عندما يكذبون على المرجعية

 فوزي حكاك / النرويج

fauzi1711@hotmail.com

في وقتها كان لفتوى السيد عبد محسن الحكيم قدس الله سره الشريف بحرمة محاربة الأكراد وحرمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي نتائج استمرت لحد ألان.

وفتوى حرمة مقاتلة الأكراد أعطت نتائج ايجابية أنقذت ألاف ألشيعه عندما ساعدهم الأكراد على مر العقود الماضية بالهرب من بطش البعث, فمنهم من عاش في كردستان ومهم من اتخذ الجبال وسيلة عبور إلى إيران أو تركيا.

 وبذلك فتوى حرمة مقاتلة الأكراد صبت في مصلحة الشيعة أيضا.

 أما حرمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي, فهي أيضا أعطت نتائجها على مر العقود, إلا أنها نتائج سلبية دموية أحرقت الأخضر واليابس في العراق, لأنها أدت إلى نتائج دموية على شيعة العراق.

 السبب إن شباب العشائر الشيعية العراقية بسبب تحريم الانتماء الى الحزب الشيوعي انظموا إلى حزب البعث, وبذلك جمعوا بين عدم حرمة الانتماء إلى حزب البعث وبين تفكيرهم القومي العشائري. والنتيجة أن سيطر البعث من خلال ألاف الشباب الشيعة الجهلة على العراق.

 النتيجة كانت سلبية ودموية لتلك الفتوى الناقصة, أو الأحادية الجانب..لماذا حدث ذلك؟

 بلاشك إن من وقف وراء استحصال حرمة الانتماء الحزب الشيوعي العراقي كان هو البعث, لتقليص نفوذ وانتشار الشيوعية في العراق. والبعث في نفس الوقت كان وراء إرسال إفراد وشخصيات ثرية لإقامة مراسيم عاشوراء طولا وعرضا في المناطق الشيعية وبصورة علنية شعبية لمجرد إظهار تعاطف البعث مع مصيبة الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام, وبذلك اظهر البعث من خلال الشباب الشيعة مدى تمسكهم بمراسيم عاشوراء.

 لان المرجعية آنذاك كانت متمثلة في السيد عبد المحسن الحكيم قدس الله سره الشريف, ترى وتسمع ومن خلال مقربين ثقة للمرجعية مدى دعم الشباب لمراسيم عاشوراء مع عدم معرفة حقيقة توجهاتهم البعثية والقومية,  والثقة عادة هم الأبناء, ثم الأقارب , أو في حالات معينة الثقة من رجال الدين المخلصين, خصوصا وان الإعلام في الستينيات لم يكن فيه انترنيت ولا فضائيات, إلا ألصحافة, وكلها حكومية بالتأكيد أو حزبية, فقد استمرت المرجعية تعتمد على حاشيتها بالمعلومات ألعامه. بتلك الصورة استطاع البعث  خداع كثيرين من رجال الدين حول المراجع, وبذلك أوصلوا للمرجعية معلومات خاطئة....

 النتيجة انه بسبب قصر نظر حاشية المراجع وقتها عن الأمور الحزبية والسياسية للشارع العراقي وقتها, أدت إلى عدم شمول حزب البعث بحرمة الانتماء إليه....

معلومات خاطئة سببها حاشية المرجع سببت فتوى ناقصة يدفع ثمنها شيعة العراق لحد اليوم.

 واليوم تصل المرجعية معلومات من الحكومة بضرورة نزع سلاح المليشيات, فإذا  كانت المرجعية تقصد كل المليشيات فان حكومة المالي تفسرها تشمل المليشيات الشيعية فقط, دون التطرق إلى نزع سلاح البيش مرگه, ولا نزع سلاح الإرهاب ألبعثي – سلفي. أنها حكومة توحي للمرجعية بان مشاكل العراق أليوميه يتم تصفيتها من خلال تصفية أسلحة الشيعة بالأول.

 هنا سيتكرر الخطأ نفسه, وكما كانت فتوى السيد الحكيم بتحريم الانتماء للحزب الشيوعي دون شمول حزب البعث العلماني بها, فإذا  قررت المرجعية اليوم نزع سلاح المليشيات لتكون السلطة والقوة بيد الدولة, فماذا عن بقية التجمعات الحزبية المسلحة؟ وهي بالتأكيد لن توافق على ما تقوله المرجعية أبدا لأنها تجمعات وأحزاب غير شيعية.

 اليوم نعرف كلنا بان المرجعية المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف تدعم نزع سلاح المليشيات..

 ولكن أية مليشيات؟ وما هي شروط نزع سلاحها؟ وماذا سيحدث للمليشيات بعد نزع سلاحها؟ وماذا ستوفر لهم الدولة من أمان بدل السلاح المنزوع؟ووووووووالخ من الاسئلة.

 في الفتاوى التي مضمونها عام غير محدد, نجدها عاة تحمل التأويلات, ولها تخريجات, وأنا كرجل متدين افهم إن موافقة المرجعية على نزع سلاح المليشيات يكون عندما تستطيع الدولة حماية الناس الذين تم نزع سلاحهم, لأنه عقلا وشرعا لا يمكنني ترك سلاحي  وانأ اعرف بان غيري غير قادر على حمايتي, ولان الحكومة لم ولن تقدر على حماية الشعب  في الظرف الراهن, فلن تكون المليشيات ملزمة بتلك الفتاوى, لأنها فتاوي  تخالف واقع حال اليوم من قتل وذبح يجب أن يكون فيها الإنسان مسلحا ليدافع عن عرضه وماله وحياته, وأيضا الفتوى تخالف قول الأمام الصادق عندما قال:

- ليس منا من نام وليس تحت وسادته سيف.

وليس منا يعني ليس شيعيا, والسيف المقصود به السلاح.

إلا إذا صدرت فتوى من المرجعية تقول بوضوح وكل دقة مثلا((على كل مسلح تسليم سلاحه إلى اقرب مركز شرطة بأسرع وقت))

 مثل هذه الفتوى الصريحة الواضحة سيتم تنفيذها من قبل المتدينين ومقلدي المرجع الذي افتى بتسليم السلاح, في الوقت الذي بعض المراجع ترفض تسليم الناس لأسلحتهم للدفاع عن حياتهم وأموالهم وإعراضهم, وبعض المراجع تطالب بكل وضوح مقاتلة الأمريكان.

 لكن هل ستفتي المرجعية بمثل هذه الفتوى الصريحة في ظل حكومة نصفها متخاذل أو مختلس والنصف الأخر إرهابي علني؟

 إذا حدث ذلك فسيتكرر التاريخ ويعود شيعة العراق يعانون من فتوى سلبية, كالتي عانوا منها مثل فتوة عدم تحريم الانضمام إلى حزب البعث...خصوصا وان شعبنا ليس في غالبيته متدين, واغلب المتدينين يقيمون الصلاة  خلف الإمام علي عليه السلام, ولكنهم يجلسون على التل إذا اشتد الوطيس أو يلتحقون بجيش يزيد كما في كربلاء أو بجيش صدام في قتاله لشيعة إيران.

 هذا يفسر لنا عدم قيام المرجعية في النجف بالاعتماد على مقلديهم من العراقيين لإعلان الثورات سابقا وحاليا, بعكس الحال الذي اعتمد السيد الخميني قدس الله سره الشريف على الفرس في ثورته الإسلامية.

غير إن أية فتوى تصدر من المرجعية لأمر سياسي إنما لن يكون هذه المرة من خلال معلومات وكلاء المرجعية أو مكتبه فقط, ولكن هذه المرة من رجال سياسة يمثلون الحكومة المنتخبة, وهم متدينين شيعة في ظاهرهم, وهذا اخطر ما سيكون إذا نجح السياسيون العراقيون الحصول على فتوى تساندهم رغم فشلهم الذريع في كل خططهم, لأنها ستكون فتوى دعم الفشل, وهو أمر لن تفعله المرجعية.

 السياسيون الشيعة في العراق يعرفون أنهم في فرصتهم الأخيرة, يعرفون لا انتخابات قادمة حقيقية كالتي جرت مرتين سابقا. وإذا حدثت انتخابات لن يشارك فيها غالبية الشيعة, إلا أعضاء الأحزاب المنتفعة من الحكومة. لان شيعة العراق لم تعد تثق بحكومة فاشلة.

 يعني إن المرجعية ستنظر في من سينهض للتصدي لقيادة العراق, وهذه الجهة  الجديدة بوجوهها الجديدة هي التي ستحصل على تأييد المرجعية, وستقوم هذه الجهة على أنقاض حزب الدعوة وكل التيارات الشيعية من حزب الفضيلة والمجلس الأعلى, فالناس تسير خلف من يقضي حوائجها, لا خلف من يعدها بقضاء الحاجات.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com