|
حول أدب باموك محسن ظـافـرغريب / لاهاي في أولى سنوات القرن الحالي 2001م، إختطف الثوّار الشيشان الصحافية الروسية " آنا بوليتكوفسكاي" لثلاثة أيام فقط، لتنذر ما تبقى من حياتها في سبيل تحريرالشيشان من تبعيتها لمحور موسكو الأثري، بعد أن وصفت قومها الروس سنة 1999م بالوحشية في الشيشان وأنهم يخطفون الفتية ويغتصبون الصبايا والأمهات، واصفة سيّد الكرلمن" بوتين" إرهابيا، وكلّ هذا ضمنته في كتاب مع ملحق برسالة تذكر إغتيال شيشاني تحت التعذيب بعلم شرطة الشيشان الموالية لموسكو، مرفقة 4 صور تعزز ما سمّته بالعار الروسي في الشيشان سنة2003م، حتى تصدّى لها في مدخل منزلها أحد الإرهابيين، وأفرغ 4 إطلاقات من غدّارة " ماكاروف" وهو الطرازالذي يستخدمه النظام الموسكوفي، في جسدها موديا بحياتها عن عمر ناهز48 سنة، وكان ذلك بمناسبة ذكرى إقتران مولد الرئيس الروسي بوتين ومولد تبعه العميل الشيشاني الشاب" رمزان قديروف"(30 سنة، مؤهل رسميا لترشيح نفسه لمنصب رئاسة الشيشان)، وقد بيّن فيديو الكامرا، المثبّت في مدخل المنزل الحادث، وقد إطلعت صحيفة " لوموند" الفرنسية، على شريط الفيديو ثم نشرت الحادث في عددها الصادرالثلاثاء الماضي 10 تشرين الأول2006م، ليتابع النائب الملياردير"الكسندر لباديف" القضية برصده مكافأة مليون دولار لمن لديه معلومات عن الجناة. وكانت الصحافية المغدورة قد نشرت إنتهاكات(ميليشيا" رئيس حكومة الشيشان") " قديروف" ضدّ الثوّار الشيشان. سنة 2001م، أقرّ البرلمان الفرنسي ( مجزرة مليون أرمني و30 ألف كردي)، على أيدي حكامهم الأتراك العثمانيين، أعقب ذلك تصويت مجلس النواب الفرنسي على مشروع قانون كانت تقدمت به المعارضة الإشتراكية منتصف تشرين الأول الجاري لإنزال عقوبة السجن بحقّ من ينفي حدوث ذلك قبل قرن من الزمن. وقد علق الأديب التركي الحائزعلى جائزة نوبل للعام الحالي 2006م،" أورهان باموك Orhan Pamuk" بأنّ ؛ " المصادقة على مشروع معاقبة ناكر المجزرة لأمر خاطىء لايليق بمكانة وحرية فرنسا، ولا يمكن لأيّ بلد أن يتقدّم مع وضع عراقيل أمام حرية التعبير والديمقراطية، وأنّ أصدقائي القدامى ذوي التوجّه الماركسي، إستمالهم الإسلام المتشدد والخطاب المعادي للغرب، وأنّ في تركيا مجاميع صوفية وأخرى متفرقة إذا اجتمعوا، تشكل خارطة الإسلام السياسي. إثرإنقلاب الجنرال كنعان إيفرن سنة 1980م في تركيا أوقفت العمل بمشروع رواية سياسية خشية التصفية". وعلق عليه" كريستوفرهيتش" في مجلة" ذا أتلنتك منثلي" بأنه يُراعي وصف الشخصيات الإسلامية المتطرفة في روايته على ما سواها من شخوص إعتياديين. سجل الروس في الإبادة الجماعية في القرن19م، على يد الجنرال"ديليا لينوف"، بشهادة صحيفة"القفقاس" الرسمية أنّ جنرالات الروس يشنون غزواتهم على الجبال ويطلقون النارعلى كلّ شىء ، ويجرفون القرى عن بكرة أبيها بعقاب جماعي، فسقطت باكو ودربند سنة1723م وجورجيا سنة1873م لتدفع الجزية حتى ثورة المسلم" شامل" بين عامي1836- 1759م المغدورة. كان الصحافي الروسي في ملحق كوفترن" يوري تينيانوف"(1894- 1943م) يتناول نصوص غوغول وبوشكين وتورجنيف ودستيوفسكي، بالمناقشة على" المذهب الشكلاني" في الأدب المعارض للسوفيت، فلجأ الى الماضوية بوضع روايته" موت سفير مفوّض بدرجة وزير فوق العادة"(صدرت سنة1928م)، عن حياة الشاعر الكاتب الروسي" الكسندر غريبوييدوف" الذي أغتيل على رأس الثلث الأول للقرن19م في أرض فارس، بعد سنتين من إبعاده عن حلقة المتمردين الديسمبريين في العاصمة" سانت بطرسبرغ " في منصبه هذا فبدأ بالتجوّل في تبريز ثم طهران وتبليسي عاصمة جورجيا آنذاك ليقرّب بين الحضارتين الروسية والفارسية، تلبية للإرادة القيصرية ممثلة بالقيصر" نيقولا الأول "، في منافسة" بريطانيا العظمى" التي تحتلّ شبه القارة الهندية وتعتبرها درّة تاجها، في توسعها بإتجاه " بلاد فارس "، الجارة الجنوبية الأقرب لروسيا التي تتطلع بدورها لأن ترث ممتلكات " الرجل المريض" تركيا، بالوصول الى مياه المحيط الهندي الدافئة. فتوصل الشاعر الدبلوماسي الى إستحالة لقاء تلاقح وحوار الحضارات المتمدن ولابدّ من المواجهة العسكرية، بعد أن بدا ليبراليا غرائبي الشعر إزاء بوشكين مجدد الأدب حديث العاصمة الروسية سانت بطرسبيرغ في زمن خواء حوار أدباء البلاط القيصري وأماني جنرالات القيصر الكبار باللجوء الى جيش الشاه الذي يسعى لتجديد مجد حضارة فارس الباذخ التليد بالطارف الفاره الذي جعل الفرس يمنون النفس برؤية حسناوات بروسيا في الحرملك المرفه بدل خواء حياة ريف بافاريا. فخلص الروائي مبكرّا بروايته هذه الى أنّ خواء الحضارات يبدأ من الداخل ُيهىء الأرضية لنفاذ الخارج الى الداخل. كان"الشاه" ورجال الدين المعادين لأماني الشعب بدائل رقيب الأدب جدانوف ورفاق الحزب الشيوعي الحاكم والرفيق الأعلى ستالين. هذا ما تذكر به خطبة المرشد الأعلى، للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله السيّد علي خامنئي في صلاة جمعة جامعة طهران ما قبل الأخيرة من شهر رمضان الجاري، باللغتين العربية والفارسية محتضنا رشاش كلاشنكوف روسي، وفي وقت يساند فيه الروس تطلعات إيران النووية، بقوله أنّ محور سياسة الأميركان في العراق أن يبرروا وجودهم العسكري وأن يوفروا الأرضية لسيطرة حكومة عميلة، داعيا لخروج الإحتلال الأميركي ووقف تدخله غير المحدود في جميع شؤون العراق وفي مهام حكومته ومجلس نوابه لتمرير مشاريعه المعادية للمنطقة والسيطرة عليها، خاصا الأقطار العربية ودولة الإمارات العربة المتحدة، التي إحتلّ الشاه الأخير الجزر الثلاث المتنازع عليها، قبل خلعه وفراره متنقلآ لا يأويه قطر من أقطار الأرض، فكان أزمة مزمنة، شرطيا للخليج، ذهب منذ نحو ثلاثة عقود وبقيت في هذه الجزر حتى اليوم. وما أثاره" باموك" من نقد للدولة العثمانية وللسلطان"عبد الحميد الثاني"، الذي جند الكرد( الفرسان) لمحاربة الكرد، وأمره في تشرين الثاني الحزين 1914م، وزير حربه" إسماعيل أنور" بمهاجمة القوات الروسية في القوقاز للإستيلاء على باكو عاصمة آذربيجان، في حين يهاجم وزير داخليته " محمد طلعت باشا" الأرمن في إسطنبول وما بين النهرين والشام، بتهمة تحالفهم مع الروس، وجلاء أكثر من مليون ونصف من أرمن تركيا والعراق والشام في25 أيار1915م!، يذكر أيضا بإنتقاد مماثل، لرفاق القلم من أمثال؛ الروائي التركي" ياشار كمال" المعبّر عن الأسطورة في الريف التركي في رواياته ( تلميذه" باموك" همّه ثيمة المدينة ) المتصدّي للمؤسسة العسكرية التركية القومية العلمانية المعرقلة للتعددية روح العصر، بدعوى مكافحة" إرهاب الكرد الإنفصالي"، ومن أمثال " إيفو أندريتش "، في رائعته " جسرعلى نهر الدرنيا"، من ضرب الأسرى بالعصي ووصف الإعدام بالخازوق، وخطف الفتية والصبايا من سراييفو ليكون الذكور في الجيش الإنكشاري- الشبيه بالجيش الأحمر السوفييتي لاحقا- والتهديد بقطع الرأس حمائل عند الإبطين والأطراف من خلاف، ولتكون الإناث جواري ذوات يمين في الحرملك، وتجاوزات حصار الإنكشارية لفيينا، عندما لم تعد بغداد الرشيد عاصمة الدنيا، و"بيت الحكمة" مكتبة نجله ولي عهده المأمون. عندما فرّ من الجوع وظلام القرون الوسطى في أوربا من شتى أنحاء أوربا، من بنى في موقع عُرف لاحقا بـ" فيينا" يقع على مدى طرق التجارة المجري، سوقا للذهب والتوابل، ثلاث كنائس، تلك الطريق عبرسلسلة جبال الكاربات تمتدّ حتى إيطاليا. عندما في القرن12م نشأت إمارة" بانبارج" التي سلمت السلطة لأسرة الحبّ والحرب وفضائح النزعات الشاذة آل هابسبورغ سنة1278م، التي حكمت النمسا، لتواجه حصار العثمانيين الترك سنة1528م لثلاثة أسابيع، ثم لثلاثة أشهر سنة1683م وكان قد سقط على فيينا أكثر من ألف قذيفة مدفع تركي بأمر السلطان محمد الرابع الذي أمر أيضا أن يخنق وزيره ( الصدر الأعظم قارا مصطفى ) وقطع رأسه بسبب هزيمة حصاره الذي قيس عليه حصار بغداد.. من علم ضرب النوى.. قيس!. إذ عُلق رأس الصدر"حمائلآ" (طريقة إعدام أرحم من" الخازوق"، بربط الأطراف من خلاف حتى دقّ العنق، وأرحم منهما " نحرا" بسيف السلفية السعودية المعمول به اليوم) على أسوار القسطنطينية الأمنع من أسوار بغداد أمام زحف المغول، كقائد"متخاذل" على ما يصفون خلال حروب الخليج التي كان ختامها فرار قائد الضرر والضرار صدّام وحزبه القاعد ينعق على خراب عروشها!. عندما صنع أهالي فيينا مثله نُصبا تحت قوس قوطي غرب ما عُرف بـ" قلاع الوثني"(أنصاب محاريب صلواة الوثنيين) وعند حكم آل هابسبورغ 640 سنة( ليجعلوا من"الأمير رودولف"، إمبراطورا على النمسا) حتى سنة1918م. وبعد قرن من الزمن إستمرالخوف من عودة أوباش الشقاق والنفاق الأتراك ( الأشبه بالخوف في العراق من عودة أوغاد البعث ثانية الى بغداد)، إذ شهد القرن18م حروبا بين الإمبراطوريتين العثمانية والنمساوية، الأمر الذي حجب الحوار والتبادل الثقافي بينهما، بيد أن فن موزارت إستوحى تأليفه الأوبرالي برحابة الصوت الغربي الكامل ونصفه، لربع الصوت الشرقي، من رحاب قصر سليم باشا في إسطنبولن كما استوحى الرموز الماسونية من الرموز الفرعونية وكما استوحى جورج واشنطن مثلث واجهة البيت الأبيض، استوحى أيضا الصوت الشرقي من صيدا لبنان أو من جيزة القاهرة الكبرى، فكان موزار المصري بحذف التاء المبسوطة منه Mozart l egyptien، وتحوّل رمز"رعمسيس ملك مصر" الى أوبرا إبّان الثورة الفرنسية!، مستوحى من دور" يامن هوى" حيث البدء بعزف منفرد على القانون والختام بتسارع الموسيقى الأندلسية على هذا البيت الشائع: كلّ السيوف قواطع إن جُرّدت / وحسام لحظك قاطع في غمده / إن شئت تقتلني فأنت محكم / من ذا يُطالب سيّدا في عبده!. هكذا عُرضت"موزارالمصري" في فيينا سنة1782م بمناسبة زيارة الدوق الروسي الكبير( ولابدّ من موسيقى روسية) للعاصمة فيينا مع ثلاثيها؛ حلوى، أوبرا، دانوب!. مع مقبلات؛ سمك اللوار: كريفيت سان جاك الأموتارد دي بريمري دي فاليه ديجنواز؛ قريدس، روبيان! فن السويت وكونشرتوغروسو، مع طبق الغوياش، والدجاج بالفلفل في مدينة " بابا " على نهر الدانوب حيث الرقص الغجري المجري مع حساء السمك(الأشهر من" لبن أربيل" ومن محله وجواره وزارة دفاع بغداد ألف ليلة وليلة)، كأنه دبكة بعلبكية أو" رشبلك" الكردية أو" لذكي" القوقازية المصاحبة للدف والعزف الوتري" سه تار" وحتى صياح الديك وسكوت شهرزاد بحضرة الشرقي السادي شهريار. كان بروتوكولآ تصافق عليه إمبراطورالنمسا مع القيصرة كاترين الكبيرة المستنيرة موسيقى إنكشارية وقهوة تركية!، وكانت سمفونية موزار رقم 40 التي إقتبسها " الأخوان رحباني" بالتناصّ في عقد سبعينيات القرن الماضي:" يا أنا يا أنا، أنا ويّاك..". على باكورة أعمال باموك، روايته الأشبه بثلاثية سلفه الحائز على نوبل الراحل نجيب محفوظ( ثلاثة، أولهما الحائز على نوبل من الشرق" طاغور" )، "جودت بيك وأولاده" التي تتناول سيرة ثلاثة أجيال عبر التطوّر التاريخي العثماني الحزين والخزين لروح إرث الترك، مثل ذاك المخطوط القديم الذي عثر عليه في قرارة صندوق قديم مملوء بفرمانات وسجلات محاكم وسندات تمليك ودفاتر رسمية قديمة لإرشيف إحدى القائمقاميات، في وقت كان فيه إزاء مشكل الأرمن والكرد مع الحكومة، في رائعته روايته التاريخية المحورية في تقرير لجنة نوبل"القلعة البيضاء"( سنة1985م، ترجمت طبعتها 62 قبل نصف عقد من الزمن الى العربية) التي تبدأ بسفينة في عرض البحر ركابها أوربيون يجدف فيها أسرى وعبيد مسلمون يهجم عليها الأسطول التركي لتحريرهم والراوي صاحب المخطوط في الثالثة والعشرين ربيعا من العمر، درس في فلورنسا والبندقية الفلك والرياضيات و الفيزياء والرسم مع خلفية في الطبّ. إقتيدت السفينة الى إسطنبول بمراسيم سير الأسرى لإختيار السلطان الصغيرعبدا شبيها له يوهبه السيّد الباشا ليعملا معا كأخ أكبر رضي به مع فارق العمر،9 سنوات عمر الدولة في المشرق بما يكمل أحدهما الآخر ، قد إشتراه سيّد شاب من البندقية ليجعل منه ملك يمين وكان طبيبا يشكو سوء حاله في السجن، وهو المهندس والفلكي أيضأ، وليتكامل الطريف بالتليد فيتعرضان لمؤامرات حاشية البلاط والمنجمين وتهمة التكفير ويقدمان للسلطان ساعة كبيرة مثل التي على الأبراج تدهشه فيدخلان في سجال مع الحاشية والمشايخ كما حصل عندما أرسل الرشيد من بغداد ساعى دقاقة الى بلاط شارلمان الكبير في فرنسا. وكان السيدّ الصدر الأعظم ويعني رئيس الحكومة يقدّمه للأستاذ الملتحي يهدده بأن يصبأ عن دينه أو يقطع رأسه ويثق به لأنّه يتمسك بدينه محتسبا لايخشى موتا فيخبره أنه يختبره، في حين يحذر الأسير الإندماج، ويطلي القبور بقارالكلس!. باموك صاحب رواية" إسمي أحمر" ومحورها ميت يبدأ بالحديث، وروايته" الثلج"(سنة2004م) حول الإسلام هوية (قومية) المجتمع التركي المحروم، وإنتحار الشابات اللواتي يُرغمن على نزع الحجاب في بلدة صغيرة كائنة في شمال شرقي الوطن، في مدينة " قارس" الصغيرة التي تتأرجح أسوة بأتاتورك وورثته الحاليين، بين الإسلام والعلمانية!. تعاني قارس فقرا مدقعا، يحلم بأن تتحوّل الى جزء من تركيا. وروايته" الكتاب الأسود" ومحورها البطل " غالب" يتحوّل من المحاماة الى الصحافة، كما تحوّل باموك من الهندسة الى الصحافة، ليتحرّى " غالب" في إسطنبول العتيقة التي يستحضر تاريخها، بحثا عن زوجته " رؤيا" وصديقه الصحافي الشهير" جلال"، أخيها غيرالشقيق الذي يبادله هويته!، روايته"إسطنبول"(سنة 2003م) وروايته " منزل الصمت" (1983م)، وروايته التي تبدأ مثل خطبة بتراء؛ قرأتُ كتابا في يوم ما فتغيّر مجرى حياتي برمتها!، ويرى فيها موته"الحياة الجديدة"(سنة1994م)، ويصف فيها شعوره بالإنسجام حدّ التوحّد مع الكتاب على مدى فصل كامل منها في منولوج ليخرج من" يوتيبيا " الكتاب / المدينة الفاضلة الساحرة التي يعيشها منعزلآ مع أمّه التي يدقّ في وصفها، كما يصف بوح رائحة التفاح والمطر ينهمرعلى زجاج نافذته التي تطلّ على الشارع وكأننا بصحبته، فلديه أن؛ ثمة كتب تحوّل الناس الى ثوّار أو لصوص ومن الديسكوتيك الى المسجد، صلاة التراويح. توحد حدّ تذكر أوّل مرّة شاهد فيها الفتاة التي دلته على الكتاب فبدأ رحلة البحث عنها لتخبره إنّ من يقرأ كتابا يُقتل، لكنه كان مسكونا بالكتاب في حياته الجديدة. الفتاة تدله على زميل دراسة قرأ كتابا في رحلته الى هذه الحياة ثم قفل عائدا!. والراوي يعشق الفتاة فتضيع منه ليبحث عنها في المدينة الجديدة مستقلآ حافلات لايدري أين تقله ذهابا- إيابا، لكنه يرى مدنا، غيومها مثل خطوط النار ورجال جفاة يحملون غدّارات، فيلتقي الفتاة في إحدى المدن، ثم يخلصان معا الى نتيجة مفادها أنّ؛ الناس لاتريد حياة طريفة جديدة فيقتلون مؤلف الكتاب. وكان زمكان ما بين مدينة مشرقية لها قيمها ومُثلها وتراثها وتقاليدها، وأخرى غربية، عقد من زمن البحث عن هُويّة وإنشطار للشرّّ!. باموك مولود في إسطنبول في7 حزيران1952م، ودرس الهندسة المعمارية دون أن يكملها ليتحوّل الى دراسة الصحافة، ليفيد في تفرّغه للرواية من المبنى المعماري والمعنى الراوي، ومن أسرته الموسرة يفيد في الإستغناء عن دوامة العمل الوظيفي الذي يبعده عن معاقرة الإبداع الأدبي وإدمان هواية إنجاز أثره، والإستغناء حتى عن لقب" فنان دولة"سنة 1998م، ذاك المنجزالذي أسقط في يد الدولة كبحها له كإنسان ومواطن، ليقول وزيرثقافتها؛ " مبروك نوبل، لباموك الأديب حصرا، ولستُ معنيا بما عدا ذلك"!، في حين إعتبرآخرون" نوبل باموك " سياسية خطط لها منذ أمد مثلما قيل عن" نجيب نوبل" من قبل. صحيفة"حرّيّت" التركية بادرت لوضع كشف حساب بريع باموك المالي من رواياته على النحو التالي؛13$ مليون دولار داخل تركيا ريع بيع رواياته الشهيرة وأهمها" الحياة الجديدة"=209 آلاف نسخة، " إسمي أحمر"= 188 ألف نسخة،" الثلج"= 117 ألف نسخة. ريع رواياته في الخارج= 43$ مليون دولار. ثم بادرت هذه الصحيفة بعددها الصادر في16 تشرين الثاني2006م لنشر المقابلة التلفزيونية، التي تأخرت إذاعتها لمساء ذات اليوم، لرئيس الحكومة التركية ( " الإسلامي " الصائم نزيل المستشفى لإنخفاض الضغط الشرياني ونسبة السكر)" رجب طيّب أردوغان " ( مواليد 1954م)، الذي سبق رئيس الجمهورية التركية ( العلمانية) " أحمد نجدت سيزار"، بالإتصال بنابوك الذي يكبره بعامين، في مقر تواجده بنيويورك، للتهنئة بفوزه بنوبل، وجاء بقوله في هذه المقابلة؛ " لنضع الجدل جانبا .. يؤشر نيل تركي جائزة نوبل سابقة، والتقليل من أهمية الحدث سيكون خطأ .. لا بدّ من تهنئته .. من الخطأ، الخلط بين ما قاله باموك في الماضي وبين فوزه بالجائزة. كان " ألبير كامو" صاحب رواية" الغريب"، أصغر سنا من باموك، بعقد من الزمن تماما، لكنه توفي سنة 1960م، بعد بضع سنين من فوزه بنوبل، وما زال من هم أكبر سنا ينتظر نوبل من قبيل؛" أدونيس"، صاحب" أغاني مهيار الدمشقي" البعيد عن دمشق منذ أول ربيع لها هذا القرن 2001م Damascus Spring ، ومن قبيل" إيف بونفوا" و" ترانسترومر" في الشعر، و" ميلان كونديرا"، " فيليب روث"، " كالوس فوينتس" و" بارغاس يوسا" في النثر الروائي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |