|
مدينة تلعفر الجريحة.. الى متى تبقى جريحة؟ علي توركمن اوغلو لم يعد خافيا علئ أحد بان ضعف السلطة المركزية قد تسبب في فلتان الامن والاستقرار في العراق الئ الحد الذي أجبر سيادة رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي بالاعتراف علنا بهذه الحقيقة المرة. اننا نعتقد بأن سبب هذا الضعف يكمن في مشكلة الكيل بمكيالين الذي يمارس بحق بعض من مكونات االشعب العراقي، وخير دليل على ذلك اصدارالسيد رئيس الوزراء أمرا برفع الحواجز ونقاط التفتيش من مدينة الصدر وابقائه في مدينة تلعفر التركمانية. فضلا عن التعتيم الاعلامي الذي يمارس بحق هذه المدينة الباسلة والتي تعاني نقصا خطيرا في المواد الغذائية وشحة الكهرباء والماء و غياب كافة الخدمات الانسانية عموما وعلى مرأئ و مسمع العالم بأسره. ان كان عدم اكتراث وكالات ألانباء العالمية بما يجري هناك لدينا ما يفسره، وهي ان تلك الوكالات مسيرة تأتمر بأمر صناع القرار و اسياد الاستراتيجيات التي هيمنت على مقدرات العالم، غير اننا وامام هدا المشهد المحزن ألا يحق لنا أن نتسائل فيما بيننا على الاقل، اي كعراقيين، أين حقوق الانسان؟ واين الديمقراطية؟ ان فرض منع التجوال في هذه المدينة، مدينة ابناء واحفاد ابطال ثورة العشرين، ومن قبل ثلاثة ايام من عيد الفطر المبارك ولغاية هذا اليوم ( 3 / 11 )، ان دل على شيء انما يدل على ان هذه المدينة هي مدينة تركمانية، ولذلك يتم معاقبتها دائما. نحن الذين نعيش هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا كعراقيين أولا و كتركمان ثانيا بعدما عانينا طوال تاريختا المشرف بالارتباط بهذا الوطن ألا يحق لنا أن نسال، متى و كيف سنتخلص من الظلم والقهر والتهميش ! لقد بدأ البعض منا يتساءل بالحاح، هل كنا طيلة تلك السنوات الماضية على ضلال! أ كان الاجدر بنا أيضا أن نرفع السلاح، و نتمرد لكي نحضى بالاحترام، ولكي يخط لنا فيدراليات، بدل أن نجلس لننتظر كيف، ومتى سيقسم أرضنا، ويتم تهجيرنا منها فنصبح فلسطيني الديمقراطية الجديدة. واذا ما سلمنا لوهلة بالمنطق الجديد لممارسة القسر و الظلم، وهي ان ما يجري فعلا هو اجهاض للارهاب، فمدينة تلعفر حالها كحال الفلوجة والصدر وسامراء وغيرها، اذن لماذا يرفع الحصار عن مدينة الصدر و يتم الابقاء على مدينة تلعفر؟ هل لانها مدينة تركمانية كما نعتقد نحن؟ ام هي تقع ولسوء حظها على خارطة مرسومة من ذي قبل وتم تعريفها استنادا لتلك الخارطة المتخيلة بانها أرض عائدة للغير ويجب افراغها من اهلها؟ واذا كان السبب هذا أو ذاك أو الاثنين معا يحق لنا ان نسأل اذن، اين النواب التركمان في البرلمان العراقي، هل نسوا شعبهم؟ و بعد كل ما حصل و سيحصل ما الذي يزمعون فعله ؟ وهنا ننوه بان التأريخ لا و لن يرحم أحدا. نحن هنا نخاطب ونناشد الامم المتحدة ونقول: هل هذا جزاء كل من يدافع عن العراق الواحد شعبا وارضا؟ كما اننا نخاطب اخواننا في جبهة التوافق العراقية وهيئة العلماء المسلمين و نقول لهم لماذا لم ينطقوا بكلمة واحدة حتى ولو كانت عابرة بحق مدينة ثورة العشرين مثلما يخاطبون العالم ويناشدونهم بما يجري في المثلث السني؟ ولكن اخيرا والحمد للله استيقظ السيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي من سباته ليطلب برفع الحواجز ونقاط التفتيش من مدينة الصدر وابقائه في مدينة تلعفر، الشكر لله والحمد لله لكلمته تلك ! واخيرا نناشد كل الشرفاء في العالم والحكومة المركزية في بغداد ونقول، باننا لم نكتب هذه الاسطر المتواضعة الا منطلقين من روح العراق الواحد، شعبا وارضا، و بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |