المقاومة العراقية .. والانتخابات الأمريكية

ياسر سعد / كندا

yassersaed1@yahoo.ca

قال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إن المتمردين في العراق يحاولون التأثير على نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية. وحمل تشيني القاعدة "وآخرين يريدون كسر إرادة الشعب الأمريكي" مسؤولية الارتفاع الأخير في نسبة أحداث العنف. ويعتقد تشيني – حسب تصريحاته- إن المتمردين يراقبون نتائج استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة عبر الانترنت. كما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية اريك راف ما قاله تشيني وأضاف إن المتمردين يحاولون التأثير باتجاه زيادة المعارضة للحرب في الولايات المتحدة والتأثير سلبا على شعبية الرئيس بوش.

تصريح تشيني واريك راف يحملان الكثير من الدلالات والمعاني, فالرجلان يتحدثان وبوضوح عن قدرة المقاومة العراقية في تصعيد عملياتها لتتزامن مع الانتخابات الأمريكية مما يعني بوضوح ان زمام المبادرة على الساحة العراقية أصبح بيد المقاومة والتي بلغت قوتها حدا غدا تأثيرها فيه عابرا للقارات ولتقترب هزيمة بوش وإدارته من عقر دارهم. هذه التعليقات جاءت في وقت بلغت فيها الخسائر الشهرية للقوات الأمريكية ذروتها، حيث فقد الجيش الأمريكي 103 عسكريا خلال شهر أكتوبر حسب المصادر الأمريكية الرسمية والتي يشكك الكثيرون في مصداقيتها وصدقيتها. وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قد قال في وقت سابق أن الولايات المتحدة خسرت حرب الإعلام. اعتراف رامسفيلد بخسارة حرب الإعلام رغم الإمكانيات الأمريكية الهائلة في هذا المضمار وإنشاءها العديد من الوحدات المتخصصة بالتأثير الإعلامي وبذل الأموال الطائلة في إنشاء محطات إذاعية وقنوات فضائية وتجيش الكثير من الإعلاميين والذي اصطلح على تسميتهم بإعلاميي البنتاغون وكتاب المارينز هو تمهيد للاعتراف الصريح بالهزيمة في الميدان العسكري مع التوقعات بقرب الفرار الأمريكي الكبير من الجحيم العراقي. كما إن التصريحات الأمريكية تظهر بوضوح التخبط الكبير والذي تعاني منه الإدارة الأمريكية نتيجة ضربات المقاومة المتواصلة وعملياتها النوعية المستمرة.

الانهيار الأمريكي الكبير بدت بعض ملامحه بالظهور من خلال الخلاف العلني بين أمريكا والسياسيين العراقيين والذين جاؤوا على الدبابات الأمريكية وتحت رعايتها وعنايتها. كما إن الخسائر الأمريكية الكبيرة تأتي بعد أن أفرغت إدارة بوش كل ما لديها من أحابيل والألاعيب سياسية, فالانتخابات الموعودة جرت والتصويت على دستورهم الأسود حصل وقوات الأمن والجيش العراقي بلغت إعدادها أرقاما كبيرة ولم يتبقى من حل أو سبيل للمناورة أمام الأمريكيين سوى في الهروب الكبير لتكمل الهزيمة العسكرية هزائم أمريكا الأخلاقية والقيمية والإعلامية ولتتلطخ سمعة أمريكا العسكرية كما تلطخت صورتها في مجال حقوق الإنسان والتي كان من ابرز عناوينها التعذيب وقتل الأبرياء واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا وكانت من اكبر محطاتها ابوغريب  وباغرام  وغنتناموا. المطلوب من المقاومة العراقية أن تصاعد من مطالبها ولا تكتفي بمطلب التحرير والانسحاب الأمريكي بل عليها أن تطالب من الدول والتي ساهمت في احتلال العراق أن تدفع تعويضات للعراق والعراقيين على تدمير بلادهم واقتصادها والكم الهائل من المعاناة والتي سببها الاحتلال لهم والذي تم تحت حجج كاذبة وذرائع مختلقة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com