صدام حسين بين حبل المشنقة وأنظار محبيه

سامان نديم داوودي / ناشط عن حقوق الانسان في العراق

engineer-1982@hotmail.com

إلى الشمعة المضيئة بمحراب المحبة الأبدية وهي في القلب كأنشودة الحياة ...

لذكرى من رحلوا ،

ولم يجدوا فسحة للفرح

غير صمت التراب (( عبد الحكيم نديم ))

إلي أرواح بيشمركة كردستان الأبطال الذين افدوا أرواحهم في سبيل هذا اليوم إلى شهداء الدجيل الأبطال إلى شهداء المقابر الجماعية الابرياء في شمال العراق وجنوبه إلي شهداء حلبجة والأنفال إلى من قضى نحبه بين آهات العذاب إلي كل من تحمل قساوة الأيام ومرارة المواقف إلي الذي لم يجد فسحة للفرح غير صمت التراب إلي من نذر عمره وحياته في سبيل كلمة الحق وإذلال الباطل إلي الأبرياء الذين يسقطون ليل نهار من تفنن قتل المارقين إلي شهداء الكلمة الحرة اخوتي الصحفيين في العراق إلي الذي بات جائعا ولم يجد كسرة الخبز ليأكله إلي كل شريف وأصيل من شعب العراق إلي والى و إلى .............. كثير .

نزف البشرى ونهدي مقالنا إلى الذين سقطوا من قبل عفالقة البعث وجبابرة العصر الطغاة . بهذا اليوم المشرق في تاريخ العراق بإصدار القصاص بحق حملة الفكر المتخلف والعنصري المقيت .

شهد العراق اليوم مشهدا دراميا مهما على مسرحه الوطني والسياسي والشعبي ، ألا وهو النطق بالحكم وباسم الشعب على من حكم الناس لسنين طوال وأذابهم في أحواض التيزاب وعلقهم لساعات طوال وأيام بحبل المشانق في ساحات الإعدام ، ودون حقيقة يستند عليه أو باب عدالة يطرقها لا في قوانين السماء ولا حتى في قوانين الطبيعة ، ألا وهو النطق على صدام حسين بالحكم العادل لينال قصاصه الموعود ، بعد أن أذاق شعبه آهات العذاب و ويلات الظلم والاستعباد وهو ينظر إليهم ، ويدخن سيكارته الكوبية المهداة إليه من قبل ( فيدل كاسترو ) ، والذي اعتبره صدام قدوة له وأستاذا في تحدي المجتمع الدولي !! .

نعم ، نعم ما أخذه من هذا الكوبي بإذاقة شعبه الجوع والعطش وزرع الخوف والرعب في قلوبهم ، والتي كانت ترافقهم حتى وهم يخلدون إلى النوم في بيوتهم التي باتت عليها ملامح الظلم والعذاب لما تكالبت عليهم من فقدان للأحباء وفراق للأصدقاء , دون معرفة السبب ! .

لربما انهم قالوا في يوم من الأيام أو قال أحد المقربين من ( سابع جد ) ، ما هذا الوضع يمة يخلص .

فكان السبب في تعليق حبل المشنقة على رقابهم ! ولا تستغرب لعلامة التعجب فكان واقعا في العراق .

وإذا بالرجال الصناديد وحملة سيوف الحق البتارة ( هكذا كان يصف صدام رجاله ) ، وغربانه السود ( الفدائيين ) وتحرياته يتسارعون في طرق الباب واجتياحه وكسره في اغلب المرات ، وهم مدججين بالباطل على استعداد دائم على كل ما يقال لهم من فعل مشين ليفعلوه ، بعد عطش سيوفهم التي لم تذبح عراقي منذ ساعات لربما ! .

متباهين بما اكتسبت أيديهم من مال الأبرياء ، موثقين أعمالهم بالتصوير والفديو ليأخذوه إلى من يستحق كل الشتيمتة والعار من يومنا هذا والى يوم الحساب ، الأخرس اللعين والقرد المشئوم قصي مسؤول أمن والده ، ليقدمه إلى أبيه بسجل مملوء بأسماء الأبرياء الذين ذبحهم ، ويعنونه بـ ( إعدام الجواسيس والخونة ! ) .

إذا كان ابن البصرة والنجف وكركوك هم جواسيس ! .

فما الذي يحصل بحال من يأتي إلى العراق بزيارة في حينها ويتهم بالعمالة على قولهم ؟ .

نعم , كان يعتبر من أصحاب الحظ السعيد ، لأن كلاب الأمن كانوا يقطعون لحمه قبل أن يصلوا به إلى ساحة الرمي المناسبة ! .

فهذا اليوم هو بشرى لكل من لم ينجوا من طغيان صدام وازلامه , ليعبروا عن بهجتهم وفرحهم بهذا اليوم , ويعتبروا يوم النطق بالحكم على إعدام صدام حسين وأزلامه ، هو يوم ميلاد جديد لشهدائهم وأحبائهم .

يوم النطق بالحكم العادل على صدام هو يوم جديد ومشرق لانفتاح العراق عل العالم ، ليبدا بذلك مرحلة جديدة بعيدة كل البعد عن عهود الظلام والتخلف وبروتوكولات الحروب الباطلة والمزيدات المزيفة على حساب الدم العراقي البرئ.

بقى شيئا واحدا ومهم جدا ، أريد أن اذكر به عوائل الشهداء من أبناء العراق جميعا وهو التوجه بعد النطق بالحكم على صدام وفي نفس اليوم إلى أماكن ثرى من فقدوهم ويسمعوهم في قبورهم المفعمة برياحين النرجس والياسمين ، صوت القاضي العراقي رؤوف الذي ينطق بقوة أرواحهم بان صدام لم يجازى إلا بحبل المشنقة التي نسجتموه له .

ليحجز بذلك مكانا له عند قارون وأبا جهل في الدرك الأسفل من نار جهنم يخلد فيها إلى ابد الآبدين وليس سيناريوهات القتل المنظمة اليوم وبعدة أساليب متبعة ، إلا دلالاتها على وجود ايتامه اليوم ، نازعين أثوابهم الزيتونية ومتلبسين بعباءات ولحية كاذبة منظرين لاعمالهم الإجرامية بحق الشعب العراقي ، والتي بات قطع رؤوسهم وتعليقهم بحبل المشانق قريب جدا ، بعدما يروا أستاذهم أبو الليثين معلقا بحبل المشنقة ببدنه الهزيل ووجهه القذر ولحيته المخيفة التي أطلقها لكسب ود الإسلاميين ، إلا درسا لهم ولمن يفكر في يوم من الأيام أن يلعب بمقدرات شعب العراق ويصادر أرواح الأبرياء في مزاد الحروب الباطلة والخاسرة .

لان حبل المشنقة المنسوج اليوم لصدام وازلامه وكل من يستحق أن يعلق به هي أقوى بكثير مما كانوا يتصورونه ، لأنها نسجت خالصة من أرواح ودماء أبناء الدجيل الأبطال وحلبجة والأنفال !.

هذا الحبل المفعم بكل معاني العدالة والقوة لقطع دابر الشر في العالم .

ويبقى دور المراقب أن يميز بين دموع العراقيين هل هي دموع فرح أم غضب ؟!.

والجواب واضح ، دموع الفرح يسكبها كل من يريد التآخي والوئام والاستقرار والسلام والطمأنينة والخير للعراق وشعبه ، الدموع التي تغرق كل حملة الشر والقتل ويلقي بهم إلى مزبلة التاريخ ليدخلوه هناك من أوسع أبوابه .

ودموع الغضب يدرفها كل كلب جائع علمه صاحبه صدام على قطع لحوم الأبرياء ، يكفي هذا الوصف لان الكتاب عجزوا والأقلام جفت والصحف ملئت من إهانة هؤلاء .

يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا المشوار ، وهو ، ما هو موقف صدام حسين بين حبل المشنقة وانظار محبيه ؟؟!! . وماذا سيفعل ؟؟!! ولمن القوة ؟؟!! ولمن الإرادة؟؟!! .

موقف صدام وما الذي يفعله يبقى عنده لانه قائد ضرورة ويجيد التصرف !!!!!!! ، لم افتري عليه بالقول هكذا كان يسمي نفسه صدقوني .

إلا أننى أرى وبوضوح بان القوة واردة الحق لصالح حبل المشنقة المستمدة قوتها وعدالتها من قضيتها الإنسانية التي جئ بها من اجله ، نعم قضيتها الإنسانية التي جئ بها من اجله .

أو ليس القوة والإرادة وكفة الميزان لشهداء (الدجيل والأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية) ؟ .

ولا أطيل عليكم اكثر .. سوى بعض ما كتبه ( الأديب الكردي عبد الحكيم نديم ) في ديوانه رفات تناجي ملائكة السماء ،

أيتها المودة الراسخة في الروح

نهارك سعيد . فجـرك ناصــــــع ، ((( أي مودة العراقيين وارواحهم الصافية )))

وداعا أيها الغراب اللعين

وداعا أيها الغراب اللعين

ولا أقول وداعا مثلما قاله الأديب ، بل اذهب إلى الجحيم أيها البعث اللعين .. اذهب إلى الجحيم .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com