عن أي اتحاد ثقافي يتحدث البعض..!؟؟

محسن الجيلاوي / قارئ عراقي

 http://members.chello.se/kut/

نقرأ هذه الأيام هنا وهناك عن مساعي ومحاولات لتشكيل إطار ثقافي عراقي في المهجر والمتتبع للأسماء والدوافع لتكرار هذه المحاولات يجدها تنطلق من مجموعة واحدة تقريبا متقاربة فكريا في موقفها من الاحتلال ومن مفردات العملية السياسية وكذلك محاولة تقربها من أطياف سياسية معينة إلى حد كبير و بنفس القدر متناقضة في مسالة التصدي للزعامة الثقافية..لهذا ما أن تطرح مجوعة هذه المسألة حتى تلغيها الثانية ولكن بخبث ومكر السياسي..فهناك تسطيح لمعنى المثقف بحيث أصبح كل كاتب كم مقالة ( انترنيتية ) مشبعة بمديح هذا الطرف أو ذاك( كاتبا فطحلا ) وضاع وسط هذا الضجيج قامات ورجالات الثقافة العراقية الذين وضعوا العراق بجدارة كحاضرة ثقافية عربية متميزة الشأن الذي كنا نفاخر به كل الدنيا...لقد استُسهِل توصيف الألقاب فهذا الكاتب الكبير وذالك الشاعر الكبير ( وخصوصا الشاعرات الجميلات كموضة جديدة) عبر إنشاء لا يقف وراءه أي منجز إبداعي، تلك هي مصيبة اليوم عندما أصبح الكثير من الأميين ثقافيا في الواجهة بل أصبح المثقف الحقيقي عرضة للتجريح من المتطفلين كون ليس لدية الوقت الكافي للضجيج على مواقع البالتالك أو الإسهال الكتابي يرافق ذلك وللأسف ناس خرجوا توا من ظلمة القمع إلى عالم التقنيات الحديثة بشكل فجائي أخذ يصدق بما يراه متكررا كل لحظة ويحاصره بشكل فج على انه هو الثقافة العراقية بعينها...!

أغلب المحاولات حاولت التقرب للسلطات المتعددة في العراق وكان الدفع مجزيا للبعض في البداية لكن الدافع أخذ يمل ويكتشف لعبة عدم ثبات مثقفي الارتزاق كما حدث مع مشعان الجبوري مثلا في لعبته مع القيادات الكردية...كما أن المثقف العراقي المدفوع بحسن النوايا البريئة أخذ مع الزمن يتحسس من خواء هؤلاء وزيفهم الساعي للغنيمة فقط وليس الناس .. لقد تغيرت القواعد والإمكانيات ومعها أصبح صراخ بعض متطفلي الثقافة عاليا وبلا استحياء بضرورة الحصول على دعم ولكن السؤال مَنْ يسمع...؟ لقد أثبتت الحياة أن أي منظمة ثقافية تقوم على استجداء الدعم من قوى سياسية ستفقد استقلاليتها ونزاهتها وسيكون مكتوب لها الفشل..

سائر هذه المحاولات أقصت بشكل واضح كل من يقف بشكل صريح ضد الاحتلال وضد العملية السياسة أو لديه موقف من الحزب الشيوعي أو تعرض بالنقد للأحزاب الكردية..أي أن المبدأ السياسي الذي يقف خلف هذه المجموعة واحد في الجوهر مع( تلطيفات )هنا وهناك..أي أن الدعوات والمبادرات تحاول شق الوسط الثقافي العراقي وكما أعرف أن أي مهنية تقوم بالتعامل مع هذه المنظمة المفترضة يجب أن تراعي شروط الإبداع والفعل الكتابي بغض النظر عن الموقف السياسي وخصوصا أن العراق يمر بمخاض سياسي لا يُعرف فيه الصح من الخطأ...وما دعوات المتصدين لهذه النشاطات بضرورة الحصول على دعم من المالكي أو مسعود البارزاني أو جلال الطالباني إلا دليل واضح على عدم نزاهة المبادرة لأنها خصصت لها اعتبارا وإطارا سياسيا واضحا تتحرك على أساسه وهو يعني بلا جدال الشطب على مئات من المثقفين العراقيين...!

  ولا نأتي بجديد بالقول ان الثقافة تزدهر باستقلاليتها وفرادة الناس الذين يتصدون لإشاعة الجمال والعمق في إثارة الأسئلة الكبرى عن معنى وجودنا كبشر...

كما أن اتحاد ثقافي لا يضم في صفوفه سعدي يوسف، الروائي الكبير جمعة اللامي، مظفر النواب، هاشم شفيق، عواد ناصر، فائز العراقي، عبد الحسين شعبان، عبد الكريم كاصد، حميد العقابي، الفنان مكي حسين، الفنان عماد الطائي، الباحث ميثم الجنابي، الشاعر صلاح عواد، الشاعر عواد ناصر، هاتف الجنابي، علاء اللامي، فاضل العزاوي، صباح الشاهر، زيد الشهيد، نصيف الناصري، علي الصراف، أديب كمال الدين، مهدي محمد علي، عبد الكريم كاصد، جمال جمعة، الروائي نجم والي، الكاتب والصحفي المعروف ليث الحمداني، الناقد حاتم الصكر، علي حداد، أحمد الناصري، واصف الشنون، فاروق يوسف، نزار رهك، هاشم شفيق، حمزة الحسن، كريم ناصر، علي البزاز، سليم مطر، ناصر مؤنس، أحمد طابور، سعد جاسم، علي ثويني، اياد الزاملي، وليد جمعة، برهان شاوي، حميد كشكولي، حسن بلاسم، نادية فارس، نادية محمود، مؤيد عبد الستار، خالد صبيح، رياض الحسيني، عدنان حسين، علي الشلاه، كمال سيد قادر، كاظم الموسوي... والمئات غيرهم، أقول اتحاد لا يحتوي بعضويته وهيئاته القيادية هذه الكوكبة الفاعلة تاريخا وعمقا ثقافيا ومعرفيا وكذلك في أغلبها تاريخا نضاليا مشرفا لن يكون سوى مهزلة ومحاولة لن يصدقها أي مثقف حقيقي وسيصدقها بعض الحكام الجهلة اعتقادا منهم أن الثقافة الحقيقة قد ماتت... !

وإذا قارنا الحجم الثقافي السؤال الكبير مَنْ يدعوا مَنْ..؟

أقول واكرر أن أي محاولة جديدة تقوم على الإقصاء الواضح سيكون مكانها كما سابقاتها المزبلة...!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com