وصفة امريكية خاطئة للعراق

علي السيد جعفر / كاتب عراقي

Ali_sadiq2@yahoo.com

الثورة ... الصدر شريان بغداد وقلبها النابض، مأوى الملايين من شغيلتها واحدى معاقل التيار الصدري احدى اهم الكتل البرلمانية، وبالتالي ذراعه العسكري (جيش المهدي).

لفترة قريبة وزعيمه مقتدى الصدر حليف مهادن لطروحات قوى شر عديدة منكوبة بزوال تسيدها وتفردها بقرار العراق السياسي، فعمدت لمقاومة احلام الطيبين في التحرر من بطشهم والرقي في جو ديمقراطي مغاير لكل ما يحملوه من فكر بائس مشحون بالطائفية والبغضاء، فأختلط الامر على قادة التيار وتاه طريق الفعل السليم الواجب عليهم القيام به، فحملوا السلاح ضد من رأوا فيه محتلاً اجنبياً.

 

عودة الوعي

عودة وعي الصدريين في خيارهم العمل السياسي كقوة برلمانية لا يوازي تأثيرها شعبياً قوة اخرى، وطوال طريقهم الصعب الشائك وحقائق (حليفهم المقاوم) الاخر تتوضح ووجهه الكالح يتكشف بعد ان ادمت سكاكين غدره وسياط جلاديه ظهور العراقيين، قتل طائفي وتهجير قسري ونظرة اقصاء متوارثة.

حادث سامراء اسفين علاقة الصدريين بقوى الشر تلك وبداية مرحلة ردود افعال ذراعه العسكري بحقها كل ما بان منها فعل قبيح يطيح بجموع العراقيين في شارع عام او سوق شعبي.

رد فعل لا يمكن لنا ان ندينه ما دام للقتل عند القوم منظرين وفتاوى ذبح سياسية  ودينية.

نحن بالطبع من المؤمنين بحرمة كل سلاح خارج سلطة الدولة لكن مع اجندة امريكية غامضة تكاد تكون بوصلتها السياسية ضالة، تغازل كل من يريد لمشروعها الشرق اوسطي الفشل، ومناطق تواجد قواتها ملاذات آمنة تحيل نهارات بغداد انهر دم واشلاء ممزقة لابد ان يكون لقوى الشعب رد فعل يوازي ما تعجز عن القيام به الدولة المكبلة امريكياً.

حصار مدينة الصدر عقاب جماعي وتخبط امريكي متواصل وغير مبرر واستعداء لملايين العراقيين المؤمنين بالتغير الحاصل في التاسع من ابريل عام 2003 والحالمين بدولة الاستحقاق الانتخابي والتعدد الفكري بعد ان ادمن الغير البيان الاول لانقلاب العسكر.

الرئيس بوش مدعو كما سفيره في بغداد البشتوني الطائفي (ابو عمر) لاعادة صياغة خارطة العمل السياسي والامني للولايات المتحدة في العراق وما يتناسب وقيم امريكية حقيقية نبيلة جعلت منها في يوماً ما منقذاً.