|
![]() |
![]() |
الملف الأمني – الحاضر الغائب باسم السعيدي / بغداد
المالكي على ما يبدو يحاول إستعادة زمام المبادرة العراقية على الملف الأمني مستفيداً من (فشل) إشتراك القوات الأمريكية في خطة حمايو أمن بغداد، مستحضراً ملفات الفشل الكاملة للقوات الأمريكية في القائم والرمادي والفلوجة وسامراء وديالى وغيرها. وكما يقول الحديث الشريف (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين) كان على المالكي أن لايدع المرَّة العاشرة للدغ من الجحر ذاته أن تمر بسلام على سكنة البيت الأبيض، ففي خطوة جريئة أشعل صراعاً إعلامياً في وقت أحوج مايكون فيه الرئيس بوش الى الهدوء الإعلامي، خصوصاً بعد أن إشتعلت وسائل الإعلام الأمريكية ناراً على تزايد العنف في العراق، ولعل البيت الأبيض حاول (إلقاء التبعات) على الحكومة العراقية في الفشل الأمني الحاصل من خلال تسريبات للصحافة الأمريكية بوجود مهلة (شهرين) للمالكي للنجاح، إلا أن المالكي أعاد الكرة الى الملعب (البيضاوي ) حين طالب بالدعم والتسليح الذي تطلبه الحكومة العراقية لا الذي يقترحه زلماي من أجل المحافظة على ستراتيجية حلفاءه التوافيين في الضرب ليلاً والإحتفاء نهاراً. المالكي لم ينسَ للحظة أن جُلَّ المجاميع المسلَّحة التي تعيث فساداً في الأرض العراقية اليوم من مسميات لم ينزل الله بها لاسلطاناً ولا فرماناً إلهياً تأسست وتوسعت إما برعاية أمريكية وأما بغض نظر أمريكي .. وفي كلتا الحالتين تكون المظلة الأمريكية هي المسؤولة عن (صناعة) الرعب الذي يجتر أرواح المدنيين العراقيين في أصقاع الوطن الساخنة. هي خطوة أولى من المالكي من أجل أن تعي واشنطن حجم الخراب الذي زرعته هي بأيدي ساستها وصناع القرار فيها .. وليس أحدٌ بأولى منها في الحصاد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |