بنت الرافدين

بعد صدور الحكم بالاعدام على صدام .. وحكاية الاخ عاكف؟

كريم البيضاني

اخيرا صدر حكم الاعدام بحق المجرم صدام...وهتف صدام يعيش الشعب..تعيش الامة..يسقط الخونة..وليخسأ الخاسئون.هذه الهتافات هل هي جديدة علينا؟؟

فلو بدأنا بكلمة عاش الشعب...فاي شعب يقصد صدام؟؟

في هتافه هذا..هل يقصد الشعب العراقي باجمعه؟؟..قطعا لا..اذن من يقصد صدام بعاش الشعب...صدام لم يحدد اي شعب في هتافه..لانه تعود هكذا..يتكلم عن شعب ليس له وجود ..ويريده ان يعيش على ارض العراق..باعتقادي ان صدام كان يقصد ربما شعب جيبوتي او الصومال ولكن ليس شعب العراق..لان ادبيات حزب البعث ..ارادت ان تصادر حق الشعب العراقي في وجوده على ارضه..فالكردي شعب دخيل عميل مغتصب لايتكلم العربية..اما اهل الجنوب فهم الخونة المجوس الفرس او القادمون من الهند ..

اذا عن اي شعب يتكلم صدام؟؟؟

ربما نسمع صدام وهو يقول عاش الشعب..وهو في قفص الاتهام ..يحاكمه شعبه على جرائم الابادة والخراب التي حلت بالشعب والارض العراقية..وعندما يهتف عاش الشعب ..قطعا يفهمها العراقيين انهم ليسوا المقصودون بذلك..لانه لو كان يقصدها ..لكان حافظ على شعبه ..وعلى ثرواته..وعلى وحدته...

صدام نذر نفسه ليكون (جحشا) ..ينفذ ما لقنه له معلميه في القاهرة والشام..ولم يكن مصادفة ان( محمد مهدي عاكف) مرشد الحركة الارهابية المسماة الاخوان المسلمين الاصولية في مصر..عندما يعلن براءة صدام من كل الجرائم وحملات الابادة ضد شعبه..لان عاكف وصدام وجهان لنفس العملة الارهابية..فحركة الاخوان المسلمين في مصر هي البيئة التي نشأ فيها الارهاب الحالي والسابق..فمدرسة الاخوان المصريين انجبت الظواهري ومحمد عطا وعلمت بن لادن ..وابو حمزة المصري والزرقاوي..وصدام وعلي كيمياوي..وغيرهم من مجرمي العصر الحديث...

ماذا يعني ان يحصل صدام على البراءة من رعاة ودعاة الارهاب؟؟؟..

البراءة تعني اشارة وفتوى الى كل الارهابيين في العالم ..ان اقتلوا وعيثوا في الارض فسادا ..وبرائتكم جاهزة ومثواكم جناة النعيم..لانكم تنفذون مانريد ...

لو سأل عاقل ..هذا العاكف ..هل ابادة شعب على مدى 35 عاما تعتبر جريمة بسيطة او مخالفة مرورية..في نظر الاخ الاخواني العاكف؟؟...فالاخ العاكف يقبع في مصر ولايهمه مايحصل للعراق من دمار..فهو كان مرتاحا عندما يرى العراقي يكتوي بنار الحروب المدمرة التي قام بها (البريئ) صدام..

حيث كان يرى الاخ عاكف ان ستة ملايين مصري وجميعهم من العاطلين عن العمل في بلدهم.. وغير الحاصلين على اي مؤهل دراسي او علمي او مهني...يشتغلون في بلد غني بالثروات مثل العراق..وشعبه زجه(البريئ) قائده الملهم.. في اتون حروب حمقاء مستهترة..

لايهم الاخ عاكف ان سقط عشرات الالوف من العراقيين .. في كل هجوم على جيران العراق..او سقط عشرات الالاف من الضحايا من العراقيين في حرب طاحنة بين قوى الامن الصدامية او جيوش الانفال..والشعب العراقي الاعزل..لايهم الاخ عاكف هذا..مادام شارع الهرم عامر باهله..ومادام المصريين قد تخلصوا من كوابيس الحروب التي كانت لاتحصل الا لبضعة ايام..وكانت تستمر اسبوع لا اكثر..بعدها يقف الصراع ويبدأ فك الارتباط ويبدأ المطربين بالتغني بالنصر ولايموت احدا بعد ذلك...اما في العراق فتستمر لثمان وعشر سنوات.. الاخ عاكف يعرف ان من يقتل في العراق هو الشعب العراقي ..ومن يقتله هم من يفجرون القنابل والسيارات المفخخة في وسط جموع المصلين واطفال المدارس والاسواق ..وهم قطعا اتباع الاخ عاكف..

فابو ايوب المصري هو مصري ويقود الارهاب الان في العراق..والضواهري يعلن امام العالم انه ارسل اكثر من الف بهيمة ارهابي فجر نفسه العفنة في جموع العراقيين..فالاخ عاكف مشترك بالجريمة وسيأتي يومه الذي سيقف فيه في قفص الاتهام مثل اخوه صدام...فالاخوان المسلمين حركة تحولت الى الاخوان المجرمين الارهابيين بعد هذا المديح والتباكي على الدكتاتور صدام...

جريمة زرع الفكر العنصري البعثي القومي الطائفي في العراق.. كان من اكبر الجرائم التي اقترفها المصريين والشاميين...فاما ان يكون العراق ساحة لهذه الصراعات المقيته ..او يتم القضاء على اية محاولة للخلاص..فعبدالناصر لم يهدأ له بال حتى قضى على كل توجه عراقي... لصيرورة حكم وطني عراقي بعيدا عن الصراعات القومية والمذهبية..وحصل ما اراد ..حيث نجح ومات وهو قرير العين حين يرى ثمرة جهوده في زرع فكره المسموم في ارض العراق..

بالرغم من انه مات مهزوما ذليلا ..

وليس مصادفة ان اغلب الدكتاتوريين في العالم العربي هم ضباط تتلمذوا في مدرسة عبدالناصر ..في كيفية استعباد الشعوب..القذافي والنميري وحافظ الاسد وعلى عبدالله صالح وهواري بومدين وعبدالسلام عارف واخوه عبدالرحمن والبكر..وتلاميذ اخرين مثل صدام

صدام هتف ايظا عاشت الامة..

قطعا صدام لم ولن يقصد الامة العراقية..هو يقصد امة اخرى تعلم حبها على يد اساتذته العفلقيين والقومجيين. وليس مصادفة ان تبكي الامم الاخرى دما على قائد الغفلة..وهو يبذر ثروات بلده الهائلة عليها ويترك الامة العراقية تتضور جوعا وحرمانا وتهلك في حروب مجرمة..فليس من المعقول ان تكون دول مجاورة ليس فيها حتى ماء للشرب .وتصبح دولا عامرة..ودولة تملك المرتبة الثانية في الاحتياطي العالمي للبترول...تتضور جوعا وحرمانا ...

اما هتافه بيسقط الخونة...هو لم يقصد خصومه الذين يحاكموه حاليا وهم ابناء الشعب العراقي لانه لن يصدق هذا هو نفسه..لانه وان كان مغرما بالشعوب الاخرى ويكره شعب العراق ولكنه .. يقصد كيف خانه الامريكان حلفاءه.. وكيف غدروا به وجعلوه في ايدي الشعب ليحاكمه...

الان نحن امام خيارين..فاما ان ينجح العراقيين في الخلاص النهائي من الاعيب عبدالناصر القديمة والاخ عاكف حاليا..او ينجح الاشرار.. لاسمح الله.. وتعيد الفاشية البعثية الطائفية سلطتها وترجع المأسي والحروب وبيان رقم واحد من جديد .....

التمسك بالنظام الديمقراطي الذي يطبق الان في اكثر من ثمانون بالمائة من دول العالم...والاندماج بالمجتمع الدولي ..وجلب الكرامة والاحترام الى الشعب العراقي ..عبر التطبيق العادل للحكم وتوزيع نزيه للثروة..والاهتمام بالتنمية والخطط المستقبلة لتوفير الارضية الصالحة ..لبناء مجتمع عراقي تعددي ديمقراطي بعيدا عن الغزوات والصراعات المذهبية والعرقية هو الطريق الوحيد للخلاص من مهازل الماضي المظلم..

العودة الى الصفحة الرئيسية