|
حكام العراق الجديد ومناشدة الاحتلال البقاء ياسر سعد / كندا لإنهم لم يكونوا ولن يكونوا عراقيين انتماءا اوكرامة اوارتباطا, ولإن علاقتهم بالعراق كانت وستبقى كعلاقة السمسار بمن وبما يدر عليه من الربح والدولار, فإن مواقف سياسيو الاحتلال والذين باركوا احتلال بلادهم وتدميره ومنذ البدء كانت في غاية الخزي والصغار حتى وان تدثرت بعباءات دينية او تموهت بشعارات زائفة كاذبة من الديمقراطية وحقوق الانسان. لم يكن لعاقل ان يٍُخدع بشعارات المقاومة السلمية والسياسية والتي كان يرفعها اذناب الاحتلال ممن ارداو ان يشرعنو ذلك الاحتلال او ان يصبغوا عليه صبغة قانونية. فالذين كان يتقعرون ويتشدقون بالحديث عن التحرير بالوسائل السياسية هم الذين يناشدون الاحتلال الان وفي غير مقام وموضع بالبقاء والمكوث وعدم الفرار. هذا المواقف والتي تكشف عن معادن اصحابها وتميط اللثام عن حقيقة مواقفهم تكررت وما تزال خصوصا مع شعور الاحتلال بوطأة المقاومة العراقية وارتفاع الاصوات الشعبية وانتشار الكتابات الصحفية في الولايات المتحدة وبريطانيا والتي تطالب بالانسحاب والانكفاء. أخر تلك المناشدات والمواقف كانت من نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح خلال زيارته لبريطانية والتي حذر فيها الولايات المتحدة وبريطانيا من الفرار من العراق رغم تفشي إراقة الدماء. وقال صالح إن القوات العراقية تتولى المهام الأمنية بالتدريج لكنه استدرك إن العراق يحتاج إلى مساندة المجتمع الدولي لمحاربة ما سماه "هجوما ضاريا يشنه الإرهابيون". وأضاف لشبكة سكاي التلفزيونية "يجب أن نفوز في هذه المعركة وسنفوز فيها. لكن يتعين أن يدرك بقية العالم بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة أن هناك الكثير على المحك في العراق. خيار الهرب غير وارد". كما صرح صالح بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني «نفهم أن ذلك ليس التزاما ممتدا بلا نهاية من قبل المجتمع الدولي»، بيد أنه أكد على أنه ليس بوسع الأسرة الدولية ترك «العراقيين يواجهون هذه التحديات الصعبة بمفردهم», محذرا من روح الانهزامية والذعر مع تعرض الولايات المتحدة وبريطانيا المتحالفتين مع بلاده لضغوط متصاعدة لتغيير استراتيجيتهما في العراق مع تواصل العنف وإراقة الدماء. وأعرب عن قلقه من تغير نغمة الحديث في لندن وواشنطن، حيث شككت شخصيات بارزة في جدوى الاستراتيجية الحالية في العراق، حسبما افادت وكالة رويترز. وقال في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية «أنا قلق بالطبع من النقاش الدائر في الولايات المتحدة وأوروبا. علي ان أقول هذا بسبب النغمة المتشائمة في هذا النقاش، بل يمكن ان أقول انها نغمة انهزامية في بعض الدوائر. علينا ان نكون واقعيين لا انهزاميين. علينا ان نفهم ان هناك حاجة ملحة للغاية للتعامل مع الكثير من المشاكل في العراق، لكن يجب الا نستسلم للخوف». صالح برهم يحاول ان يكون اكثر بوشية من بوش مستخدما تعابيره "يجب أن نفوز في هذه المعركة وسنفوز فيها", محذرا قوات الاحتلال من الفرار ومن الانهزامية راجيا منها البقاء والتحلي بروح الشجاعة في مقارعة المقاومة العراقية متحدثا عن الالتزامات الدولية – وهي امريكية-بريطانية في حقيقتها وجوهرها- والتي عرفناها وعرفها العالم تدميرا للعراق وبنيته التحتية وسرقة ثرواته ونهب مقدراته وإشعال نيران الفتن والحروب المذهبية المدمرة في ربوعه. يتحدث الرجل وكأنه قادم من كوكب اخر عن هجمات ضارية للارهابيين على بلاده, فمن أين أتى اولئك الارهابيون؟ وهل كان لهم في العراق وجودا قبل ان تنزل عليه بركات التحرير الامريكية ويستلم زمام اموره ولو جزئيا او ظاهريا سياسيو الاحتلال وعملائه؟ ان خوف صالح وامثاله من فرار قوات الاحتلال ليس حرصا على العراق ولا خوفا عليه, فالمصائب والخراب والدمار والفقر والقتل والاعتداء على الاعراض وغيرها كانت من افرازات الاحتلال البغيض بل واحيانا من وسائله واساليبه ومقاصده وغاياته. ان حرص اولئك الساسة على بقاء قوات الاحتلال ومكوثه في العراق هو من خوفهم من المحاسبة في عراق ما بعد التحرير على جرائمهم في المشاركة في تدمير العراق وتنافسهم في نهبه وسلبه. هذا التنافس الصارخ والذي نراه واضحا من خلال ملاحقة كل حكومة لرموز الحكومة التي سبقتها بتهم الفساد والاختلاس والصفقات الوهمية والفاسدة. ان اولئك الذين يطالبون من قوات الاحتلال المنهكة الالتزام بالشجاعة هم ابعد الناس عنها وبكل مرادفاتها ومعانيها, فهم عاجزون عن مغادرة المنطقة الخضراء ولا يستطيعون ان يتمتعوا بنوم او يتذوقون طعم الراحة دون حراسة جنود الاحتلال وقواته على الرغم من الاعداد الغفيرة لقوات الامن والجيش والتي أُسست على عيون الاحتلال وبإشرافه. أي ارهاب وأي ارهابيون اولئك الذين تعجز عن مقاومتهم اكثر من مئة وخمسين آلفا من قوات الاحتلال واكثر من ضعفيها من قوات الامن والجيش والاستخبارات, إن الامر في العراق اكثر واكبر حتى من مقاومة شعبية وطنية او اسلامية, إنه غضب شعبي عارم على احتلال بغيض وعلى اعوانه واتباعه ممن دمروا البلاد وافقروا العباد واعادو العراق الى عصر ما قبل الصناعة وحرموا المواطن العادي ومن كل الطوائف والمذاهب من الآمن واغرقوه في الجوع والفقر والعوز.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |