تساؤلات مشروعة

سناء صالح / هولندا

sanaelgerawy@hotmail.com

في العراق نهر ثالث يجري، أرض العراق هي المنبع والمصب الدماء تسيل يوميّا لتكوّن ماءه،وكأنّ سنوات الحروب المجنونة والمقابر الجماعيّة لم تكن كافية لتملأ مجراه، أهذا هو قدرنا المحتوم نودّع يوميّا العشرات من أحبابنا ممزّقي الأجداث أومعصوبي الأعين بسبب أحلام مريضة وأوهام تداعب مخيّلات مجانين سلطة، ماذا يحدث ولماذا؟ أهي حرب أهليّة طائفيّة،أم هي صراع بين أحزاب وقوى ألبسته رداء الطائفيّة؟ أم هي غير هذا وذاك؟ ماذا يدور في الكواليس وماذا يدبّر؟ لماذا توقّع يوميّا وثائق الشرف؟ وثيقة يوقّعها المؤمنون في مكّة ! وأخرى بين العشائر ! وقبلها الحكومة والأحزاب حيث تجري التوقيعات والأتفاقات أثناء الولائم العامرة بما لذّ وطاب من المأكولات الشهيّة والقسم بالملح والزاد،ثمّ يخرجون وقدحنثوا بما اتفقوا عليه.

.لماذا يستخفّ بعض المسؤولين بعقول العراقيين؟ في مقابلة تلفزيونيّة مع قناة العربيّة خرج السيّد ...... وهو مسؤول أمنيّ رفيع المستوى يبشّرنا بأننا قاب قوسين أو أدنى من استتباب الأمن وأنّ الوضع تحت السيطرة وأننا نمتلك كمّا كبيرا ومدرّبا من القوّات بأنواعها المعروفة الجيش والشرطة والأمن، لاأدري لماذا تبادر الى ذهني مباشرة السيء الصيت والذكر الصحّاف (أبو العلوج) الذي كان ينذر الأمريكان ويتوعّدهم وبأنّهم يضربون بالأحذية عند مطار بغداد في الوقت الذي كانت قوّاتهم في طريقها الى ساحة الفردوس لأسقاط الصنم بعد أن مرّغوا وجهه بالعلم الأمريكي،لقد غدا الصحّاف مادّة وأضحوكة للعالم وأصبحت عبارته الشهيرة ( الوضع تحت السيطرة) مترجمة الى الكثير من اللغات مطبوعة على القمصان، هل أنّ العراقيين غفل الى درجة التصديق بما طرحه المسؤول الرفيع المستوىوهم من اكتووا بنار ماحدث ويحدث واذا كان الأمر كذلك لماذا اذن يتحصّن السيد المسؤول ويتمترس بعدد هائل من الحماية مماتكلف سلامته المبالغ الطائلة بينما المواطن الأعزل يخرج ويعود بالعناية الألهيّة .

 لماذا ينفي المسؤولون التدخّل اللامحدود للأمريكان ويبرّرون؟ ألم يعط السيّد بوش مهلة زمنيّة للسيّد المالكي فيما يتعلّق بالمليشيات؟ ألم يرد الأمريكان على خبر أمر المالكي برفع الحصار عن مدينة الصدر بأنّه تمّ بعد أخذ موافقتهم لماذا يحضر زلماي خليل زادة في الأجتماعات الهامّة أذا كنّا كاملي السيادة؟كما يحلم ويصرّح السيّد المسؤول الأمني أثناء المقابلة، أنا في تساؤلي هذا أود أن أشير الى مغالطات يقع فيها بعض المسؤولين لتغطية حرجهم أثناء ردّهم على وسائل الأعلام،وكأنّما يبدون خجولين من أمر سبق وأن ارتضوه حينما دخلوا بغداد تحت العلم الأمريكي وهو أمر مخجل بلا شك مهما كانت الذرائع .

 لماذا لا تصارح الحكومة شعبها الذي له الفضل في أيصال من وصل الى السلطة؟ حجم التدخل الأجنبي من دول الجوار تفسير مايجري في العلن والخفاء، حقيقة الصراع الدائر، مايجري خلف الأبواب المغلقة من صفقات،الدعايات من قبيل أعادة البعث والأتفاقات السريّة بينهم وبين الأمريكان؟ ولماذا رفعت الخطوط الحمراء عن مشاركة بعض القوى التي سبق وأن صنّفت كقوى لايمكن أشراكها (كما ورد في اللقاء بالسيّد المسؤول) هل هي مرونة؟ هل هو نابع عن قناعة بأهمّية مشاركة هذه القوى هل استجدّ أمر غيّر مواقف تلك القوى بحيث رفعت عنها الخطوط الحمراء؟ أم هي استجابة لضغوط أمريكيّة . هذه التساؤلات وغيرها من أفكار ترد على ذهن المواطن الذي هو مشروع قتيل أثناء توجهه الى عمله ليجلب لقمة العيش،ترى بعد كل هذا هل من ضوء في نهاية النفق ! آمل ذلك .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com