|
العوامل التي تمنع النجف ان تكون عاصمة للاقليم الفيدرالي للوسط والجنوب الموحد علي البطيحي هناك عوامل تمنع مدينة النجف عاصمة لاقليم الجنوب والوسط (الكيان الشيعي العراقي الموحد)، حيث يطالب البعض بجعل النجف عاصمة الاقليم الموحد للشيعة العراقيين في الوسط والجنوب وهنا سوف نطرح العوامل التي لا تؤهل النجف الاشرف كعاصمة للاقليم الشيعي العراقي الفيدرالي الموحد، ونناقش المؤيدين لجعل النجف عاصمة من اجل الحوار وحرية الراي ومن اجل بناء صحيح للكيان الشيعي العراقي الفيدرالي،ولكن قبل ذلك نسأل بعض الاسئلة: 1. لماذا فقط النجف في نظر البعض يجب ان تكون عاصمة الاقليم الشيعي وما هي العوامل التي ترجحها على باقي المدن الشيعية العراقية في الكيان الشيعي الفيدرالي في الوسط والجنوب؟ فاذا كان الجواب ان فيها مرقد الامام علي عليه السلام، نرد ونقول ان الامام علي عليه السلام جعل من الكوفة عاصمة لدولته رغم ان قبر النبي في المدينة وبيت الله الحرام في مكة ولم يجعل احداهما عاصمة، والنبي محمد اللهم صلي على محمد وال محمد لم يجعل مكة حيث بها الكعبة بيت الله الحرام عاصمة له بل المدينة المنورة كانت العاصمة في زمن النبي، والامام الخميني لم يجعل قم ولا مشهد حيث مرقد الامام الرضا عليه السلام عاصمة له بل استمرت طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية في عهد الخميني وما قبله وما بعده. ولا ننسى ان الايطاليين بعد تراكمات الخبرة السياسية استطاعوا ان يؤسسون دولة الفتيكان وفصلها عن روما من اجل مصالح الايطاليين وخصوصيتهم من جهة وحماية المؤسسة الكاثوليكية من جهة اخرى. 2. عوامل جغرافية: العواصم تفضل ان تكون في وسط الكيان السياسي لتكون نقطة وصل متوازنة بين التجمعات السكانية للاقليم من حيث الابعاد، والنجف تقع في الطرق الشمالي الغربي من الاقليم أي انها تكون بعيده عن البصرة والكوت والسماوة والعمارة ولذلك لا تملك الموقع الجغرافي المناسب الذي تكون فيه ابعادها عن التجمعات السكانية الشيعية بشكل متوازن. 3. عوامل ثقافية: مدينة النجف الاشرف مدينة دينية ذات ثقافة محصورة بمنهاج ادبي (ديني، شعر) أي انها مغلقة ضمن هذا الاطار، فكيف يمكن ان تكون مدينة تكون منفتحة ثقافيا لكل الاتجاهات العلمية الغير دينية وادبية، والاتجاهات السياسية العلمانية الشيعية العراقية ؟ 4. عوامل سياسية: هل سوف يتم استبعاد القوى السياسية والثقافية الشيعية العراقية الفيدرالية المؤمنة بفيدرالية الشيعية العراقيين العلمانية لكونهم ليسوا ذو اتجاهات سياسية دينية ؟ وهل سوف يكون مصير القوى الشيعية الغير دينية كما حصل في الانتخابات الاخيرة من ابعاد وابتعاد القوى العلمانية عن الائتلاف العراقي الموحد والذي تشكل في اساسه من الاتجاهات الدينية السياسية هو حال القوى العلمية الجامعية والثقافية والسياسية الغير دينية في حالة وضع النجف الاشرف عاصمة للاقليم ؟ 5. مدينة النجف مدينة عالمية حيث بها مرقد الامام علي عليه السلام والحوزة العلمية ويزورها ملايين الشيعة في العالم و اعداد كبيرة من الشباب الذين يتمنون الدراسة فيها من العالم الاسلامي الشيعي، فكيف يمكن الفصل بين شمولية النجف الاشرف بعالميتها وبين مصالح الشيعة العراقيين بكيانهم الخاص بهم، وكيف يمكن الحد من التأثيرات الخارجية التي تتمثل بنفوذ غير العراقيين على مستقبل الشيعة العراقيين بكيانهم الخاص بهم وعدم تدخلهم بالشان الشيعي العراقي مستغلين وجودهم بالنجف كطلاب حوزة ومراجع ومؤسسات سياسية اجتماعية وخدمية. 6. كيف يمكن الحد من نفوذ الدول الاجنبية الاقليمية والجوار في الشان الشيعي العراقي مستغلين وجود مراجع وشخصيات وطلاب دين غير عراقيين موجودين بالنجف الاشرف او حتى طلاب دين ومراجع وتنظيمات متأثرة باتجاهات سياسية غير عراقية المصالح تتغطى تحت الشمولية الدينية ؟ وراينا كيف ان الشمولية القومية السياسية من بعثية وناصرية وغيرها دمرت العراق وخربته وحرقت اجيال كثيرة فيه وكيف تمكنت دول وحكومات وشعوب اقليمية وخاصة ومصر والمصريين والاردن وسوريا وغيرهم من استغلال خيرات العراق وثرواته ودعمت الدكتاتورية البعثية الصدامية فيه عن طريق الشمولية القومية المرعبة. 7. عوامل امنية: ان انعكاس الخلافات بين المرجعيات الدينية وظهور تقسيمات مزقت الشيعة العراقيين من (صدريين ولا صدريين) حوزة صامتة واخرى ناطقة وعنصرية الحوزة (تعريب الحوزة) وليس اسلمة الحوزة. 8. صراعات النفوذ: ان الصراع بين عوائل المرجعيات المتوفين تنعكس سلبا على التماسك الاجتماعي والسياسي للشيعة العراقيين وتؤثر على مستبقلهم ومثال ذلك الخلاف بين ال الصدر وباقي عوائل المرجعيات وما ادى الى قتل ابن المرجع الاعلى الخوئي السيد عبد المجيد الخوئي رحمه الله على يد اتباع مقتدى الصدر اللبناني الاصل، ومحاصرة بيت السيد السستاني على يد الصدريين وهجوم اتباع مقتدى الصدر على مكاتب بدر والمجلس والتبليغ بسبب حادث حصل في النجف (وقف الملة امينة) وادى ذلك الى قتال اهل الجنوب والوسط فيما بينهم واستشهاد الابرياء من الشيعة العراقيين والى زيادة الاحتقان بين الشيعة العراقيين انعكاسا للاحتقان الموجود بين عوائل المرجعيات التي تستوطن النجف الاشرف. ولكن لم نرى هذا الخلاف ينعكس على باقي الشيعة في العالم مما يشير الى ان التاثيرات السلبية للنجف تقع فقط على الابرياء من الشيعة العراقيين، وكذلك من المعارك التي حصلت في الهاشمية والصويرة بين جيش مهدي التابع الى الصدريين وعائلة ال الصدر بقيادة مقتدى الصدر اللبناني الاصل وبين الشرطة العراقية وكذلك احداث العمارة بعد ان تم استشهاد مسئول في شرطة العمارة وهو من منظمة بدر واعتقال المشتبه به اخو قائد جيش مهدي في العمارة مما ادى الى هجوم جيش مهدي على الشرطة ومكاتبهم وحرق مؤسسات الدولة الامنية الرسمية من قبلهم. السؤال كيف يمكن الحد من التاثيرات السلبية لخلافات المرجعيات وعوائلهم من بعدهم على مستقبل الشيعة العراقيين ؟ 9. مدينة النجف الاشرف مدينة تقليدية دينية في وقت ان السياسية تحتاج الى سياسية المصالح التي تنبع من مصالح الشيعة العراقيين ببرغماتية فهل النجف الاشرف (مدينة دينية) مؤهلة لذلك ؟ ام ان الشيعة يراد ان يستمروا تحت الازمات في ظل شعارات شمولية قومية ودينية سياسية وثقافية لم تؤدي بالعراقيين عامة والشيعة العراقيين خاصة الا الى التهلكة وانتشار الفساد والرذيلة والدمار بسبب الحروب والازمات وانتشار الارامل والايتام والمعوقين والجوع والتشرد وفقدان المعيل والحصار. 10. يعتمد البعض في ترجيح ان تكون عاصمة الاقليم هي النجف الاشرف بسبب الخدمات التي تنشأ فيها من بناء مطار فيها وتحسين الخدمات لسكانها صحيا واجتماعيا وغيرها وهذا في نظرهم يؤهلها بان تكون عاصمة، نقول هل اصبحنا نعتمد اسلوب العالم الثالث والحكم المركزي السابق للعراق من تركيز الخدمات في العاصمة بغداد واهمال مدن وقرى الاخرى في العراق، ثم ان البصرة مثلا بها مطار وخدمات اذن وفق نفس النظرية تكون مؤهلة كعاصمة فماذا تقولون في ذلك ؟ علما ان البصرة كالنجف تقع على الاطراف وليس في وسط الاقليم واضافة انها حدودية. لذلك يفضل ان يتم اختيار مدينة العمارة كعاصمة للاقليم لثرواتها وموقعها وخصوبة ارضها ووقوعها في وسط الاقليم تقريبا وبسبب ان ملايين العراقيين الذين يسكنون بغداد والبصرة وغيرها هم من العمارة او من اصول العمارة هاجروا الى تلك الولايات والمدن في الاربعينات وما بعدها لذلك تكون العمارة بمثابة حلقة الوصل بين كل اجزاء الاقليم سكانيا. وفي نفس الوقت يتم بناء عاصمة جديدة للاقليم في وسط االاقليم الشيعي الفيدرالية الموحد للوسط والجنوب كما فعلت الباكستان التي كانت عاصمتها بيشاور عندما استقلت عن الهند ونظرا لقربها من الحدود وعدم اهليتها تم اختيار مدينة اخرى كعاصمة مؤقته ريثما تبنى عاصمة جديدة اطلق عليها اسلام اباد حاليا. واخيرا يشهد الله لا يهم اي مدينة او قرية ان تكون عاصمة للاقليم الشيعي الفيدرالي العراقي، المهم ان يؤسس هذا الكيان ويتم دعمه بكل قوة من اجل حماية الشيعة العراقيين من المحيط الاقليمي والجوار والطائفيين السنة والقوميين البعثيين والناصريين وغيرهم. فلتكن العمارة او النجف الاشرف او البصرة او الديوانية او الكوت او الكوفة او بابل او السماوة او الناصرية او اي مدينية شيعية اخرى عاصمة للاقليم المهم ان يتوحد الشيعة العراقيين انشاء الله باقليم خاصة بهم قريبا انشاء الله وليس لنا حول ولا قوة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |