......

أما مقبرة الكرخ " السنية " فهي قد شهدت اقبالا كبيرا، واخذت شواهد القبور الحديثة تتنافس بعبارات ( المغدور،، الشهيد،، ألا لعنة الله على الغادرين،،، قبر الطفل،، قبر الرضيع،، نامي ايتـها الطاهرة وأشهدي عند الله ..................... الخ ) لكنها اصبـحت بعيدة عن امنية الكثير،، كونها صارت هدفا للمشيعين وايظا صـار الوصول اليها معبدا بالمخاطر الامنية الاخرى واحيانا اخرى دائمة بسبب مشاكسات الجيش الامريكي ومضايقاته المميتة .. مما دعا اسر القتلى المغدورين وهم،، كثير،، الى استحداث وأعمار أربعـة مقابر جديدة من اراضيهم الزراعية،،،،،، لتشهد وبسرعة جنونية امتدادا للقبور،، وشراءا للاراضي بقصد الحجز المسبق .. علـى أنه من الطريف المبكي، أن الفساد الاداري والرشوة قد تغلغل الى فئة الدفانين وخاصة في مدينة بغداد ذات المقابر القديمة التـي توقف ومنع بها الدفن اكثر من عشرين عاما . حيث بات بمقدور الذي يدفع 300 دولار أن يجد قبرا قديما ربما عمره اكثر من 99 عاما .. أن يؤهله ويستصلحه مرة أخرى لدفن عزيز قد يكون ابن أو ابنة أو اب أو أم أو صاحب أو حبيب ...........

وبذا يسجل لنا الاحتلال الامريكي وللتاريخ الحضـاري الانساني أنه وبزعامة يمين المسيح (( بوش الابن 2000م ـ ؟200م)) قد حققت جيوش (بوش ) تفوقا في عمليات الذبح والقتل الموجـه والقتل الطائش وتحويل الاراضي الزراعية الى مقابر واحـياء مقابر قديمة،، واتساعا افقيا لمقابر اخرى بزمن قياسي،،، وفوق هذا وذاك تعطيلا تاما وشاملا للطاقات البشرية العراقية لاكثر من من ثلاث سنوات . . وسكونا شبه مطلق لحركة الحياة في العـراق وزرع الخوف ونفي الامن في ومن النفس البشرية، حتى وصـل غاية الحلم والامل، أن ينام الانسان في فراشه أو علـى رصيفه أو بين اسرته وهو مطمئن، كبقية خلق الله ..

فعلا،، لقد حقق (( بوش المدعي بالتحضر )) انجازا في العراق فاق ما عمله قره قوش، هولاكـو، وامراض الطاعون والاوبئة حتى أن هتلر ونيرون ودراكـولا،، تنتصب قاماتهم،،، الآن وتنطق السنتهم،، يحاججون التاريخ،، أنهم لم يكونوا بهـذا السـوء وهذه الوحشية ’’ بل انهم ’’ ظني يتقيأون.

العودة الى الصفحة الرئيسية