|
الملف الأمني – الحاضر الغائب باسم السعيدي / بغداد تتطور الأحداث سريعاً في العراق، فالنزاع بين حكومة المالكي والسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء قائم على مدار الساعة، تحاول واشنطن فرض الإرادة الأمريكية التي يقف خلفها زلماي خليل زاد ومعه كتلة جبهة التوافق البرلمانية التي دخلت العملية السياسية (على ما يبدو) من أجل تقويض كل الجهود المبذولة منذ سنوات لإسترجاع الملف الأمني الى الأيدي العراقية، ونجحت على مايبدو في تلك المهمة الحساسة الى حد ما، فعملية الإستغناء عن الفريق عدنان ثابت، واللواء رشيد فليح ومهدي صبيح الغراوي مؤشر نجاح كبير لجهود جبهة التوافق سياسيا فيما عجزت عنه المجاميع الإرهابية المسلَّحة، والمؤشر الآخر الذي (تناسيناه عامدين) كان وقف يد وزير الداخلية السابق السيد باقر جبر صولاغ عن العمل الفاعل والإكتفاء به (وزيراً من دون صلاحيات) لشهور عدة مما حفز القوى الإرهابية على فعلتها الدنيئة بنسف مرقدي الإماميت العسكريين. المالكي على ما يبدو يحاول إستعادة زمام المبادرة العراقية على الملف الأمني مستفيداً من (فشل) إشتراك القوات الأمريكية في خطة حمايو أمن بغداد، مستحضراً ملفات الفشل الكاملة للقوات الأمريكية في القائم والرمادي والفلوجة وسامراء وديالى وغيرها. وكما يقول الحديث الشريف (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين) كان على المالكي أن لايدع المرَّة العاشرة للدغ من الجحر ذاته أن تمر بسلام على سكنة البيت الأبيض، ففي خطوة جريئة أشعل صراعاً إعلامياً في وقت أحوج مايكون فيه الرئيس بوش الى الهدوء الإعلامي، خصوصاً بعد أن إشتعلت وسائل الإعلام الأمريكية ناراً على تزايد العنف في العراق، ولعل البيت الأبيض حاول (إلقاء التبعات) على الحكومة العراقية في الفشل الأمني الحاصل من خلال تسريبات للصحافة الأمريكية بوجود مهلة (شهرين) للمالكي للنجاح، إلا أن المالكي أعاد الكرة الى الملعب (البيضاوي ) حين طالب بالدعم والتسليح الذي تطلبه الحكومة العراقية لا الذي يقترحه زلماي من أجل المحافظة على ستراتيجية حلفاءه التوافيين في الضرب ليلاً والإحتفاء نهاراً. المالكي لم ينسَ للحظة أن جُلَّ المجاميع المسلَّحة التي تعيث فساداً في الأرض العراقية اليوم من مسميات لم ينزل الله بها لاسلطاناً ولا فرماناً إلهياً تأسست وتوسعت إما برعاية أمريكية وأما بغض نظر أمريكي .. وفي كلتا الحالتين تكون المظلة الأمريكية هي المسؤولة عن (صناعة) الرعب الذي يجتر أرواح المدنيين العراقيين في أصقاع الوطن الساخنة. هي خطوة أولى من المالكي من أجل أن تعي واشنطن حجم الخراب الذي زرعته هي بأيدي ساستها وصناع القرار فيها .. وليس أحدٌ بأولى منها في الحصاد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |