ما هي الخيارات بعد مؤتمر مكة

احمد الرفاعي

يوم بعد أخر يعتصر القلب آلما وتتساقط منه قطرات الدم من جراء ما يحدث في الشارع العراقي من دماء تسيل وأجساد تتناثر أشلاءها في الطرقات على أيدي الجماعات التكفيرية البعثية الصدامية التي حللت لنفسها قتل العراقي على أسس طائفية ومذهبية منذ بداية سقوط النظام البائد وهذا طبعا من جراء حكم النظام العفلقي البائد ومن يقومون بمثل هكذا عمليات اصبحوا معروفين للجميع بدون آدني شك هم أولئك الصدامين البعثيين والتكفيرين الذين زرع فيهم صدام حب القتل وإسالة الدم بالإضافة الى التدخل الخارجي من بعض الدول والتي طالما دأبت على إرباك الوضع العراقي من حيث إشاعة الفوضى والقتل والدمار الذي لحق البشر والبنى التحتية للعراق وهذا طبعا من اجل مصالحهم الشخصية والكثير من العوامل التي تكتنف مسالة العراق والتي لايمكن ان تحصر في هذه السطور 000

منذ بداية تسلم الحكومة العراقية المنتخبة برئاسة السيد نوري المالكي زمام الأمور في العراق بدأت احداث القتل والدمار تزداد يوما بعد اخر وهذه الحكومة دائما حريصة على التوصل الى حلول بعيدة عن الحل العسكري والاقتتال من اجل حل المشاكل التي تواجه العملية السياسية والديمقراطية في العراق حيث ابتدأت هذه الجهود منذ تشكيل الحكومة العراقية وفق الاستحقاق الوطني والتنازل عن الاستحقاق الانتخابي سعيا من الكتل البرلمانية الكبيرة في مجلس النواب على إشراك جميع مكونات الشعب العراقي في هذه الحكومة ولابد من مشاركة الجميع في صنع القرار من اجل النهوض بالواقع العراقي الى ماهو افضل ومن ثم الاعلان عن مشروع المصالحة الوطنية والذي ابتدأ بمؤتمر شيوخ العشائر العراقية ومؤتمر اخر لمنظمات المجتمع المدني  وبعدها تم عقد مؤتمر مكة في السعودية والذي اقر المؤتمرون في ختام هذا المؤتمر على تحريم الدم العراقي بكافة طوائفه ومذاهبه وانتمائاته وهذه تعتبر فتوى اجمعت عليها جميع المرجعيات سواء كانت الشيعية او السنية والتي اعلنت عن مباركتها عن ما تمخض عليه المؤتمر من توصيات تهدف الى تحريم الدم العراقي بكل طوائفه والتأخي بين جميع مكونات الشعب العراقي 000

كل هذا يجري والحكومة مازالت تبارك لكل مبادرة تهدف الى وقف نزيف الدم العراقي بدون اللجوء الى القوة العسكرية من اجل الحفاظ على وحدة العراق والقوة العسكرية ليست بصعبة على الحكومة العراقية ولكن المسالة تكمن في ان الحكومة هي حكومة وحدة وطنية ويوجد لديها عدة خيارات غير الحل العسكري الذي غالبا مايكون هو الحل الاخير الذي يتم اللجوء اليه اذا نفذت جميع الحلول والخيارات 00

وخير دليل على ذلك ما جرى في محافظة الانبار والاعلان عن تشكيل  مجلس صحوة الانبار بالتنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية هو المثال والحل الصحيح لمواجهة الوضع المتأزم الذي تعيشه هذه المحافظة منذ بداية السقوط والى حد هذه اللحظة وهذا الوضع المتازم بلاشك هو من جراء تدخل مخابراتي من دول الجوار وبعض الدول العربية وكم كانت النتائج ايجابية على ايدي مشايخ محافظة الانبار وايضا الذي يجري في محافظة ديالى من قتل وتدمير يعتبر شيء طبيعي لما تشهده المنطقة من زحف ارهابي لها من المحافظات الاخرى او من بغداد تحديدا وذلك بعد محاصرة الارهاب في اغلب مناطق بغداد والمحافظات الاخرى واللجوء الى محافظة ديالى 00

ان في مثل هكذا امور لابد وان تعتمد على الحكومة على الإمكانيات المتوافرة لديها في وقف نزيف الدم سواء كان في ديالى او أي محافظة من محافظات العراق وليس الاعتماد بالدرجة الاولى على شيوخ العشائر بل ان شيوخ العشائر سوف يكونون العون للقوات العراقية العراقية وليس القوات العراقية الامريكية لان من الواضح ان أي منطقة تشهد تدخل القوات الامريكية فأن هذه المنطقة سو تشهد صراعات واقتتال طائفي وهذا ما تهدف اليه امريكا وهو من ضمن سياستها المتبعة في العراق هو التحريض على القتل بين العراقين وهو ما اكده السيد المالكي قبل فترة بأن امريكا هي السبب في تأزم بعض المناطق في العراق 000

وعودا على بدء ان ما يجري في العراق من احداث وصراعات هي بفعل التدخل الخارجي ولجوء العصابات والزمر الارهابية والتكفيرية الى العراق لجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات ولكن لابد للحكومة ان تتخذ قرارات حازمة وصارمة بحق من ارتكب القتل والتهجير وتدمير البنى التحتية للعراق لان هؤلاء لاتنفع معهم المصالحة الوطنية ولم توقفهم الفتاوي الصريحة من المراجع الدينية التي تحرم الدم العراقي لانهم تعودوا وتلطخت ايديهم بدماء العراقيين الابرياء لذا لابد من ان يتخذ السيد رئيس الوزراء موقفا حازما ازاء هؤلاء القتلة وضربهم بيد من حديد حتى يتخلص العراق من هذه الزمر النتنة التي اتعبت العراق والعراقيين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com