|
عشائر الرمادي بين الامس واليوم!! عادل الركابي منذ ان استولى حزب البعث على السلطة في الثامن من شباط من عام 1963م على مقدرات الشعب العراقي وخيراته التي انعم الله سبحانه وتعالى على هذه البقعة من الارض الطاهرة وطهارتها لتشرفها بان يكون تحت اديمها الكثير من الانبياء والاولياء الصالحين ناهيك عن مقامات اهل بيت النبوة الاطهار والذين هم بحق اوتاد هذه الارض ولكل هذا اصبح العراق تحت انظار جميع الحاقدين والمغرضين من اجل النيل منه ومن كرامته وعزته وشموخ ابناءه ورجال العشائر و السيطرة على مقدراته وخيراته التي لا يملكها اي بلد بالعالم فاصبح العراق اكبر مطامحهم وتكالبت عليه كل من هب ودب ومن اطلع على تأريخ العراق جيدا سيرى كم من المؤامرات والفتن والحروب مر بها هذا العراق ولم يمر بلد اخر بمثلها وهناك الكثير من الشواهد على هذا الطرح تجدوه بأمهات الكتب التي تطرقت الى تأريخ العراق القديم والحديث وسيرى القاريء فداحة وبشاعة مامر به هذا الشعب الاصيل ورغم كل هذا بقي هذا الشعب محافظا على وطنه ودينه وعروبته ولايزال مقصدا للجميع. وبالعودة الى البعث الفاشي وايامه الاولى الذي استولى بها على السلطة بالعراق احس هذا الحزب واعوانه بخطر ابناء العشائر العراقية على وجودهم وحزبهم لهذا فكر هؤلاء وعلى راسهم الاب الروحي (ميشيل عفلق)!! كما يحلو للبعثية تسميته. ان يجدوا مخرجا يتخلصون من غضبة ابناء هذه العشائر التي احست بخطرهم منذ البداية ولانهم يعرفون جيدا ان العشائر هذه لا تتحرك دون امر من شيوخ هذه القبائـــل ولهذا فكر هذا الحزب الفاشستي ان يبعد ابناء تلك القبائل عن قادتهم وشيوخهم وحتى يتاح للحزب وعصابته تمرير مخططاته التأمرية الخبيثة في غياب هؤلاء المشايخ الذين وقفوا امامهم منذ اليوم الاول للاستيلائهم على هذا الوطن وفي احد الايام وكما ينقلون لنا الذين سبقونا بالعمر استدعى (متصرف لواء الناصرية) اي المحافظ شيوخ العشائر وتحت عنوان للقاء تشاوري ولكون شيوخ لايؤمنون ابدا بالغدر والمؤامرات لانهم تربوا على الشجاعة الحقيقية ولم تجد بقاموسهم مفردة غدر او التفاف كانو يواجهون اي كان وجها لوجه ولهذا ذهبوا الى المحافظة ولم يكونوا مسلحين بل اكثر من هذا امرُ من جاء معهم لحمايتهم من عشائرهم بالبقاء خارجاً لان الموضوع لا يتعدى التشاور مع المتصرف وسوف نعود لكم فجلس من جلس بالمقاهي المحيطه بمبنى المتصرفية وذهب بعضهم لكي يتبضع ولم يدر بخلدهم ابدا ان هذا اليوم سيكون اخر يوم يشاهدون به شيوخ عشائرهم وقادتهم الذين يفتخرون بهم دوما حيث ان المتصرف والبعثية اعتقلوا الشيوخ تحت السلاح واركبوهم سيارات وخرجت السيارات من الباب الخلفي لمبنى المحافظة دون ان يشعر بهم احد وعندما احس الرجال ان شئيا ما يحدث تجمعوا امام بوابة المتصرفية طالبين منهم فتح الابواب لكي يدخلوا منعتهم الشرطة وسحبوا عليهم اسلحتهم وكادت ان تنفجر معركة بين الشرطة ورجال الشيوخ لو لا تدخل بعض الناس الاخيار ... كانت وجهة السيارات غير معروفة حتى لبعض الشرطة المرافقين للشيوخ الجنوب والفرات الاوسط وكانت الطرق انذاك اغلبها غير معبدة والمسافات جد طويلة وتمر باكثر من مدينة وقصبة... كنت وقتها ابن السادسة من العمر واتذكر جيدا ان الناس والنسوة بدات تاتي الى بيتنا لان والدي كان من ظمن هذه الكوكبة المعبدة من ارض الجنوب وبعد ايام عرفنا مكان ابعاد والدي ورفاقه حيث نقل لنا بعض الشرطة انهم الان موجودين في سجن الرمادي ولم نعرف اي جرم اقترفوه؟ وبعد ايام وربما شهر لا اتذكر بالضبط سمعت من اهلي انهم سوف يذهبون لزيارة ابي في سجنه وحيث كنت انا اصغر اولاده انذاك فكنت المحبوب لدى والدي ركبنا على ماتذكر سيارة مارسيدس ركابها ثمان عشر راكبا ويقودها المرحوم(سيد مكطوف) وكانت هذه السيارات اسرع السيارات التي دخلت العراق انذاك وتحركت السياره وهي مكتظة بركاب ربما تجاوزا العدد المخصص لمقاعدها لم اتذكر كم من الوقت استغرقت تلك الرحله ولكن اتذكر جيدا عندما وقفنا امام باب كبير جدا خشبي وفيه باب صغير يفتح لدخول المشاة ودخلت مع من دخلوا بعد ان ختموا معصمي بختم لا افقه وقتها لم هذا الختم . دخلت واذا بساحة كبيرة امامي وعلى طرفها الايمن مقهى (وقنفات) اي مسطبات للجلوس وشخص يحمل بيده استكانات الجاي وبجانبه دكان صغير ولكوني مولع بالدكاكين والشراء منها هرولت الى الدكان تاركاً ابي ينادي يريد تقبيلي واحتضاني وانا غير مبالي لهذا وبعد ان اشترى لي احد الوافقين عدت وجلست بحضن والدي هذا المكان المخصص لي وحدي وقتها دون منازع مما جعل بعض اخوتي الاكبر مني سنا يغارون من احتلالي لهذا المكان الدافئ..جلسنا مع والدي ساعات طويلة ولم نشعر بالملل وشاهدت وجوه كثيرة من رؤساء العشائر المبعدين مع والدي وعندما همّ الجميع بالخروج الا انا اعلنت العصيان عليهم معلنا رفضي الخروج من هذا المكان تاركا ابي وبعد مشاورات ووعود ان يشتروا لي شيئا عندما يخرجون لم تفلح كل هذا الا ان اخترت من الدكان الموجود داخل السجن( قلم جاف) حتى قبلت ان اغادر السجن وعدنا من حيث اتينا وبعد اكثر من شهرين سمعت ان ابي ورفاقه خرجوا من السجن الذي زرناهم به اخر مره واسكنوهم بيوتا عادية ويعود فضل هذه المسالة الى شيوخ ابناء الرمادي الذين لم يرق لهم هذا العمل ابدا فكيف يوضع شيوخ الجنوب والفرات الاوسط بالسجن ونحن لا نفعل شيئا وبعد لقاءات ومشاورات مع متصرف الرمادي وافق الاخير على ان تستأجر الى شيوخ الجنوب لهم بيوت على نفقة شيوخ عشائر الرمادي شريطة ان يوقع الشيوخ صباحا ومساءً بمركز الشرطة وتحمل ابناء الرمادي هذه الاعباء حيث ان عدد الشيوخ كبير ولا يمكن ان يحتويهم بيت واحد ولهذا استأجر شيوخ الرمادي اكثر من اربع بيوت على ما اتذكر وتكلف شيوخ الرمادي باطعامهم يوميا وعلى نفقتهم الخاصة واستمر هذا الحال اكثر من اربع اشهر كان شيوخ الرمادي يتوسطون عند الحكومة من اجل اعادتهم الى ديارهم وفعلا حصل لهم هذا بعد ان قضى والدي ورفاقه من الشيوخ مدة ستة اشهر في الرمادي مبعدا من قبل حزب البعث وجلاوزته الذين اصبحوا اليوم جرذان!! ولازال بعض ممن ابعدوا احياءٌ لهم طولة العمر ان اشاء الله والبعض توفاه الله رحمهم الله جميعا وكنت قد التقيت باحد هولاء الرجال في معسكر رفحاء وهو على ابواب الخمسين من العمر العمر كله ان اشاء الله وهو يعيش الان حسب علمي في استراليا وعندما عرفني جيدا نهض من مكانه قادما لي واخذ يقبلني ويقول انك لم تعرفني ولم تلتقي بي فقال كنت من المبعدين مع والدك بالرمادي وكنت اصغر الجميع سناً وكان والدك مهتم بي جدا حيث وصل الامر ان يخيط ما ينقطع من دشداشتي وكان يراعاني وكانني احد اولاده وقتها لم تحضرني اي جملة اجامل بها الرجل الشهم ..!!. وقد كسر صمتي اذ نادى بصوته العالي انكم جميعا مدعوون على مأدبة غداء حيث كنا جالسين باحد المساجد في رفحاء على شرف هذا واشار الي وسرد لي بعض الذكريات وعن كيفية ابعادهم وهو كان يشغل منصب مدير البلدية في( سوك الشيوخ انذاك).. تذكرت هذه القصة وانا اشاهد واسمع مايحدث بالانبار من ارهاب وقتل واعلان جمهوريات لم ينزل الله بها من سلطان والسماح للغرباء بدخول هذه المدينة المعروفة بالتزامها بعادتها وتقالديها رغم كل محاولات السلطة وحزبها لتشويه تاريخ هذه العشائر الاصيلة صاحبة التاريخ المشهود وجعلها بصورة المؤيد والداعم للحكومة والحزب من خلال اعطاء ابناءها المراكز بالدولة وهذا ما انتهجته السلطة من سياسية تسمى سياسة التوريط لكي تجعل كل ابناء الشعب يطلب بعضهم البعض وقد نجح صدام وحزبة بهذه الطريقة واليوم نرى مايحدث بالرمادي من فتن وقتل وارهاب على مسمع وعلى مرائ من شيوخ هذه المدينة والتي سردنا قسم يسير من مواقفهم وربما الكثير مثلي تحتفظ ذاكرتهم بمثل هذه المواقف المشرفة للابناء هذه القبائل الاصيلة ومستغربون من مواقفهم التي لا تطابق تاريخهم المعروف ونتسائل اين هم الان من ذلك التاريخ واين مواقفهم والكل مستغرب مثلي كيف يقبل ابناء الرمادي الشرفاء ان تندس اراضيهم بالارهابين الغرباء بالوقت الذي نطالبهم ان نقف جميعا بوجه القوات المحتلة ونقول لهم اخرجوا من بلدنا ونحن من يبني العراق ولن نسمح للغرباء ان يدنسوا ارض الانبار هذه الارض التي تقف بشموخ مع ارض النجف والناصرية وكربلاء وكركوك ودهوك.. والله والوطن من وراء القصد
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |