وكالة أصوات العراق : لماذا شهدائنا فقط قتلى في عرف وكالتكم؟

 

 

وداد فاخر* / النمسا

لا اعتقد شعبا حاقه الظلم والقتل والتشريد في العصر الحديث مثل الشعب العراقي المظلوم . وحتى بعد سقوط أعتى دكتاتورية فاشية عرفها العصر الحديث استمرت نفس العناصر الفاشية من ازلام النظام البعثي الدكتاتوري تواصل تصفياتها الدموية ضد شعبنا المظلوم ، بالتعاون والتعاضد مع مخابرات دول ومنظمات ارهابية ، ودمى هزيلة تسمت بمسميات عديدة بعضها ملوك وآخرين رؤساء ، وشيوخ كانوا إلى عهد قريب لا يعرفون ( الچك من البك ) . أي استكلب الجميع من عرب وعجم على شعبنا المظلوم الأعزل ، وغرسوا خناجر الغدر في صدره العاري بكل جبن وخسة ونذالة .

وقد ساهمت وسائل إعلام عديدة تسمي نفسها بأسماء عروبية بإثارة الفتنة الطائفية بين العراقيين ، وكانت الوسيط بين الإرهابيين وتنظيماتهم ، والوسيلة الدعائية لهم بدون مقابل سوى من روح الانتقام من شعب وحضارة وادي الرافدين الذي كان يسبقهم في العلم والحضارة والتطور .

فسمت وسائل إعلامهم المتشفية شهدائنا قتلى بينما تقول عن آخرين ينفذون أعمالا إرهابية ضد ناس أبرياء بـ ( شهداء ) ، دون أن نعرف سبب تلك التسميات الغريبة ، ولا زالت تلك الوسائل المشجعة للإرهاب والداعمة له تقف بالضد من شعبنا وتحرض على الحرب الطائفية وتدس بطريقة غير مسبوقة تماما . وبالنسبة لمن يعرفون تاريخ العروبيون فتلك مسالة معروفة سلفا ، فالبدوي الجلف كان يفتخر دائما بغزو جاره وسلب ماله ، وقتل وسبي عياله ، وهو ما يحصل الآن في العراق الجديد بعد سقوط كل الأقنعة عن وجه العروبيون الأجلاف الذين لا زالوا رغم تحضر البشرية ، ومجيء الرسالة المحمدية عربا أجلافا لا يراعون حرمة الجار ، ويكنون له الغدر في أية لحظة .

لكن أن نرى وكالة أنباء تسمي نفسها أيضا باسم عراقي بحت ، وتشاركها جهات عراقية معروفة كجريدة الصباح الجديد ، وبغداد ، وجريدة هاولاتي في السليمانية وجريدة المنارة في البصرة ، وراديو الناس من بغداد ، وتطلق على نفسها ( وكالة أصوات العراق ) ، وتظل هي ومراسليها الذين لا نعرف من أين ظهروا بمصطلحاتهم المحزنة للشعب المنكوب عندما تطلق دائما في أخبارها كلمة ( قتلى ) على ( شهداء ) شعبنا الذين يتساقطون صرعى الإرهاب يوميا ، وتضيف كلمة ( مقاتلين ) أو ( مسلحين ) على من يمارس الإرهاب ضد الأبرياء من أبناء شعبنا ، وللقارئ الكريم نماذج مما تبثه هذه الوكالة الغريبة الأطوار والتي لا تزال تنظر بعين العدو لشهدائنا وتسميهم مع سبق الإصرار بـ( قتلى ) :( مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطي في الموصل – 29 . 10 . 2006 - ، مقتل وإصابة 9 في انفجار سيارة مفخخة شرق بغداد – 29 . 10 . 2006 – مقتل صحفية عراقية وسط بغداد – 29 . 10 . 2006 - )

وهذه عينة أخرى من الأخبار ولنقرأ باستغراب ما تطلقه الوكالة على الإرهابيين وتسميهم بمسلحين :( شهود عيان: مسلحون يحتفلون بإعلان قيام الدولة الإسلامية بمدينة حديثة
من محسن حاتم
الانبار-( أصوات العراق)
ذكر شهود عيان أن مجموعات من المسلحين انتشرت في مدينة حديثة بمحافظة الانبار عصر اليوم الجمعة في احتفالات بإعلان انضمام الأنبار إلى الدولة الإسلامية. ) – 20 . 10 . 2006 -

ولننظر كيف يتساوى المواطن البرئ في التسمية مع الإرهابي المجرم عند إعلان الخبر التالي (مقتل مسلحين اثنين وجرح ثالث في مواجهة مع الشرطة في بعقوبة )- 01 . 08 . 2006 - ، وكذلك لنقرا عنوان هذا الخبر المنشور في 13 . 08 . 2006 (مسلحون يهاجمون الشرطة العراقية ويقطعون طريق البصرة – بغداد ) .

والسؤال الموجه لوكالة ( أصوات العراق ) هو إذا كانت وكالات أنباء وفضائيات عربية تتميز بحقدها المعروف على الشعب العراقي ، واستهانتها بالدم العراقي الزكي المراق ، فلماذا تتصرف وكالتكم كما تتصرف وسائل الإعلام العربية وبالصورة التي نراكم عليها ؟!

الجواب يجب أن يكون موجها لشعبنا المظلوم ، وعند عدم الإجابة بمعنى ( تغلسون ) سأكرر تساؤلي المر واطلب من كل الكتاب ( الغلابة ) الذين هم من مثلي ومن طبقتي ، أي بمعنى ممن لم يقبض الهدايا ، أو يلحس أحذية أولي الأمر ممن يمتلكون السلطان في عصرنا الرديء أن يرفعوا أصواتهم عاليا لينددوا بهذه التصرفات المهينة لهذا الشعب العظيم ، وكل آتٍ آتْ  .

 

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com