|
الإعدام لا يكفي يحيى السماوي / اديب عراقي مقيم في استراليا من المؤكد لو أن قاضي المحكمة قد اقترح على صدام حسين الاختيار بين إطلاق سراحه وتسليمه إلى الشعب العراقي، وبين الإعدام شنقاً حتى الموت .. لاختار التدلي من حبل المشنقة، لقناعته بأن الموت شنقاً، أخفَّ عذاباً ,وألماً من الموت ضرباً بالأحذية... وما يؤسف له حقاً، هو عدم وجود عقوبة أشد وأقسى من الموت ... فالجرائم التي اقترفها الطاغية المنبوذ، من البشاعة بحيث تبدو عقوبة الإعدام إزاءها، عقوبة هينة ... فليس من العدل أن يتساوى عقابه مع عقاب المجرمين عواد البندر وبرزان وباقي القتلة ... لقد رأفت المحكمة بالطاغية المنبوذ ... وكان من المفروض وشم جبينه وقطع أذنيه عملاً بالقانون التعسفي الذي سنّه الطاغية ذاته بحق كل مقاتل يهرب من المعركة ... فكيف به وهو القائد العام "للقوات المسطحة"، حين اختار الاختفاء في الحفرة الشهيرة التي أخرجه منها الغزاة بالطريقة التي يُخرج بها الضبع جرذاً من جحره !! أجزم أن الطاغية الآن، يعضّ حذاءه –وليس إصبعه- ندماً على جبنه حين اختار الحياة الذليلة فلم يبد المقاومة ليُقْتَل، أو أن ينتحر غسلاً للعار (وحسناً عمل حين استسلم، ليمنحنا فرصة رؤيته ذليلاً مهاناً في القفص، على الأقل ليثبت لنا وللعالم كله، خطأ نظرية داروين والتي زعمت أن أصل الإنسان قرد .. وهي نظرية صحيحة بالنسبة لأصل الطواغيت الذين تسلقوا شجرة السلطة في غفلة من الزمن ... فإذا بالطاغية يثبت أن أصلهم الجرذان وليس القردة). بالأمس القريب، دُنّست الأرض العراقية بجثماني الملعونين عدي وقصي ... وستزداد أرضنا الطيبة دنساً حين يُقْبَرَ فيها جثمان الطاغية حتى لو دُفِنَ داخل "سبتتنك" بيت من بيوت العوجا ... فكيف إذا قُبِرَ في الأرض التي تخضبت بدماء ضحاياه ؟ خلال متابعتنا لإحدى جلسات المحاكمة، وكنا مجموعة عوائل عراقية، أبديت امتعاضاً من سير المحاكمة، فسألني الصديق (.....) : ما الذي ستفعله لو كنت أنت القاضي ؟ فأجبت : سأقضي بإطلاق سراح كل الموجودين في القفص، وتسليمهم إلى أهالي حلبجة والنجف وكربلاء والبصرة والعمارة والسماوة والحلة، ومن ثم أضع محاميي الدفاع في القفص لمحاكمتهم على ارتكاب الجريمة المخلة بالشرف. وأعني بها جريمة خيانة القَسَم الذي أدّوه عند التخرج، والذي يقضي بالدفاع عن الحق والعدل، وليس الدفاع عن القتلة والسفاحين ومرتكبي جرائم الإبادة الإنسانية. الرجاء ... الرجاء: لا تعدموا الطاغية قبل وشم جبينه وصلم أذنيه ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |