|
البكـــــــــــاء العربي على صدام شوقي العيسى
لم يكن غريباً الموقف العربي السلبي عندما أخدش أسماع العالم أجمع بالحكم على طاغية مثل صدام فقد أخترق الأسماع وبواطنها وأدمع العيون وأبواقها وأسكت الأفواه وأجوافها فلم يشأ المجتمع العربي إلا على الأنقسام على نفسه لطائفتين طائفة سمعت الحكم وأذهلت وبقيت خرساء يعتريها الهَبل وطائفة سمعت بالحكم وأصابها الجنون والذَهل بما سمعت . ومابين هذا وذاك في الموقف العربي المتباكي على صدام وجبروته وطغيان صدام وسذاجة العرب الذين يلوحون بإرادة جبان الأمة العربية خريج الحفر والجحور هذا الذي يدافع عنه أغبياء الأمة العربية ويتصورونه بطلاً عليهم كما ظهر جلياً في برنامج ((هموم الناس)) الذي بث من الفضائية العراقية في مقابلة مع نريمان الردسان عضو مجلس النواب الأردني التي دافعت عن صدام دفاع مستميت وأعتبرته أشرف رؤوساء العرب وقائداً شجاعاً وكيف كان يوزع ثرواته على الأمة العربية وشعب العراق في جوع وعوز والغريب في الأمر أن دفاع هؤولاء عن صدام ويعتبرون المحكمة التي أصدرت الحكم هي محكمة أمريكية. بإعتقادي إذا كانت المحكمة أمريكية ونطقت بهكذا حكم على صدام بمعرفتها بأنه طاغية وظلم شعبه فهذه هي المحكمة التي يجب أن تحترم وتقدّس لكونها أمريكية وأحست بمظلومية العراقي ويبقى العربان الذين ينتمي الشعب العراقي اليهم هم بعيدين كل البعد عن إرادة هذا الشعب المظلوم مرتين مرة من صدام الذين يدافعون عنه ومرة عندما يتهمون الشعب العراقي بالعمالة والحكم على صدام . يبقى البكــــــاء العربي على صدام وأعوانه مثلما كان البكــــــاء على أبو مصعب الزرقاوي عندما تم البطش به فلم يبرح عضوا مجلس النواب الإردني إلا أن ذهبا للعزاء الذي أقيم له ولم يبتعد المشهد الأردني من ذلك فكان لهم النصيب الوافر من الإحتفال بزفاف المدعو (( البنا )) الذي فجّر نفسه في سوق شعبي في مدينة الحلة فهكذا هي المواقف العربية مع الشعب العراقي . حماس كان لها الدور الأكبر في الإعتراض والبكاء على صدام عشية ويوم الحكم عليه والتي كان لها الدور في إقامة العزاء على الزرقاوي فسوف يبقى هؤولاء يبكون مدى الدهر لخيبتهم وخذلانهم الشعب العراقي وسوف تبقى وصمة عار على الشعب العربي الذي وقف ويقف خلف صدام ويتباكي عليه وهذا الموقف يحتسبة الشعب العراقي في تأريخ العرب الحافل بالمخازي والمهازل ضد أبناء وادي الرافدين فهذا بكاء العرب التمهيدي وسوف يبكون البكاء الفدائم عندا يعلّق صدام بحبل المشنقة وسط بغدا وينظر كل حاكم عربي وطاغوت متجبّر على شعبه نفسه مكان صدام فيالها من تأملات ولحظات لم يحلم بها الشعب العربي أن يصلون الى مثل هكذا يوم ويقفون طاغوت وجبروت أي حاكم طاغية الى حبل المشنقة .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |