|
HAPPY HALLOWEEN .. Halloween is Coming up 2006 محسن ظــافــرغريب / لاهاي كان أطفال الزمن الجميل على ضفاف رافدين الحضارة نزولآ الى أطرافها على الخليج، يحتفلون في بيوتات أذن الله أن يُعيّدوا في عرصاتها قبل أن ينعق في جنباتها بوم وافد مع طاعون" البعث " إستوطنها كالعثّ الآكل أركانها أعمدتها، حضر متأبطآ مع الموت الشيطان لتغيب الرحمة مع غياب الملائكة. عيد كلّ القدّيسين في العالم المسيحي، ليلة إستقبال هذا العيد، هي ذاتها ليلة إستقبال شهر تشرين الثاني الخريفي الحزين نوفمير وهي ليلة نشور كلّ أشر وخيّر من القبر، للبحث عن منزله الذي فارقه عنوة، ولسان حاله ؛ " نـُفيتُ واستوطن الأوغاد في سكني" !. كانت رائحة الشُواء أعبق من عطر خشب الصندل وغاباته البكر، ما زال رُغم " الزمكان "، الروح المسافر المسكون بها يتجشأ مع الدفء ، زاده الخيال الجذل وحقه في الحياة خبزا وعافية وأمنا، فأين حقه من الظليمة؟!. ذكرى" الكركيعان" وأكل يوم الموتى المعروف مثل شواء لحم الخروف، في الأردن وفي أميركا الجنوبية، ليصل بعد 6 قرون مع الإسبان، الذين ألفوا الهنود الحمر أيضا يحتفلون به ويألفونه مثل إلف يُرتقب ويهلّ عليهم ويحلّ على أبواب الزمكان مثل طارق عزيز!، وإن كان يسميّه الإسبان" ديا دي مورتو"( يوم الموتى) يُقدمون فيه القـُربان الى إله الموت" مستيكاو هاتيل " ( عزرائيل) ملك الموت المقيم كالنعيم في أرض الجحيم والسواد، مُذ كان القـُربان في الغرب يُقدّم الى (إله الموت)، قـُربى وتقيّة ( دفع بلاء)، قبل بدء تاريخ المسيحية وقبل وضع القسّ الألماني البروتستانتي" مارتن لوثر" على باب كنيسة كاستيل في ساكسوني شمالي المانيا في31 تشرين الأول أكتوبر1517م 95 فقرة ضدّ تفسير" حاضرة الفاتكان"( تقابلها" بادية الدرعية" الوهابية في شبه جزيرة العرب) الكاثوليكية بروما للمسيحية، إيذانا ببدء عصر النهضة الأوربية- التنويرية والإصلاح الديني ( يُقابله رياح التغيير في الشرق الأوسع)، وقبل تأويل عيد الشمس الإسكتلندي الأصل" ساوهين"، الذي سبق إنتشار النصرانية في أوربا العجوز على حساب الوثنية وأصنامها وآلهتها عندما كانت عبادة الشمس، التعبير الأمثل عن حاجة الغرب الروحية، وعندما كان هالوتايد في هولندا يُسمّى All Hallow طوطم الحفاوة بعيد عشاء الأرواح لدى الإيرلنديين، وهو ذاته، يُختزل بعيد كلّ القديسين .ويمكن أن نتدرّج مع هذا العيد تاريخيا، عبر ثلاث محطات، فهو بالأصل أسطورة فلاحية وافدة من الشمال Allerheiligen من إرلندا بالنسبة الى دولة الإنتداب البريطاني للعراق بالأمس وشريكة الإحتلال الأميركي اليوم، وهي"فيدرالية" بالنسبة لهذه البريطانيا في المملكة المتحدة، والأسطورة تشابه أسطورة" كاوا الحدّاد الذي يقتل المستبد الضحّاك" فيعلن ذلك لشعبنا الكردي بإشعاله قمم إقليم كردستان العراق بالنار. إيقاد النار بعد موسم الحصاد في إيرلندا لطرد كافة الأرواح الشريرة التي لايختصرها الضحّاك أو صدّام. كان الأصل، وبسبب" مجاعة البطاطس" الشهيرة وصل الإيرلنديون في سنة 1840م الى الولايات المتحدة الأميركية لنشر تقاليدهم وفلكلورهم الشعبي فيلونون الديانة المسيحية التي إعتنقوها لاحقا كما فعل الفرس وعموم الآريون مع عيدهم القومي نوروز لدى إعتناقهم الإسلام. وبذلك يمرّ هذا العيد بمحطته الثانية ليخلص الى محطته الثالثة المعاصرة وتعتمد الإستهلاك الرأسمالي، فتزدهر المحال ببضاعة العيد، من حلوى وشيكولاتا ومكياج وأقنعة وحقائب وأزياء وثمرة اليقطين ذات اللون البرتقالي، تـُثقب على شكل محاجر عيون وأنف وفم جمجمة توقد بداخلها شموع ليكون الطقس أشبه بصينية القاسم في العراق وإيران، بفوانيس رمضانية وبأقنعة تمثل هتلر وبن لادن وكلآ من بوش وصدام الصغيرين لغرض التهريج والرعب معآ وصراخ الأطفال وهم يطرقون البيوت كما هو جار من تقليد يُسمّى " الكركيعان"، في حواضر الفراتين ومضارب الخليج سابقا وخرائب البصرة الحلوب ومدن المدنية المعاصرة المجاورة لها على الساحل العربي لخليجها؛" إن أكرمتمونا الحلوى شكرناكم وإن لم تفعلوا شتمناكم"، والأكياس بيدهم وبمثل خنجر مستجدي كركوك، وبمثل أكياس الكركيعان إن لم تكن أكبر مع أصوات كتلك المؤثرات الصوتية التي في أفلام الرعب في هوليود وفي محال بيع لوازم هذا العيد(هذه اللوازم تزيّن نوافذ المنازل) ومن أراد التعرّف على المزيد من هذا العيد عليه تذكر سلسلة أفلام هلوين للمخرج العربي الراحل مصطفى العقاد صاحب فيلم عمر المختار وقصة الإسلام( فيلم الرسالة). وبالمختصر المفيد رأسماليا، فإن الولايات المتحدة لوحدها تهدر فقط بضعة بلايين من الدولارات لاغير سنويا على فقط هذا"العيد"، فحتى العيد توظفه الرأسمالية ناهيك عن الدين والفن، كلّ شىء من أجل المعركة التي تديرها أميركا أمّ الدنيا من العراق أبّ الدنيا، في زواج يبدو كاثوليكيا عروته وثقى لا انفصام لها،" ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد إستمسك بالعروة الوثقى"( لقمان 22، الآية تحت عنوان" العروة الوثقى " وهي الرسالة العملية للمرجع الأعلى الأسبق السيّد آية الله العظمى محسن الحكيم قدس الله سرّه).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |