هل سمعتم عصابات أقوى من حكومة؟

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

لم يشهد التأريخ القديم ولا تأريخنا الحديث، بأن هناك عصابات مجرمة وميليشيات خارجة عن القانون تستطيع أن تعزل أحياءا بكاملها عن الأحياء الإخرى، وأن تستعرض قواتها الإرهابية المسلحة في شوارع وساحات المحافظات والمدن، وهذا كما حدث في مدينة الرمادي أخيرا، وأن تخطف الموظفين من دوائرهم وأماكن عملهم في وضح النهار وأمام الجميع، وأن تسيطر على مدن بكاملها لعدة أيام، كل هذا وغيره يحدث اليوم في العراق.

ولكن أن الحكومة العراقية الحالية وبكل مؤسساتها العسكرية والأمنية غيرقادرة حتى على حماية منطقة واحدة من مناطق العاصمة العراقية بغداد، بدليل أن العشرات بل المئات من المواطنين العراقيين يقتلون أو يخطفون يوميا أمام أنظار الجميع، وكأن هذه العصابات الإرهابية والميليشيات المسلحة هي التي تحكم العراق، وليس حكومة عراقية منتخبة من قبل الملايين من العراقيات والعراقيين.

إنها حقا من كبرى المصائب وأغرب الأحداث وأبشع الجرائم كل مايحصل في العراق، ومن المسؤول عن كل ماحدث ويحدث من كوارث ومذابح يومية؟، هل أن هذه العصابات وحدها أم مؤسسات الدولة الغير قادرة حتى على تأمين الأمن والإستقرار لشارع واحد من شوارع بغداد؟.

صحيح أن العراق مر ويمر في ظروف إستثنائية بعد إنهيار دكتاتورية الموت، وتداخلت فيه العوامل الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة بعد إحتلاله، ولكن هذا لا يعفي الحكومة العراقية من إلتزاماتها الطبيعية كأية حكومة في عالمنا هذا أمام شعبها والحفاظ على أمنه والدفاع عنه من المخاطر الداخلية والخارجية.

أن المسؤولية الإولى تقع على عاتق الحكومة ومؤسساتها، لأنها هي المقصرة والقاصرة في تحقيق الأمان والهدوء والعيش الكريم لشعبها، ولا حتى تستطيع مواجهة ميليشيات مجلس النواب، لأن أغلب هذه الميليشيات المسلحة هي تابعة لأحزاب ومنظمات وكتل سياسية وحزبية متمثلة في مجلس النواب العراقي، وهذا معروف للجميع وليس سرا.

فهل تستحق هذه الحكومة المنتخبة البقاء والإستمرار في عملها أم عليها الإستقلالة والرحيل لأنها لم تف بوعودها ولم تنفذ برنامجها الذي أوصلها الى الحكم، من خلال الأصوات الإنتخابية التي نتج عنها حكومة محاصصة مذهبية وقومية لا حكومة وحدة وطنية كما يقال عنها في وسائل الإعلام؟.

فينبغي علينا جميعا، أن نطالب هذه الحكومة بسقف زمني محدد للقيام والنهوض بواجباتها، وإلا عليها الإستقالة أمام شعبها قبل أن يدخل العراق بمرحلة عصيبة وأكثر دموية من الوضع الحالي والتي لا يمكن حلها بسهولة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com