رغم أنف القوميون المتشددون في تركيا ...

   الكاتب التركي أورهان باموك يحصل على جائزة نوبل للآداب/ 2006

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

أنها حيرة ومابعدها حيرة..هل يستطيع أحدنا أن يرضي الجميع ....؟؟.

بالتأكيد ...لاء .. والف لاء..!!.. كل جماعة وكل حزب وكل طائفة يختلفون فيما بيتهم وياترى من هو الذي يحمل

( العصا السحرية ) ليرضي تلك الجماعات المتناحرة أصلاً ؟؟.

وتلك تنطبق على الكاتب التركي اللامع ( أورهان باموك ) الذي أستطاع وبأستحقاق من أن ينال جائزة نوبل للآداب/ 2006 ... ياترى من هو هذا الكاتب؟؟؟.

يرى كثير من النقاد والمهتمين أن الكاتب والروائي التركي أورهان باموك يمثل نموذجا حيا لما يعانيه بعض المثقفين والكتاب في العالم من اضطهاد وعدم إيمان من قبل حكوماتهم بحرية الرأي والكلمة.

يعتبر باموك المولود في اسطنبول عام 1952 من أشهر كتاب الجيل الجديد في تركيا، وقد ترجمت أعماله إلى ما يزيد عن 30 لغة، من بينها العربية. ومن أعماله: أسمي أحمر، والكتاب الأسود، والقلعة البيضاء، وأخيراً رواية "ثلج" التي اعتبرتها النيويورك تايمز أفضل رواية غير أمريكية في عام 2004.

الكاتب الحاصل على نوبل للآداب/ 2006 هذه ليست جائزته ألأولى ولن تكون ألأخيرة .. لقد فاز بجائزة رفيعة المستوى ومنذ ذلك الحين سلطت ألأضواء على أعماله :

يمنح اتحاد الناشرين الألمان جائزة السلام لعام 2005 للكاتب أورهان باموك." - هكذا أعلن المتحدث باسم الاتحاد في يوليو/تموز الماضي اسم الفائز بجائزة هذا العام والتي رفعت قيمتها المادية من 15 الى 25 الف يورو.

 بذلك ينضم باموك إلى قائمة من الأسماء الكبيرة التي حظيت بهذا التكريم الذي يمنح للكتاب الذين يعملون على ترسيخ قيم السلام في أعمالهم. ومن الحاصلين على جائزة السلام الألمانية الفيلسوف يورغن هابرماس والروائي مارتين فالزر والكاتبة الجزائرية آسيا جبار والأمريكية سوزان سونتاغ الروائي البيرواني ماريو فارغاس يوسا.

كاتب شجاع ولاينطق الا بالحقيقة :

 وورد في أسباب منح جائزة  العام الماضي الى أورهان باموك: "بتكريم أورهان باموك نحتفي بكاتب اقتفى في أعماله الآثار التاريخية للغرب في الشرق، وآثار الشرق في الغرب. باموك قام بذلك على نحو لم ينجزه أي كاتب آخر في عصرنا. لقد أبدع باموك أعمالاً نجحت في جمع شمل أوروبا مع تركيا المسلمة" .

ولأن جائزة السلام الألمانية ذات مغزى سياسي الى جانب قيمتها الأدبية، فقد أشارت لجنة منح الجائزة إلى موقف باموك الشجاع من الماضي التركي وصفحاته المظلمة. باموك كان قد صرح في مقابلة مع صحيفة "تاغيس أنتسايغر" السويسرية أنه تم قتل 30 ألف كردي في تركيا، ومليون من الأرمن. ولكن ليس لدى أحد الجرأة على ذكر ذلك."

 هذه التصريحات أقامت الدنيا ولم تقعدها في تركيا، وأثارت حفيظة القومويين الذين مارسوا ضغطاً كبيراً على الرأي العام، استجابت له النيابة العامة ورفعت قضية ضد الكاتب بتهمة "تحقير الأمة التركية و"الإساءة إلى هويتها"، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن مدة ثلاثة أعوام.

 بعض الصحف التركية اتهمت باموك في الأسابيع الماضية بأنه أدلى بمثل هذه التصريحات وعينه على لجنة جائزة نوبل. ويبدو أن الضغط الذي مورس على باموك كان قوياً إلى حد أنه أعلن في قناة السي إن إن التركية إنه لم يقل إن الأتراك قتلوا 30 ألف كردي ومليون من الأرمن، وإن كل ما أراده هو التحدث عن "تابو" لا يجرؤ أحد في تركيا على التحدث عنه.

جائزة نوبل للآداب :

لقد جائت من حيثيات حصوله على تلك الجائزة القديرة :

فاز الروائى التركى أورهان باموك بجائزة نوبل للآداب لعام 2006 وفى إعلانها عن الفائز بالجائزة قالت الاكاديمية السويدية عن الروائى التركى فى بحثه عن روح مدينته الحزينة اكتشف باموك رموزا جديدة لتصادم وتضافر الحضارات .

نعم لقد فعلها ( أورهان باموك) ..أنه ألأول على صعيد تركيا وحتى دول المنطقة ... مؤلفاته تنفذ من المكتبات وحينها يضطر الناشرون الى طبعات أخرى ... تباع منها بالآلآف وفي لمحة بصر .. الغريب أن ألأخوة ( المتشددون ) وكالعادة يريدون النيل من سمعته وشخصيته وكتاباته .. حيث روجوا بأن أسباب منحه تلك الجائزة وقوفه بجانب الكاتب البريطاني / سلمان رشدي !!!.

ونحن نقول لهم :

يبدوا أنكم ( نائمون ) فعلاٌ ... لقد مضى على كتاب / سلمان رشدي ... عقود من الزمن ... أصحوا !!.

تهنئة الى ( أورهان باموك) صاحب الكلمة الحرة الجريئة في بلد الممنوعات والعسكر والظلم وألأضطهاد!!.

 ـــــــــــــــــــــــــــ

* المصادر / مجلة ديرشبيغل ألألمانية للسنة الماضية / وصحف أخرى.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com