|
لا عقوبة .. تليق بجرائمه مصطفى المهاجر / شاعر وصحفي عراقي مقيم في أستراليا أخيرا .... جاء اليوم الذي ظل حلما عزيز المنال يراود نفوس المضطهدين من ابناء العراق زمنا طويلا ....... قوافل من أمهات الشهداء قتلها الانتظار صبرا وهي تنتظر إطلالة الأبناء المغيبين في سجون الحقد والهمجية ... وقوافل آخرى من الآباء ابيضت عيونهم حزنا على من غاب من أبنائهم وراء شمس الحياة..... ومثل ذلك من الزوجات والأبناء والإخوة والأخوات.. ومثل كل طاغية قبله كان ذلك التكريتي المتخلف يظن بل يعتقد ان دولاب الزمن لن يدور عليه ، وأنه أمتلك ناصية الحياة وصار العراق بستانه الخاص ..... والعراقيون عبيده ومواليه ....فصار يعمل فيهم سجناً ...... وتعذيباً ..... وقتلاً ...... وتهجيراً..... ونفياً ، ومدّ الله له في حبل الوهم حتى صار لا يحسب حساباً لقيم أو أخلاق أو دين أو مرؤة أو جوار أو إنسانية "إنما نملي لهم ليزدادوا إثما". ولم يكن ذلك وهمه فقط .... بل صار وهم ضحاياه أيضا ... حتى ظننا أننا –العراقيون- لن نفيق من هذا الكابوس الخانق ....... ولن يُكتب لأجيالنا المعاصرة أن ترى نهايته ....او تبصر نورا ..... او تتنفس هواءً غير ملوثٍ بشعارات البعث الحاقد .... ولن نشهد أياما آخرى خالية من شعاراته المخادعة ومن ظلال جرائمه الشنيعة بحقنا ..... شعباً .... و وطناً.... وثرواتٍ.....!! يا لصبر أمهاتنا اللائي قضين نحبهن على قارعة الانتظار لإخواننا المعتقلين...! يا لسنوات المنافي التي طوّحت بنا حاملين أمل الخلاص والعودة وانهيار سدود الطغيان التي حرمتنا من استنشاق هواء الحرية والكرامة على أرضنا الطيبة!!! يا لأعمارنا التي تدحرجت في الدروب الغريبة باحثة عن ملجأ آمن بعيدا عن براثن عصابات الحقد التكريتي.!! يا لأبنائنا الذين ولدوا بعيدا عن ظلال النخيل ونسائم دجلة والفرات!!!! ها هي السماء تعلن قصاصها العادل بحق القاتل الأرعن وعصابته كي نصدق الوعود الإلهية بانتصار المظلومين و سقوط الظالمين ، وكي نؤمن أن الظلم لا يدوم وأن دولته ساعة ..... مجرد ساعة من عمر الزمن وإن طالت حتى يُخيل لنا أنها قرون....قرون طويلة..!!! ولكن ... هل كان الحكم بإعدامه عادلاً ..؟؟!! وهل يكفيه إعدام واحد ....؟؟!! وماذا عن ضحاياه الذين تجاوزوا الملايين..؟؟!! وهل يتساوى قاتل نفس واحدة بلا ذنب –وهو كمن قلت الناس جميعا- بمن قتل أجيالاً ... شعباً.... وطناً....... تاريخاً..... تراثاً.... حاضراً........ ومستقبلاً......؟! وحتى وهو يهوي إلى قعر جهنم خالدا فيها...... فهل سيجد ملائكة العذاب ما يعادل جرائمه ...... او ما يستحقه من العذاب المناسب هناك –غفرانك ربي- ؟؟!! وبانتظار موعد التنفيذ ... أحلم أن يترك القضاة لضحاياه .... جميع ضحاياه .... ولأولياء دمائهم أن يمروا عليه ...... أن ينظروا في عينيه .... أن يسألوه..... وأن يمارس كل منهم ما ينفس شيئا من غضبه عليه .... صفعاً..... أو ركلاً.... أو بصاقاً..... وأن يشمتوا فيه وعلى رؤوس الأشهاد ........ فربما يكون ذلك تعويضا عن مرارة انتظار طويل ..... وتنفيساً... لغيظ طالما أحرق قلوبا وأزهق أرواحا و أشعل حرائق في النفوس.....!!! اللهم أشهد..... إني شامت.......شـامت......... شـامت .......ولكنني لست فرحا بهذه النهاية في أقل بكثير مما يستحق ... وقد قال الجواهري الكبير "ليست بكفؤ لأفراحي مآتمهم".........
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |