|
ألاردن ... دور تامري وممارسات طائفية!! ستار الشاطي بالرغم من محاولات الحكومات العراقيه الجديده بالتقرب منها واحتواءها فلازالت الاردن تحاول انتهاج نفس سياستها المتصديه لاسقاط الانسان العراقي واذلاله والنيل من كرامته ومنعه من التمتع بالحياة الكريمة عبر ممارسات طائفية قبيحة تؤدي بنتيجتها الى ابقاء جذوة الاصطراع الطائفي في بلد يعيش انسانه هموما تنوء عن حملها الجبال فكيف هو الحال لو حلت ببلد او شعب اخر غير شعب العراق؟ هذا الشعب الذي عانى ظلما وعاش حروبا وقتلا وتشريدا وجوعا وقهرا وتدميرا الا يستحق ان يعيش كريما امنا في بلده ؟ الايستحق ان يحترم اينما حل وحيثما ارتحل ؟ ام هو الحقد الدفين على انسانه والنيل من كرامته هذا الذي نراه ونسمع به حيث يلجأ العراقيون الى ملاذهم الذي يعتقدوه امنا هربا من جحيم القتل والتفجير ونعيق غربان السياسة الجدد ومراهقاتهم اليومي وسيناريوهات الاميركان التي ليس لها اول ولااخر ليجدوا في انتظارهم ماهو اكثر مرارة فيما ينتهجه رجالات الامن الاردنية من معاملة سيئة وطائفية وتعسفية حين يقومون بطردهم لاتفه الاسباب واعادتهم الى بلدهم لاعتبارات طائفية بحتة تؤسس لاحقاد وكراهية لايمكن تجاوزها مستقبلا خاصة وانها اقترنت بالفترة الاخيرة بتعرض العراقيين الى السب والشتم والاهانات اللااخلاقية ومنها اتهامهم ببيع اعراضهم للاميركان وهي تهمة تلصق بالشيعة منهم على التحديد على اعتبار انهم من احتضن الاميركان وكان عونا لهم في النيل من رمز الامة العربية بطلهم المغوار وقائدهم الضروره , متخوفين في الوقت نفسه من تزايد نفوذهم في الاردن بعد خروجهم من قمقم النظام البعثي الفاشي او لانهم الظاهرة السياسية الجديده والخطيرة التي تجتاح المنطقه بأسرها لتغذي مايعتبروه (الخلايا النائمة الشيعية ) في البلدان العربية ومنها الاردن على اعتبار الدعم والاحتضان الايراني لها ليتشاركوا مع الاميركان في اصطراعهم مع ايران ولكن من زاوية اخرى هي بالطبع طائفية بحتة . لقد دلت الممارسات الاردنية الطائفية ضد العراقيين الى عمق تخوفهم مما يسموه نفوذا شيعيا في الاردن تحديدا عبر لجوء الالاف من الشيعة العراقيين من اصحاب المستوى الثقافي العالي الامر الذي يزيد من قلقهم لضحالة المستوى الفكري الذي تتسم به الجماعات السلفية والوهابية التي لها وجود كبير في بلدهم ومنذ زمن بعيد عبر اغراءات المؤسسات الوهابيه السعوديه ونفوذها المالي تحديدا الامر الذي يلهث ورائه الاردنيون المصممة انوفهم لشم (المصاري) ولو من بعد الالاف الاميال . فلا غرابة ايها العراقي - الشيعي خصوصا - حين يسألك شرطي الحدود هل انت شيعي ام سني ؟ ولاتستغرب اكثر حين يبلغك بالعودة الى بلدك بدل تركها بايدي اصدقائك الاميركان وهم يعبثون بارضكم وعرضكم ! ولاتستغرب حين يمن عليك وبمزاج حقير بالدخول الى الاراضي الاردنية ان تسأل نفس السؤال من سائق تكسي ذو لحية افغانية وثوب قصير وهو يقلك الى مكان تروم الذهاب اليه , فحين تكون سنيا فأدفع اجرة التكسي حسبما ترغب , اما اذا كنت شيعيا فعليك بدفع الاجرة كاملة مع تقبلك لتجهم وجهه الاصفر الحاقد !! ولاتستغرب من دعوات الاردنيين اينما تقابلهم بفك اسر صدام الساقط وعودته للحكم ثانية , او حين تسمع مايبث من اشاعات يطلب منك الترويج لها في ان البعث الساقط سيعود للسلطة من جديد عبر انقلاب عسكري !! ولاتستغرب حين يحقق معك ضابط الجوازات عن اسمك او اسم ابيك اذا كان عبد الحسين او عبد الحسن او عبد الزهرة يستمر لساعات لتحصل - اذا حالفك الحظ وكان مزاجه رائقا - على اذن الدخول الى الجنة !! ولاتستغرب حين يعيدك الى بلدك بالرغم من اخبارك اياه ان اهلك يسكنون الاردن وانك كنت في في عمل وهاانت عائد اليهم ليجيبك بكل برود هات عذرا مقبولا !! ولاتستغرب حين يطل عليك ضابط الجوازات على الحدود البرية بعد انتظار ساعات وهو ينادي لصاحب جواز اسمه (صدام) ليدمغه له فورا ويأذن له بالدخول رغم انه قد حضر للتو تيمنا بأسم القائد الميمون!! لاتستغرب حين تسمع مايشاع ان اتفاقا قد جرى بين الاردن والعشائر السنية بتأمين طريق شاحنات النفط التي ستقدم الى الاردن مقابل التضييق على الشيعه في عمان !! ولاتستغرب حين تعلم ان تجارهم يدفعون أتاوات للارهابيين مقابل حماية شاحناتهم المحملة بالبضائع والذاهبة تحديدا الى الاميركان في العراق !! ولاتستغرب حين يأمرك مفتش في الحدود الى ارجاع نصف حقائبك الى بغداد بعد نبشها وبعثرة محتوياتها او اجبارك على اكل ماجلبته من طعام لرحلتك البريه الطويلة او شرب حتى الماء والا سيكون مصيرها مكب النفايات !!! ولاتستغرب حين يلاحظ شرطي الحدود ختما في جوازك يشير الى زيارتك لايران فحينها سوف لن تسلم من تحقيق مطول وعويص , اما النتيجة فحتمية العودة من حيث اتيت الامر الذي جعل بعض العراقيين الى اصدار جوازين احدهما مخصص لرحلات ايران والاخر للاردن وغيرها من الدول . ليس جديدا على الاردن تلك الممارسات التي يقوم بها رجالات امنهم مع العراقيين فمنذ زمن الطاغية الساقط وهم يتعاونون مع رجال المخابرات الصدامية القذره في القاء القبض على الهاربين من جحيم الطاغية وظلمه ليسلموهم من جديد طالما كان النفط العراقي الذي يستخرج من تحت اقدام اطفال العراق العراة والجائعين والمشردين يقدم كهبات صداميه للمتكرشين البدو , حتى وصلت اخيرا لملكهم صاحب نظرية الهلال الشيعي في احتضانه لقتلة الشعب العراقي ورموز النظام الساقط وشريحة كبيره من السنة العرب الذي يدعي الاردن وحكومته انهم ممن اغتصب حقهم او انتزع منهم بسقوط طاغيتهم . وهاهو الان يدافع عن حقوقهم وملكهم المسلوب عبر الدور الذي يلعبه في التدخل السافر بالشأن العراقي يساعده بذلك الضوء الاخضر الاميركي عبر سفير الشؤم خليل زادة الذي يفاوض القتلة ويتوسلهم في الاردن الوسيط الامر الذي جعلهم يوغلون اكثر بدماء الابرياء التي تراق يوميا بالعراق . لقد قدمت اميركا عبر صراعها مع ايران خدمة كبيره للدول العربيه ومنها الاردن في تجاهلها لدعم هذه الدول للارهاب الطائفي الحاقد وهي حقيقه يعرفها الساسة الاميركان لكنهم يغضون النظر عنها فهم امام معركة مايسمونه بالنفوذ الايراني في المنطقة . وقد تجلى هذا التوجه اخيرا بمطالبة واشنطن من بعض الدول العربيه ومنها الاردن بالاسهام في استقرار العراق . الامر الذي جعل الاردن يتجرأ ويعلن صراحة وبكل قبح شروطه المسبقة لذلك بالرغم من كون هذا الطلب الاميركي هو الدليل الصارخ على تورط تلك الدول في دعمها للارهاب في العراق والايغال بالدم العراقي . لقد اعتبر الاردن انه معني في حالة اسهامه في استقرار العراق ولكي يلعب دورا محوريا فيه بثلاث امور هي مايعتبره تدخلا ايرانيا في العراق وهو الامر الذي يتناغم مع السياسات الاميركيه في المنطقه , وكذلك اعادة الاعتبار للسنة العرب عبر اعطاء صلاحيات واسعة للجنرال المدلل طارق الهاشمي الذي لايستطيع ان يرى نفسه مهمشا , ثم استحداث مواقع مهمه للسنة في الجيش او قوى الامن . كما يشترط الاردن ان لايتمسك الشيعة بالنتائج المترتبة على الانتخابات التي كما يدعون انها عزلت السنة عن العملية السياسية بينما الحقيقة هي ان السنة هم من عزل نفسه عن ذلك لانهم يريدوها لهم وحدهم فقط وكان املهم بالاميركان كبيرا جدا في ارجاع ملكهم العضوض فخاب ظنهم واوقعوا العراق وابنائه في دوامة من العنف والدمار . وبذلك فقد كشف الاردن عن انيابه الطائفية فلا غرابة لعراقي حين يذل ويهان وتنتهك كرامته وهو يتوسل الدخول الى الاردن وحتى لو حصل على ذلك فأمامه الكثير مما سيلاقيه من ممارسات طائفية بحقه وحق غيره يعجب لها العجب نفسه . أما اعجب العجائب فهو ماأتفق على ان تقدمه حكومة المالكي للاردن من تسهيلات نفطية توفر للاردن مبلغ 45 مليون دولار سنويا . أما مايضطرك الى ان لاتحتمل حتى نفسك بل وينتابك شعور ان اعضائك تقطع نفسها فهو حين تقرأ لكاتب اردني يتبطر على هذه النعمة معتبرا اياها لاشيء امام ماقدمه ويقدمه الاردن من تسهيلات للعراقيين واسهامات لاشاعة الاستقرار وعودة الامن لهذا البلد الشقيق !!! (( أمس اتصلت بالامل ... قلت له هل ممكن ان يخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل ؟... قال اجل ... قلت وهل يمكن ان تشعل النار بالبلل ؟ ... قال اجل ... قلت وهل من الحنظل يمكن تقطير العسل ؟.... قال نعم ... قلت وهل يمكن وضع الارض في جيب زحل ؟ ... قال نعم , بلى , اجل فكل شيء محتمل ... قلت اذا عربنا سيشعرون بالخجل ؟ ... قال تعال ابصق على وجهي اذا هذا حصل !! )) الشاعر احمد مطر
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |