|
جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق محمود الوندي يتعرض الشعب العراقي الى خطر يداهم جميع الأطياف دون إستثناء ويمر بمنعطفات سياسية خطيرة ما أدت الى حدوث تجاذبات شديدة بين مكونات الشعب العراقي سواء من الناحية الدينية أو القومية أو الطائفية، هناك الاف الحوادث المؤسفة التي تحصل يومياً داخل الأسواق الشعبية وتجمعات الناس البسطاء بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة لتحصد العشرات بل المئات من أبناء هذا الوطن المجروح ، تقوم بها تنظيمات وعصابات وتيارات ألتزمت بهذا الخط الدموي والأجرامي بشكل كثيف تحت أغطية وستائر متعددة، بالإضافة الى وجود الميلشيات المسلحة التابعة للأحزاب الأسلامية التي تغزو الشارع العراقي بمغامراتها العبثية الطائشة والخبيثة والمقصودة، لذا نلاحظ الوطن وهو ينزف كل يوم دماً ويذرف مواطنوه دمعا، ويتوجه بلادنا نحو مستقبل مجهول ويدخل هذا الشعب المظلوم في نفق مظلم مرة أخرى بعد أن خرج من نفق البعث الفاشي، وهذا حال أبناء شعبنا الذين ضاق بالإرهاب البعثي والمليشات الأسلامية ذرعا دون أي رادع من قبل الجهات المسؤولة، والذهول الفضيع من الأجهزة الأمنية وغياب أو تغييب دور القضاء العراقي في هذا الميدان أزاء الجريمة المنظمة وشيوعها المفرط، لذلك بدأت ظاهرة التهجير القسري وأغتصاب الاموال والممتلكات ليصل الى مليون وأكثر مهاجر. هولاء جميعاً راغبون بإرتكاب تلك الأعمال الوحشية والذين لا يفرقون بين فقيروغني و طفل وإمرأة، لأنهم يحاولون بقدرالأمكان عرقلة المشاريع الوطنية وتعطيل الحياة المدنية للعراقيين على كافة الأصعدة، هولاء الحثالات يعرفون قبل غيرهم أن تدهورالوضعي الأمني في العراق يعرقل إعادة الإعمار ويتسبب في تأخيرعدد منم مشاريع التنمية الأقتصادية والحيوية، وتصرف تلك الأموال على النفقات ألأمنية التي تعثر عملية إعادة أعمارالعراق وأحداث حالة من الفزع والفوضى واثارة حالة اليأس لدى الأنسان العراقي، وجعله في ريبة وشك من أمر مصداقية الحكومة الجديدة في تحقيق طموحاته، ما يعني أن هذه التيارات والتنظيمات ما زالت تنظر بنوع من الخلط بين مصالحها الذاتية والفئوية ومأربها الدنيوية ومصلحة الشعب والوطن، والملفت في الأمرهناك بعض المليشيات التي أعلنت إمارتها وخاصة في المناطق الساخنة ومنها المناطق الغربية وبعض المليشيات سيطرت على الشارع العراقي في الوسط والجنوب، دون أن تتخذ القوات الأمريكية والعراقية أية أجراءات صارمة بحقهم، وهناك من يدافع عنهم داخل البرلمان وتسمى الأعمال الإرهابية التي تطال المواطن البرئ بمصطلح المقاومة الشريفة وتدافع عنها دفاع مستميت بحجة أنها تقاوم الأحتلال وكل من يقف معه، والأدهى من كل هذا وذاك أن تتحول بعض الوزارات اوالهيئات والمؤسسات الحكومية الى ما تشبه مكاتب ومقرات الأحزاب أو واجهات رديفة لأحدى الكيانات السياسية، وفتح الأبواب أمام الفاسدين والمرتشين واللصوص على مصراعيها مما سهل الأمور أمام البعثيين وحلفائهم للأنتساب الى الأجهزة الأمنية ويتولون مراكز وأدارات وقيادات في المؤسسات والهيئات الحكومية والأجهزة الأمنية. لا يجهل أحد إن الإرهاب البعثي والإرهابيين من الجنسات العربية والذين أستوردهم صدام حسين قبيل سقوطه ودربهم مع أزلامه خصيصاً لاشاعة الفوضى والاضرابات حال سقوطه والمتسليين من العربان من خارج الحدود والمسنودين من دول الجوارلا زالوا يشكلون الخطر الأكبرعلى الشعب العراقي في حاضره ومستقبله كما كان في القرن الماضي، رغم إن الحكومة الجديدة في حالة حرب ومواجهة حقيققة مع الأرهابيين وتحاول دحرهم، لكن هناك عوائق عديدة تقف أمام الحكومة في مكافحة الأرهاب البعثي- القاعدي والمصطلح الاخير لا يصلح أن نطلقه الا أذا أضفنا أليه الارهاب الذي يمارسه جيش الميليشيا الذي لا يختلف كثيرا أو قليلا عن دور الاخرين، خاصة في المناطق الغربية والوسطى، التي أصبحت ملجاً لجلادي الشعب العراقي ومأوى لغلاة التكفيريين، ومن أبرز هذه العوائق هو وجود مليشيات حزبية مسلحة تفرض هيمنتها على الشارع العراقي وتمارس العنف الدموي من جانبها والتي تعرقل لإستنصال ذلك الورم السرطاني الإرهابي، والفلتان الأمني وعدم إستقلالية القوات المسلحة نتيجة ضعف أجهزة الدولة بشكل عام والأجهزة الأمنية بشكل خاص ( وأختراقها من قبل عناصرغير مرغوبة ) في مطاردة الأرهابيين ومن يسادونهم من الأهالي ، والأسوأ من ذلك لم تحارب القوات الأمريكية هولاء بكل جدية ولم تهتم في معظم الأحيان بحياة المواطن العراقي، رغم أنها تتحمل مسؤولية حماية الشعب العراقي وأستتباب الأمن في البلاد وفق القوانين الدولية وقراراتالأمم المتحدة. إن سبب الأرهاب الأساسي في العراق :- منعت القوات الأمريكية الشعب العراقي بعد سقوط نظام البعث من ملاحقة جلاوزة النظام البائد المطلوبين للعدالة، لذلك أعاد البعثيون وحلفائهم تنظيماتهم من جديد تحت مسميات إسلامية مزيفة، وجعلوا بعض من المناطق والمدن منابعاً لجرائمهم السابقة ضد أبناء شعبنا بأسم مقاومة الأحتلال الأجنبي وبالتنسيق مع تنظيمات إسلامية متعصبة وبدعم مخابرات إقليمية معروفة للجميع (و العنف هو جزء من أيدلوجية هذا الحزب الذي يعتقد أنه الطريق الأمثل للوصول الى الغايات المطلوبة،)، وفتح الحدود على مصرعيها أدى الى دخول الإرهابيين عرباً وأجانب حيث أصبحت الساحة العراقية مسرحاً لهم بل مركزاً إرهابياً للتدريب والتسليح وأحياناً للتصدير الى دول الجوار، وسكوت الحكومة العراقية عن الفساد الأداري والمالي المنتشر في معظم المؤسسات والهيئات التي ساعدت البعثيين للتغلغل داخل الدوائر الحكومية الأمنية والسياسية لتسهيل الأمور لفلولهم بقيام الأعمال الأرهابية ضد مكونات الشعب العراقي، تصارع المليشيات فيما بينهما بتحريض من الدول الأقليمية في المنطقة، وتتمكن الحكومة العراقية للقضاء على الإرهاب والفساد المتفشيان في العراق يجب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له العبث بأمن العراق وأقتصاد العراق ومصالح أهل العراق ، ومعالجة الأسباب التي ذكرت أعلاه، فلا خير في وطن تسلسلت الى هرم الحكم فيه أناس أميون ولا يعرفون من أمر الحكم والادارة الا صب الصفصطة على نار المفاضلة بين خلفاء النبي الاربعة وقد مر على الامر أكثر من قرون، فالمشكلة تكمن هنا ونحن عنها غافلون مع الاسف الشديد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |