|
العراق بحاجة الى برويز مشرف عراقي لانتشاله من الهاوية صاحب مهدي الطاهر الى حد بعيد تشبه الاوضاع التي عاشتها الساحة الباكستانية قبل تولي برويز مشرف الحكم ،الاوضاع السائدة الان في العراق ماعدا درجة الانفلات الامني حيث كانت في باكستان في ادنى درجاتها اما في العراق فهي في اوجها فالاحزاب الرئيسية التي كانت تدير دفة الحكم في باكستان او التي لها تاثير وثقل على الساحة الباكستانية كانت تتنازع فيما بينها وتتقاسم في بعض الاحيان المصالح الذاتية الضيقة ،اما اذا اختلفت على تقاسم هذه الحصص والمصالح فتشرع بتنظيم المظاهرات والاضرابات العامة والدعوة الى العصيان المدني وبالتالي تعطيل لمؤسسات الدولة بمختلف فروعها بغية اسقاط هذه الحكومة الممثلة باحزاب اخرى .لذلك كان يحصل بين فينة واخرى اضطراب سياسي بما ينعكس على وضع الفرد الباكستاني الفقير والمعدم .واذا قدر ان تستمر هذه الاوضاع انذاك على حالها لتفاقم الوضع الامني ايضا ولبرزت مظاهر الاقتتال والتشنج في ظل غياب سلطة القانون مما ينذر بكارثة حقيقية تحدق بهذا البلد كما هو حاصل في العراق. الا ان مجئ برويز مشرف في الوقت المناسب وسيطرته القوية على زمام الامور وبسط سيطرته ونفوذه على كافة المواقع المهمة في الدولة الباكستانية قد انقذ باكستان من كارثة حقيقية كادت ان تحدق بها ،الامر الذي حذا بان يساند الشعب الباكستاني القيادة الجديدة عسى ان تنقذه وتنتشله مما هو عليه رغم انها لم تكن قد خرجت كنتيجة لمخاض شرعي افرزته عملية ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة .وقد تستمر هذه الحكومةعلى ما هي عليه الان لبضعة سنوات اخرى قادمة الى ان تقتنع ان الاحزاب السياسية ومن خلفها الشعب الباكستاني قد وصلت الى نقطة تؤهلها ان تفهم وتستوعب بشكل جيد وصحيح العمل الديمقراطي والاسلوب الامثل في التعامل مع مبدا الحرية سواء كانت الشخصية اوالعامة لبناء دولة القانون التي تعني فيما تعنيه احترام قيم وعادات الاخرين والراي الاخر المختلف ونبذ سياسة الاستحواذ الاجباري على ممتلكات واجساد الاخرين ونبذ مبدا شريعة الغاب .لقد ثبت بما لا يدع مجال للشك ان الاحزاب السياسية العراقية الحالية غير قادرة ان تتحمل مسؤولياتها الوطنية في قيادة المجتمع الى بر الامان او ان تحدث طفرة نوعية في زيادة الوعي الثقافي والمعرفي للمجتمع العراقي بما يجعله يتماشى مع الوضع الجديد الذي ارادته ورسمته له الدول العظمى والتي شاركت في تحرير العراق من نظام صدام الدكتاتوري والدموي في بناء عراق ديمقراطي حديث متطور يضعه في مصاف ولو بدرجات معينة بمستوى الرقي والتطور لدى هذه الدول.ان الشعب العراقي قد وصل اليوم الى نتيجة واحدة لا غير مفادها انه لا حل لمشاكل العراق مادامت هذه الاحزاب تسيطر على مقاليد الحكم بل ان كل يوم يمر هو اسوء من سابقه وعليه فيجب ان تزاح هذه الاحزاب كليا بكل مشاكلها وسلبياتها وامراضها من على سدة الحكم لتتبوء حكومة قوية لها تسلسل قيادي هرمي واضح ومعروف تاخذ على عاتقها وتتحمل مسؤولياتها في اتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة لانتشال العراق مما يمر به من انفلات امني وتنازع سياسي وخراب اقتصادي وتشتت مذهبي وطائفي وتدخل لدول الجوار في الشان الداخلي العراقي،على ان يكون برنامجها محدد بافق زمني قد يمتد الى خمسة سنوات تلتزم به ثم يصار الى فتح الساحة العراقية امام الاحزاب السياسية لتمارس نشاطها في المجتمع بشكل فعال ومن ثم يسمح لها بالمشاركة السياسية لادارة دفة الحكم في العراق بعد ان شاركت في انتخابات برلمانية بكل حرية ووضوح.وان الاهم من ذلك كله يجب ان يكون هناك تواجد لقوة مقتدرة محايدة ومستقلة اجنبية تاخذ على عاتقها استمرار النظام الديمقراطي و حيوية المؤسسات المدنية ودورها الفعال في خدمة هذا النظام كما حصل في بلدان كثيرة معروفة بنظامها الديمقراطي والتي ابقت على قوات اجنبية قوية ومحايدة على اراضيها للمساعدة في ديمومة واستمرار نظامها.ان العراق بحاجة ماسة في هذه الفترة الى برويز مشرف عراقي ينقذه مما هو عليه من ضياع ودمار وخراب على كافة الاصعدة والمستويات،فالشعب العراقي عليه ان يختار بين حرية وديمقراطية ليست له ولا تخدمه بل لجهات واحزاب همها الوحيد المصلحة الذاتية في ظل اجواء وظروف سيئة جدا ابرز مظاهرها الانفلات الامني وعدم الاستقرار وتدهور كبير في مؤسسات الدولة الخدمية والاجتماعية...الخ وبين حكم منفرد قوي بعيد عن الاحزاب وتجاذباتها يهيئ ارضية افضل لاجراء انتخابات حرة ونزيهة في جو من الهدوء والاستقرار والانتعاش الاقتصادي بما ينعكس ايجابا على واقع الفرد العراقي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |