هذا الذي جعلكم إمّعات!

 محسن ظــافــرغريب / لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

 

الصورتان (على الجهة اليمنى) تعبران عن مفردة" مرماطون" باللهجة المصرية وهي تحوير لجري المارثون، والمفردة الثانية" راح ظهره يأمّر عيش". إجري إجري إجري وديني قوام وصلني. وابوري رايح رايح وابوري جاي.

 شهد أحد أعوان المجرم"صدّام السجين" بأنه كان يخوّف إمّعاته بأن نفوس العراق 20 مليون وهو ليس بحاجة لأكثر من 5 ملايين وبأنه يفرزهم من بين سواهم ويقرأ عيونهم(حكيم عيون!، على رأي موسيقار الجيل اللواء محمد عبد الوهاب). وعقب قبض فارس الإمّعات" الرئيس المهيب الركن"(أف لذاك المنصب وتف على تلك الرتبة) صدّام في حفرته الحقيرة مثله، شهدت مستشارة قانونية تابعة لسلطة الإحتلال بفراسة المرأة الأصدقُ أنباء من إمعات الإنتهازية(خدعوه وخذلوه وكنا صادقين معه) بأنّ صدّام يخشى على حياته جدّا وأنه سينجو ولاشىء سيُجرى عليه!. ثم شهد أوّل محقق معه يصغر سنا ولده الثاني الهالك قصي(رائد جوحي)؛" حسب معرفتي بشخصية صدّام وأنا الذي حققت معه؛ فهو يُحبّ الحياة ومتشبّث بها ويُمنـّي نفسه بعقوبة أقل"!. ثم شهد مقرّب من الشرطة

القضائية التي تحتجز أعوج قرية العوجة " صدّام" وعصابته الآثمة، وهو يصف حاله، ليلة النـُطق بحكم محكمة الجنايات العراقية

القاضي بإعدامه وتطيرالبلاد من جرائمه وختامها عار فراره الخيانة العظمى، وتطهير قرية العوجة وتعديل إسمها الى" العوسجة"

فيقول أنّ صدّاما طلب صحن أرز مع اللحم( كان وجهه مصفر اللون كوجه النـُفساء التي تتوحم، كذا يتوحم يالسوء العاقبة!)، ونام على غير عادته متأخرا قلقا، وأنّ الشرطة القضائية إقتادته بصعوبة الى زنزانة منفردة في بناية المحكمة صبيحة الأحد الأغر 14

شوّال 1427هـ 5 ت2/ 2006م، وعندما أمر القاضي العراقي الكردي إحضار فارس البعث صدّام، مشى هذا الفارس بقلق وبطء

ولم يكن طبيعيا بل كان قلقا للغاية، وعندما إستمع للحكم العدل، وأخرج من قاعة المحكمة، كانت خطاه ثقيلة وأشدّ بطئا، ولم يتفوّه

ببنت شفة، بعد مسرحية تهويشات هُتافه بظلّ الديمقراطية (هو وعصابته أوّل مستفيد منها!) داخل قاعة المحكمة، مستغلآ كما كان

من وجود الكامرات( جهد العاجز، وما كان أبدع بالإمكان مما كان!)، لكنه لم يُبد بهذه المظاهرة الصدّامية المألوفة المملة والزائفة

عندما غادر القاعة، حيثُ أقتيد الى زنزانة إنفرادية ذميما ذلولآ مدحورا، ولم يُقابل أحد حتى أخاه غير الشقيق برزان الذي بدوره

كان قلقا مصفرّ الوجه ترهقه قطرة بوصف القرآن الكريم، وجوه يوم يأت، ولم يُقابل من ورطهم معه من بقية عصابته، وكأنه يوم البعث الذي به يوعدون، إذ تذهل المرضع عمّا أرضعت، كلّ له شأن يغنيه، شاهت الوجوه،" هذي الرؤوس التي تعبث في أمتي"

وفي مهجتي، والعيون المذعنة التي أذعنت إمّعات الإنتهازية البعثفاشية بقوّة وثروة العراق رهبة ورغبة حسيّة حرام وصدعت لها عتاتها خاشعة متصدعة من دون خشية الله!. نحن لها، قال(قال بلهجة الجدعان)!. بوجه غير ناضر كانت نظراته قلقة، حتى سيق خائر القوى متهالك خاسئا الى معتقله. وجمهورية العراق الخالدة في عامها الأوّل، كان المقبور ميشيل عفلق يستقبل البعثي" شاكر إبراهيم حليوة"(21 سنة) مغررا به بدعم سورية ومصر عبد الناصر ضدّ سيادتها وقيادتها ممثلة بالزعيم الخالد عبد الكريم قاسم،

ورفاقه في السلاح ومن ضمنهم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب، الذي لم يُلاحق قانونيا ولا حتى غيابيا الجانح الفار النصير البعثي صدّام الذي لاحقه شرطي مرور في زقاق فرعي من شارع الرشيد فأصابه بساقه فساعده مهاجم مشارك، هو عبد الكريم الشيخلي(عراقي كردي وزيرخارجية البعث لاحقا غدر به صدّام كما غدر بالبعثي جبار كردي بل وبقريبه أحمد حسن بكر

وكلّ من تسلقهم) لتفاهة دوره في المؤامرة الأجنبية أنجلوأميركية- ناصرية عفلقية، مكتفيا رحمه الله بإستجواب مشارك بعثي بهذه المؤامرة الجبانة( سليم عيسى الزيبق) لكنه ظلّ يُكلف الدولة العراقية في محبسه وقفصه مزيدا من مقدّرات العراق التي فرّط بها!،

وما زال يُشاغل السلطات كما كان حدثا وقد ناهز السبعين، وأجيال العراق المضيّعة في داخله وخارجه أحوج ما تكون لثروته مع

رعاية سلطته بعد حرمان قديم جديد شديد كأنه محكومية بالحديد لم تنته بعد!. أجيال ظلت تتوجس من صدّام الصغير، ومن" بوش

الإبن" كما توجّست من" بوش الأب"، فبالأمس إنتفاضة"شعبان الشعبية" المغدورة في آذار1991م، واليوم تأجيل التمييز في حين

لاتمييز على جرائم بيّـنة مشهود عليها ضدّ الإنسانية، ضحاياها لم يكونوا ضحايا كوارث طبيعية، إنما هم ضحايا منصب" رئاسة

جمهورية العراق" مجروح النزاهة، بالأمس واليوم لا يُصدّق على الحكم بدعوى عدم الحاجة، لأنه مثلما لايحقّ تدخله في تخفيف الحكم أو العفو فلا حاجة لتوقيع كريم يتكرّم به، يتصدّق به ويُصادق على الحكم!، وهات يا حامل الأختام فقيها قانونيا بمثل نزاهة

" المحكمة والرئاسة" يُفسّر الدستور في زمن النزاهة فيه أندر من الكبريت الأحمر والخلّ الوفي، وإن وُجدت فيُقال عنها"طائفية"

في وزارة الداخلية و"عنصرية" في وزارة الخارجية، فأين المفرّ وقد طال بنا السفر، ونحن أضيع من الأيتام على موائد اللئام يا خلفاء صدّام؟!. على أيّ وبعد لأي ولتيّا، لابدّ من بغداد وإن طال السفر!، وحمى الله الحمى الحبيب العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com