|
لمن لا يعلم .. هذه حقيقة العداء للصدريين الحاج غفار العفراوي الخط الصدري أو التيار الصدري أو كما يسمونهم في البرلمان العراقي الكتلة الصدرية وما شئت فسمّ ، فالمعنى واحد والمنهج واحد أيضا فهم اغلب مقلدي الشهيد الصدر الثاني الذين استمروا على تقليده منضوين تحت قيادة السيد مقتدى الصدر . ولا انوي هنا شرح الكيفية التي انقسم بها الصدريون الى يعقوبيين وطائيين وصرخيين وحتى إلى حائريين رغم ان هؤلاء الأقرب الى جماعة السيد مقتدى لأنهم يرجعون بالمستحدثات الى السيد كاظم الحائري ، إلا ان ما أريد توضيحه للإخوة الذين يكتبون وينتقدون هذا الخط الشريف المجاهد بدون معلومات وبدون معرفة سابقة بتاريخه هو توضيح وشرح قصة العداء الكبير لآل الصدر وأتباعهم من قبل عدة جهات داخلية وخارجية سرية وعلنية . فالعداء ليس وليد اللحظة وهو ذو تشعبات عديدة ويندرج تحت مسميات متنوعة ومختلفة ونستطيع القول ان أول المعادين الظاهريين للخط الصدري هي الحوزة التقليدية الجامدة التي لا تؤمن بالتطور والحداثة والتجديد التي دأب عليها اغلب علماء آل الصدر في الداخل والخارج ، فبداية التهم كانت الجنون ثم العمالة وصولا إلى القول انهم مثيري الفتن عاش هؤلاء العلماء الإجلاء تحت وطأة تلك الاتهامات الباطلة التي كانت تحركها أياد خفية غايتها ضرب الإسلام الحقيقي المتجسد بمذهب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبأفكار العلماء المجددين بصورة خاصة . وابرز علماء العصر الذين عانوا من الظلم والاضطهاد هما الشهيدين الصدرين . فالسيد محمد باقر الصدر صاحب العبقرية العلمية والنظريات الاقتصادية والفلسفية التي هدمت عروش الأحزاب العلمانية وأفشلت النظريات الماركسية والاشتراكية وغيرها من خلال تقديمه النظرية الإسلامية كأفضل الحلول للعيش بسلام وأمان ومساواة وعدالة ونظام كان اغلب علماء العالم يبحثون عن كيفية الوصول إليه . فكانت كتبه في الاقتصاد والفلسفة وأسس الاستقراء وغيرها من المؤلفات التي افتقر إليها الفكر الإنساني لعدة قرون خلت وكان علمه وعقله وثوريته التي رفض بها الباطل أينما حل ومهما كان الأمر الذي جعل الحقد والحسد ينصب عليه من أعداءه الجهلاء ذوي النفوس المريضة التي سارعت بعملها المفضل وهو التخلص من كل شيء اسمه علم وفضيلة ومعرفة فسارعت الى كتابة تقاريرها الصفراء إلى طاغية عصره صدام الذي كان ينتظر الضوء الأخضر من هؤلاء ليتخلص من الرجل الذي قارعه ورفض أفكاره بل انه أوجب على جميع مقلديه في الداخل والخارج بضرورة التخلص من حزب البعث مهما كانت النتائج ، فقام الطاغية بارتكاب جريمته وقتل الشهيد الصدر وأخته بنت الهدى وأعقبها بحملة اعتقالات واغتيالات واسعة شملت جميع أتباعه ومن بينهم الصدر الثاني الذي بقي في سجن صدام حتى عام 1990 وفي العام 1991 حين قام المجاهدون بانتفاضتهم الشعبانية ضد حكومة البعث كان الصدر الثاني احد ابرز قادتها في مدينة النجف الأشرف مع أولاده الأربعة مصطفى ومرتضى ومؤمل ومقتدى ، إلا ان قيام القوات الأمريكية بمساعدة صدام وبدعم من حكام الخليج الذين خافوا من حكومة شيعية وبعد خيانة (مجاهدي الخارج) قمعت الانتفاضة بعد ان استخدم الجيش الصدامي كافة الأسلحة الثقيلة والمحضورة وإنا لله وإنا إليه راجعون ! وهنا بدأت حملة اعتقالات أخرى في صفوف المواطنين وقادة الانتفاضة الذين كان من بينهم الصدر الثاني الذي وضع في زنزانة منفردة ذاق فيها أنواع العذاب الجسدي والروحي ، الا ان العناية الإلهية كانت حاضرة حينما صدر أمر إطلاق سراحه ولكن بشرط عدم التدخل في الأمور السياسية او الحكومية فبقي على هذا الحال حتى وفاة المرجع الخوئي حينها قررت السلطة عدم تولي الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعالم عجمي فاستغل مرجعنا بعبقرية وحنكة لا مثيل لها هذا الفرصة لينهض بثورته الكبرى ضد حكم البعث الباطل ولكن بالأسلوب السياسي غير المسلح فبدأت ثورته الثقافية والمعرفية والعلمية من خلال نشر الكتب والمؤلفات التي لم تكن مألوفة او موجودة في المكاتب العراقية فاخذ عدد المقلدين يزداد يوما بعد آخر وأخذت شهرته تنتقل إلى خارج الحدود وحينها أصدر أمرا بإقامة صلاة الجمعة في جميع محافظات العراق ومن ثم أقامها بنفسه في مسجد الكوفة فكانت ثورة ضد التخلف والجهل والباطل . فاشتد العداء مع السلطة الحاكمة وبلغ ذروته حين أمر الطاغية بإيقاف صلاة الجمعة إلا ان السيد الصدر أبى ورفض ذلك بكل حزم وشجاعة واستمر بخطبه المناهضة للاحتلال البعثي والرافضة لأمريكا وإسرائيل (أسياد البعث) فبدأت أمريكا تحرك منافقيها الموجودين داخل الحوزة وبأمر مباشر من المخابرات العراقية آنذاك حتى نفذ المجرمون عملية اغتيال الشهيد الصدر ونجليه مصطفى ومؤمل وبإشارة خضراء من الحوزة التقليدية التي أرعبها المد الجماهيري الكبير الذي سار خلف هذا المرجع الذي صار عنوانا للتضحية والجهاد وقامت السلطات البعثية القمعية بعدها بحملة اعتقالات كبرى لأتباع الصدرين وتم قتل وإعدام بعض قادة وأئمة الجمع في العراق وتهجير البعض الآخر منهم إلى خارج العراق واستمر العداء حتى انهار حكم البعث رسميا بدخول القوات المحتلة الى العراق . هنا أخذت المواجهة الصدرية تأخذ منحا آخرا ، فأتباع الصدرين الذين تعلموا رفض الباطل وأهل الباطل من مراجعهم الناطقين لم تعجبهم الاستفزازات والاعتداءات التي تقوم بها القوات المحتلة ضد الشعب العراقي فقرروا مواجهتهم وعدم السكوت عن إجرامهم فوجدوا في السيد مقتدى الصدر القائد المناسب والحامل لأفكار الصدرين الثورية والتحررية وذلك بعد الانقسام الذي اشرنا إليه في بداية الكلام !! وهكذا بدأت أحقاد وضغائن جديدة تبرز على الساحة العراقية نتيجة الجماهيرية الكبيرة والانتشار الواسع لأتباع السيد مقتدى حتى صار لهم عنوانا متميزا وواضحا مما سبب في انكشاف الخط الرافض للاحتلال والبعثيين والنواصب ، فبدأت مرة أخرى المضايقات والاستفزازات واستمرت الاعتقالات والاغتيالات في صفوف قادة الخط الصدري (الحقيقي ) الأمر الذي أدى في النهاية إلى حدوث انتفاضة كبرى ضد القوات المحتلة في اغلب محافظات العراق ونشبت معارك طاحنة كان أوسعها وأشرسها في مدينة النجف الأشرف التي يكنّ بعض أهلها من تجار وأصحاب رؤوس أموال وحوزات تقليدية كل الحقد لآل الصدر ما دفعهم إلى الوقوف مع الاحتلال ضد الصدريين في واحدة من أكثر الأحداث عارا في تاريخ هذه المدينة التي تتشرف ويتشرف أهلها بمرقد أمير المؤمنين (عليه السلام ) على أرضها وانتهت تلك المعارك بهدنة بين الطرفين . إلا ان الأمريكان وكما هو معروف عنهم لا يعترفون بهدنة او عهد او ميثاق فاستمرت الهجمات والاغتيالات والاعتقالات ضد أتباع الخط الصدري الشرفاء واستخدموا كل الوسائل والطرق الرخيصة وليس آخرها طبعا الدعايات المغرضة والاتهامات الباطلة التي يطلقها بين الحين والآخر أتباع المحتل وذيوله من المنافقين الحاقدين من جميع المستويات . ثم دخل الصدريين معركة أخرى لطرد الاحتلال ولكن هذه المرة كانت ضمن الدخول الى ما يسمى بالعملية السياسية فكان ان زادت شعبية هذا الخط وازداد أتباعه نظرا للطروحات والبرامج والمبادئ والثوابت التي تميزوا بها داخل البرلمان عن غيرهم من الكتل الأخرى فكانوا السباقين لرفض الباطل وعمل الخير في أكثر من مناسبة ، لذلك ولّد هذا النجاح حسدا وحقدا من أعدائهم التقليديين ما جعلهم يكيدوا لهم ويطعنوهم في ظهورهم ( وطن ذوي القربى اشدّ مضاضة) فمن التقارير السرية التي ترسل الى السفارة الامريكية وقوات الاحتلال في العراق والى بث الإشاعات ومحاولات النيل من سمعة الصدريين وجيش الإمام المهدي (عليه السلام) من خلال دس العملاء المأجورين المتلبيسن بلبوس التقوى والدين والمؤمن يحكم بالظاهر وليس بباطن الأمور وهو ما تعلمه الصدريون من أميرهم علي (عليه السلام) حين قال للمرادي اللعين لو شئت لأخبرتك ما تخفي تحت ثيابك ، وإنا لله وانا اليه راجعون .. وحين أيقن المحتل وأتباعه الأذلاء أن لا فائدة من قتال جيش الإمام المهدي (عليه السلام) بعدما شاهدوا من شجاعة وتضحية لا مثيل لهما ، قرروا ان يسقّطوا هذا الجيش ويبثوا الدعايات حوله فأمروا صنيعتهم النواصب بضرب الأماكن التي يقطنها أغلبية شيعية (صدرية) ثم بعد ذلك يقوم نفس هؤلاء بضرب أماكن يقطنها أغلبية سنية فتنشأ الفتنة الطائفية ويلقى باللائمة على هذا الجيش العقائدي الذي أستطيع ان اجزم ان أفراده الحقيقيين الملتزمين بكلام قادتهم لم يطلقوا رصاصة واحدة بغير حق . وأما الأعداء الآخرين لهذا الخط المجاهد فهم الذين ضربت مصالحهم الشخصية بسبب تبرأ القائد منه فمن يخرج او يحيد عن الطريق الحق لابد من إخراجه عن أتباع الحق ، وهناك أيضا أعداء آخرين وهم المتضررون من سياسته ومبادئه التي لم ولن يحيد عنها وهي رفض البعثيين أينما كانوا وتحت أي مسمى كحركة الوفاق وما يسمى بالحزب الإسلامي وهيئة علماء التهجير ومنافقي خلق ورجال الأمن والمخابرات الصداميين وغيرهم . وأيضا هناك الأعداء الإقليميين المناهضين للحركة الصدرية منذ نشأتها في العراق والشواهد كثيرة والأسماء معروفة ولكن لا حاجة لذكرها الآن لأسباب (وطنية بحتة) .. افبعد كل هذا وكل هذه الهجمات الشرسة التي لم يتعرض لها حزب او حركة او تيار في العالم يبرز إلينا متشدق من أنصاف العقول والثقافة والمعرفة ليطلق قلمه المشوه ويردد كالببغاء ما يقوله الأعداء من ان هذا التيار ليس له حق في الوجود لأنه مليشيا وهو لا يعرف معنى المليشيا ! او ان هذا التيار لا يمتلك غطاء شرعيا واجزم ان اغلب من أطلق هذه التهمة هم بغير تقليد ! او التهمة الفاشلة والتافهة بتفاهة قلم ولسان مطلقها وهي ان هذا التيار يقوده شاب صغير متناسيا ان اغلب أئمتنا وقادتنا السابقين تسلموا قيادة جيوش عظيمة وهم في اعمار اصغر من مقتدى وأسامة بن زيد اشهر من ان اذكّر به من لا يفقه القول ولا يستمع .... أقول : فليتق الله كل من يريد الكتابة عن هذا الخط او التيار المظلوم وليتفكّر جيدا ويقرأ التاريخ بإمعان وينظر بتجرد الى مبادئ هذا التيار وأفعاله ، والى عدد اتباعه وتنظيمه ، والى الظلامة الواقعة عليه ومدى صبره .. وشكرا لمن يريد الخير للعراق وللعراق فقط وشكرا لمن انتماءه للعراق وللعراق فقط
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |