المالكي .. أشجع رجل بالعالم

غفار العراقي

Gaffar_1370@yahoo.com

ليس غرضي الثناء والإطراء الفارغ لغاية معينة كوعاظ السلاطين، ولا غرضي نشر مقال بعنوان كبير لكي يقرأه اكبر عدد ممكن كما يفعل الكثير هذه الأيام من أنصاف المثقفين كما انني لست من أصحاب الأقلام الطارئة ذات الاجندات الخاصة والغايات المريضة ، لكنها الحقيقة الناصعة التي لا غبار عليها والمدعومة بالأدلة والبراهين الدامغة ، ومن يتكلم غير ذلك فليواجهني ببرهانه المبين إن كان صادقا فيما يقول.

فالعراق اليوم وبشهادة كل المتابعين والمحللين والسياسيين والمفكرين العراقيين والعرب والأجانب يعتبر المنطقة الأخطر والمكان الأكثر إرهابا وإرهابيين في العالم ، وكذلك ما سمعناه من شهادة قادة الجيوش الموجودة داخل العراق بأن المهمة أكثر من صعبة بل ان بعضهم صرح بأنها مستحيلة في العراق لتشابك الوضع العراقي وتكالب الأعداء والأشرار من كل بقاع العالم للنيل من سيادته وإسقاط حكومته وقتل اكبر عدد ممكن من شعبه الذي لن نبالغ أيضا إن وصفناه بالشعب الأكثر صبرا وتحملا للمحن والمصاعب في العالم .

فلو استعرضنا الجهات المعادية للحكومة العراقية التي يرأسها (ولا يأمرها بسبب المحاصصة) نوري المالكي لوجدنا ان كل جهة منها تستطيع في غضون أسابيع معدودة إسقاط أي حكومة متكاملة ومستقرة ولا تعاني من تركة عصابة بربرية أحرقت الأخضر واليابس وعاثت فسادا وظلما وجورا وخلّفت أكبر عدد في العالم من الأرامل واليتامى والعاطلين عن العمل والمشردين والمتسولين وكذلك اكبر المجرمين من سراق وقتلة ومرتشين فتحت لهم أبواب سجونها قبل السقوط لتستخدمهم في أعمالها الإجرامية ومخططاتها الخبيثة -كما يحدث اليوم- ورغم ذلك لا تستطيع الجهات الأمنية مباشرة عملها بصورة جدية كون الدولة مدارة من قبل القيادة الأمريكية المسيطرة على القرار السياسي والعسكري برمته وهذا باعتراف اغلب قادة العراق وآخرهم رئيس الحكومة الذي اقرّ بأنه لا يستطيع تحريك سرية من مكانها إلا بعد موافقة الاحتلال !! .

إذا فان الخلل الأمني وعدم القضاء على الإرهاب والإرهابيين له جوانب عدة وأسباب كثيرة وليس ضعفا في تكتيك وإدارة رئيس الحكومة الذي نعرف ونعلم رجاحة عقله وذكائه الميداني وخططه الكبيرة وتشخيصه للخلل ومكامن الإرهاب في أكثر من تصريح معلن وغير معلن ومنذ ان كان رئيس لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية السابقة ، إلا ان كل تلك الخطط والتشخيصات لم تر النور إلا نادرا بسبب التغاضي أو التعاون الواضح والملموس من قبل المحتلين مع العناصر المسلحة وهناك آلاف البراهين على ذلك وهي اشهر من أن تذكر فهذه العناصر قد استخدمت عدة طرق لضرب الحكومة والشعب فلم تكتف بالعمل المسلح وإنما أمرت بعض أتباعها بالدخول إلى البرلمان والحكومة لتكوّن لها عيونا ومراصد في قلب الدولة كما ذكر ذلك علاء مكي النائب في (البرلمان العراقي) عن جبهة التوافق حين كان يتكلم بحذر وخوف شديدين مع الإرهابي إبراهيم الشمري الناطق باسم ما يسمى بالجيش الإسلامي في البرنامج الذي عرضته قناة الإرهاب القطرية الفضائية وكذلك اعترافات (نائب رئيس الجمهورية) أمام كبار البعثيين عندما التقاهم في منتجع الإرهابيين (الأردن) ليشرح لهم أسباب دخوله العملية السياسية والحكومة وعدم تركها للغرباء –على حد قوله- ويقصد بهم الشيعة طبعا وكذلك لكي يكونوا عونا وظهيرا وحصانة للمجاهدين –على حد قوله أيضا- إذا ما نفذت قوات الجيش او الشرطة العمليات العسكرية للقبض عليهم وشاهدنا وسمعنا وقرأنا عن ذلك الكثير وما حوادث حزب المطلك ضد الزوار الشيعة ومفخخات الدليمي وجيش عمر الذي أسسه طارق (الهاشمي) وسرقات مشعان الجبوري وإطلاق سراح ما يسمى (بصكّار الشيعة) ومحاولات إطلاق سراح الوحش السادي المدعو (شقير) والضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها المالكي لإطلاق سراح جميع الارهابيين بعفو شامل وغيرها إلا أدلة واضحة على الاتصال الكبير والدعم الكثير للإرهابيين من قبل بعض المحسوبين على الحكومة ! .

أما الفيروس الأخطر والجرثومة القاتلة التي تنخر في جسم العراق والعراقيين والمتمثلة بحزب البعث الفاشي العفن فهي لا زالت تعمل وبصورة علنية وبمسميات مختلفة كحزب العدالة والتقدم او الحركة الاشتراكية العربية أو الحزب الإسلامي أو حركة الوفاق الوطني وغيرها بالإضافة إلى العناصر الإجرامية من رجال الأمن والمخابرات وفدائيي الطاغية صدام ومن ورائهم من رموز النظام وعائلته الشريرة ومن يرعاها من دول الجوار من إعلام مكثف ضد الحكومة والشعب . ويعتبر هؤلاء هم ابرز الجهات الضالعة في التخطيط والتدبير لأغلب عمليات التصفيات الجسدية وعمليات التهجير الطائفي وقتل الصحفيين وقتل رجال الدين واختطاف الكفاءات وقطع الرؤوس وإشعال الفتنة بين أبناء الشعب العراقي كافة لأنهم عرفوا وأيقنوا ان جميع أبناء الشعب هم أعدائهم بعد التظاهرات المطالبة بإعدام سيدهم (صدام الحفرة) وكذلك تأييد غالبية الشعب لحكومة المالكي ومن قبله الجعفري والتي كان اغلب قادتها إما مطاردون أو معتقلون في سجون البعث الكافر !

ولو كان الأمر قد توقف عند هؤلاء الأعداء لقال قائل انهم مكشوفون ويمكن التعامل معهم بطرق معينة وحسب ما تقتضيه الظروف والمصلحة ، ولكن الطامة الكبرى والمشكلة العظمى هي خناجر الظهر وطعن ذوي القربى والاصطياد في الماء العكر والماء الصافي أيضا ووضع العصي في عجلة سير الحكومة لتحقيق مصالح شخصية وحزبية آنية بدون التفكير بالمصلحة الوطنية التي اجزم ان المالكي لم ولن يتنازل عنها حتى لو كلفه ذلك أن يتجرع السم الذي تجرعه الجعفري من قبل وعلى أيدي المنافقين الجهلاء الذين ما برحوا يمسكون العصى من المنتصف فهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء سكارى حيارى لا مسلمين ولا نصارى وكما قال الشاعر الصدامي المقبور حين يصف المنافقين (وين ما دار الوكت دارت القبلة) !

فإلى كل من لا يشاطرني الرأي ، وكل من ينتقد بلا برهان ولا دليل ولا حجة ، والى من يرى ان كل من يتسنم منصب رئيس الوزراء هو عميل ، والى كل من يكتب لأجل الكتابة فقط ، والى كل من ينظر بعين واحدة كأعور دجال أقول :

هذه براهيني على ان نوري المالكي هو أشجع رجل في العالم فهو الذي يتحدى المحتلين الذين يمثلون أقوى دول العالم ويقاومهم سلميا من خلال المناوراة والدبلوماسية التي تنم عن حنكة سياسية قلّ نظيرها وهو الذي يحارب ويعتقل الإرهابيين بالقانون وهو الذي يطارد المفسدين أينما كانوا وايا كانوا وهو الذي يضع الخطوط الحمراء أمام البعث والبعثيين وهو الذي يقود العمل بالاتجاه الصحيح في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وهو الذي يعطي لكل ذي حق حقه بيده وفي العلن وبدون مجاميع إرهابية او مليشيات طائفية او جيوش وهمية وهو الذي فتحت عليه عشرات القنوات الفضائية نيران حقدها الاصفر ووجهت مئات الصحف المحلية والعربية والعالمية أقلامها المأجورة ضده وضد حكومته وهو الذي لم يجد تعاونا من نوابه المشغولين بمصالحهم ومصالح قوائمهم واحزابهم .

فهل يعطيني احد برهانا على انه عميل للمحتل كأغلب السياسيين ؟؟ أو انه سارق لأموال الشعب كأغلب قادة وأعضاء الأحزاب والحركات !!؟؟ وهل هناك رئيس وزراء في العالم يتعرض لنصف او ربع من هذه الضغوط في العالم ؟؟ لقد ذكرت في مقال سابق في بداية عمل الحكومة ان المالكي مجازف كبير وهو يستلم منصب رئيس وزراء العراق لكن الآن أقول الحمد لله الذي جعل المالكي رئيسا للوزراء لأنه الرجل يمكن أن يحقق المستحيل لشعب العراق لأنه حقا رجل المرحلة وأشجع رجل في العالم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com