حطم البنتاغون الدولة .. والخارجية الشعب.. فما ستفعل المخابرات المركزية؟

باسم السعيدي / بغداد

basim_alsaeedi@yahoo.com

قالت كوندليزا رايس في مؤتمر صحفي لها عقد في إسطنبول قبل عام بأن الولايات المتحدة إرتكبت آلاف الأخطاء،وهذه لغة دبلوماسية لما نسمِّيه هنا في العالم الإسلامي (آلاف الخطايا)، ولا أريد الخوض في الفارق بين الإصطلاحين لكنني أريد الإفادة من إعتراف مس كوندي في إثبات أن الأخطاء الأمريكية كانت على مستوى التدمير المنظم أو (الخطل المنظم) ولا فرق.

حين أرسل الرئيس بوش جحافله وأساطيله للإطاحة بصدام حسين وتدمير أسلحة الدمار الشامل لم يكن يدور في خلد أحد أن البنتاغون سيدمر البنية المؤسساتية للدولة العراقية، وكانت تصريحات القادة الأمريكان قبل الغزو أن الولايات المتحدة ستدفع رواتب القضاة والشرطة وضباط الجيش،ولكنها لم تفعل ، بل أجرت حملة منظمة لحماية مقر وزارة النفط والمشاريع النفطية .. وتركت كل شيء.

أدت هذه الإجراءات المستهترة بمقدرات شعب وجهود عشرات السنين الى زاوية مظلمة من زوايا الذاكرة لتستحيل بقدرة (رامسفيلد) الى لاشيء.

بعد أن عاد السيد بريمر الى واشنطن .. وعاد بعده نيغروبونتي الى واشنطن تسلَّم السفير زلماي خليل زاد الملف العراقي ووضعه بين يدي الخارجية الأمريكية ، وكان هو المتصرف الأول والأخير بهذا الملف ليحيل العراق من مرحلة (الوقوف على قدميه) الى مرحلة الإحتراب الداخلي وتشتيت الجبهة الموحدة ضد الإرهاب الى عدة جبهات تقتتل فيما بينها وبذا يكون زلماي قد أعلن العد التنازلي لشيء إسمه (العراق)، لقد حطمت الخارجية الأمريكية المجتمع.

اليوم يعلن الرئيس بوش الإطاحة برامسفيلد، وقبله بيوم أو يومين بزلماي.. فهل تؤشر هذه الحادثات الى المرحلة الختامية من حياة العراق؟

لقد تسلَّم البنتاغون روبرت غيتس مدير السي آي أي السابق .. وبعقليته المخابراتية لعله سيكون الأكثر حذاقة في التعامل مع الملف العراقي، إلا أن بوش الذي يحاول أن يتدارك (الصيحة الإعلامية على أدائه في العراق) وأن يبدو بمظهر (الذي يخطو نحو النجاح) ولكننا في الواقع لاندري ماهو تعريف النجاح لدى إدارة بوش ..!!

أهو إستقرار الوضع وفرض إرادة القانون؟

أم هو الفوضى التي تعطي الدروس لكل دول (محور الشر) بأن هذا هو مصير من يخالف الإرادة الأمريكية..!!

رحم الله القائل

(ستبدي لك الأيام ما كنت خافياً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود)

إلا أننا في العراق تأتينا الأخبار من معهد الطب العدلي في الباب المعظم ببغداد – وتحديداً- ثلاجات حفظ الموتى.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com