|
محامي صدام .. يعترف أخيراً باسم السعيدي / بغداد لطالما اطنب السيد خليل الدليمي محامي صدام حسين بأنه (الرئيس الشرعي المنتخب) والذي يمثل رمزاً للوحدة الوطنية العراقية وأنه (صدام) لم يفعل شيئاً سوى أنه مارس مهامه الدستورية في الدفاع عن سيادة البلد بينما كان في حالة حرب. لقد طالب الدليمي في غير مرة بإطلاق سراح صدام وإعادته الى سدة الحكم وإلقاء (العملاء والخونة) في قفص الإتهام بدلاً منه، ولذلك كان الدليمي يحاول إثارة المشاكل للمحكمة الجنائية المكلفة بمحاكمة صدام في قضية الدجيل ومن بعدها قضية الأنفال، ومرة تلو المرة يلجأ الى إثارة قضايا سياسية وإجرائية في محاولات ظاهرة لكسب الوقت ليس إلا وكانت تبوء بالفشل في جميع الأحيان، وفي محاولته الأخيرة بعد إقتراب موعد صدور الحكم القضائي الذي يُتَوقَّع أن يكون (الإعدام) أرسل رسالة الى الرئيس الأميريكي بوش (في محاولة يائسة أخيرة للطعن بشرعية المحكمة وإظفاء صفة التبعية للأميركان) يطالب فيها بإطلاق سراح صدام لكي يتم إنقاذ الشعب العراقي من الكابوس الذي يحياه. ويظن الدليمي أنه يسجل نصراً في محاولة كهذه إلا أن الواقع الذي تضمنه التهديد بنشوب حرب أهلية في حال إعدام صدام (ونعترف بورود إحتمال كهذا) يتضمن إعترافاً غير مقصود بالرفض الشعبي العارم لصدام وزمرته المجرمة. وتكمن المفارقة في أن الدليمي كان يقصد إصرار حملة السلاح اليوم بوجه أبناء الشعب العراقي على إعادة صدام الى السلطة، بينما تتضح نصف الحقيقة هذه .. تتجلى الواجهة الأخرى للحقيقة ، فالحرب الأهلية التي يقصدها الدليمي تعني بالضرورة أن هنالك من سيحمل السلاح ويقاتل بضراوة هذا الـ (صدام) وأتباعه الذين أظهروا وجوههم الحقيقية القذرة في أعمال القتل الجماعي من خلال السيارات المفخخة والقتل على الهوية والتهجير القسري. والحرب الأهلية .. فيها وجهان .. الأول من يصر على صدّام .. والثاني من يصرّ على إعدام صدام .. وبإقرار الدليمي بهذه الحقيقة تنجلي الكذبة المروعة في إنتخابات الـ (100%).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |