|
الرقم 108 (حمد الشريدة) الدكتور طالب الرماحي لقد ابتلي العراق خلال الحقب الثلاث الماضية بضرب من البشر كانوا أدوات للطغاة من خلال عبادتهم لمصالحهم الذاتية ومآربهم الدنيوية مما جعل صدام وأمثال صدام يحقق آماله بهم من خلال التلويح لهم إما بالدولار وإما بالمناصب فلا معبود لهم غير ذلك ، ويذكرنا هذا النوع من البشر بحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حين قال مخاطبا المسلمين قبل وفاته : إني لا أخاف على أمتي من مؤمن ولا مشرك ، فأما المؤمن فيمنعه إيمانه وأما المشرك فيقمعه الله بشركه ولكني أخاف عليكم كل منافق الجنان عالم اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون .. إن هذا القول ينطبق تماما على ( حمد الشريدة ) الشيوعي سابقا ثم القومي بعد ذلك ثم رست سفينته في الآونة الأخيرة على شواطيء البعث المرجانية والتي راح يصورها لهم دعاة عودة ( جمهورية البعث الثالثة ) انها سوف تكون مأوى لعناصره السائبة في أوربا والفرصة لمن يريد أن يكون ( شيئاً ) في حياته بعد أن أمضاها رقما تافهاً ومهملاً . حمد الشريدة ومن أجل أن يسجل موقفاً يحسب له من قبل ( القيادة القومية والقطرية ) القادمة لحزب البعث اسرع ودرج اسمه في قائمة البعث الجديدة والتي يحاول المنسبون إليها الى فك الحصار عن ( سيدهم الذليل ) صدام وبعث الحياة من جديد في هذا الحزب الذي عصفت به القوات الأمريكية وأصبح ومنذ التاسع من نيسان 2003 المبارك في موت سريري ينتظر لحظة الهلاك المحتم كي يرمي الشعب العراقي البطل بجثته في حاوية قمامة التاريخ .. لكن حمد الشريدة لايروق له ذلك ويحاول مع ( قطيع ) البعثيين في أوربا أن يبعثوا الحياة من جديد في جسم حزب البعث فبينما يسطر اسمه مع رموز البعث المعروفة في القائمة الأخيرة ليؤكد ولائه لعزة الدوري وسطام الكعود وصلاح المختار وتايه عبد الكريم وبقية قتلة الشعب العراقي ، يتوسل الى ( خليل الدليمي ) رئيس هيئة الدفاع الفاشلة عن صدام ليضمه الى هيئة الدفاع ليفند اقوال بعض الشهود وليخفف عن كاهل سيده المتهم بعض أعباء الأدلة الدامغة والتي سوف تدفعه الى حبل المشنقة . لم يكتف المهندس 108 في تسلسل قائمة البعث بإرسال رسائل التملق لإسياده البعثيين الهاربين أنما راح الى أبعد من ذلك تقربا وتزلفا إليهم وذلك من خلال التعدي على الشرفاء من أبناء الشعب العراقي وخاصة الإسلاميين منهم ، والرقم 108 عندما يفعل ذلك ليس إيمانا منه بالعلمانية التي استهوته منذ نعومة أضفاره لأنها تفسح له المجال أن يشبع غرائزه بعيداً عن الحدود الإسلامية وإنما يفعل ذلك لشعوره المزمن بعقدة النقص أزاء الإسلاميين ولإحساسة بالضآلة أمام الفكر الإسلامي ورموزه التي تمثل الجانب المشرق في عراق اليوم وخاصة بعد أن أدرك هو ورفاقه سقوط الأفكار الوضعية التي امضى حياته يتعبد بها ابتداءاً بالشيوعية والماركسية مرورا بالقومية الناصرية وانتهاءاً بأفكار حزب البعث والتي اكتشف الشريدة مؤخرا أنها الأصلح لقيادة الإنسان العراقي من الشيعة الذين أمسكوا زمام الأمور في العراق بيد من حديد ، وهكذا فإن ارتداده الى حزب البعث يأتي من إيمانه بأن الفكر البعثي لما يتصف به من دموية وقابلية على البطش هو الوحيد الذي من الممكن أن يقف بوجه الشيعة ، وهذا سر تمسك حمد الشريدة في تاييد ( المقاومة الشريفة ) في المنطقة الغربية والقتال من أجلها وهذا هو الذي جعله هو ورفاقه البعثيون الجدد في أوربا يبايعون ( ابوعمر البغدادي ) على السمع والطاعة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |