نهب أموال العراق في هذا الضرف جريمة تستحق الإعدام أيضاً

فالح الساعدي

Faleh@iraq-info.com

www.iraq-info.com

حكم الإعدام على الطاغية صدام حسين عمل جبار أثلج قلوب العراقيين. و لعل الله يجعل منه عبرة لكل الطغاة و المجرمين و اللصوص ، الكبار منهم و الصغار، بأن الحكم عليهم قادم بعونه تعالى ، إنتقاماً للمآسي التي يعاني منها شعبنا الآن، إنه السميع المجيب، فلا كبير أمام إرادة الله سبحانه و تعالى.

 تصدر من  قبل العديد من السياسيين العراقيين إتهامات ضد دول الجوار بتورط هذه الدول بدعم الإرهاب في العراق. في نفس الوقت نرى الموقف المتزمت من قبل هذه الدول ضد إتهامت هؤلاء  وتحميل أسباب الدمار في العراق الإحتلال الأمريكي  و الأداء السيء للحكومات العراقية و ما الى ذلك من إتهامات من قبل الجانبين لبعضهم البعض يعرفها المهتمون بالأوضاع السياسية في المنطقة.

 لكن  ما يثير العجب فعلاً هو أن الأمر عندما يتعلق بسرقة أموال العراق و غسيل النقود المسروقة منه فترى أن الجميع أحباب ، يسيرون على مبدء السياسة شيء و التجارة شيء آخر. كلا إن السرقة ليست تجارة و لا شطارة. فالسرقة أو المساعدة على السرقة من شعب أعزل ممزق منهك هو عمل جبان و جريمة من الجرائم الكبرى تستحق الإعدام لكون الضرف الذي يمر به العراق الآن هو ضرف إستثنائي.

 فهل من الشطارة أن تسرق أموال من شعب مظلوم تفتقد مستشفياته  أبسط المتطلبات، بحيث أن المريض أو المصاب يموت بجرح أو إلتهاب بسيط لعدم توفر مستلزمات علاجه . أهذه شطارة أم نذالة؟ (أين موضوعيتك يا فالح ؟ ألا لعنة الله على الموضوعية.)

الموضوع يخص سرقات مبالغ نقدية تقدر بمليارات عديدة. سرقات نعم (بوك مباشر بالعراقي) ليس تلاعب أو مشاريع وهمية أو رواتب لمنتسبي دوائر وهميين. كلا سرقة مباشرة لمليارات الدولارات من أموالنا.

إباحة أموال العراق أصبحت كإباحة الدم العراقي. شيء طبيعي تعود الجميع عليه .

  عزيزيتي القارئة

عزيزي القاريء

أنا لا أقصد بكلمة إ.باحة على أنها شتيمة لأنني أحاول فعلاً أن أكون موضوعياً، و لو أن مايجري في العراق يجعل المرء أحياناً يلعن  الموضوعية ويريد أن يفرغ الصدر بشتائم لاذعة لمن يستحقون أخس أنواع الشتائم. و لكن حسبنا الله و نعم الوكيل.

كلا أن أقصد بإباحة أموال العراق على أنها أصبحت الآن مبدء و أسلوب في العمل لا شائبة عليه لمن سقطوا راكعين أمام الورقة الخضراء. فحجة الجميع هي: ماريب في إستباحة أموال الشعب العراقي  إذا قام بذلك الجميع.

 فمن الدول العدوة الحبيبة التي تم تهريب الأموال التي سرقت من شعبنا العراقي إليها بعلم و مباركة حكومات تلك الدول  هي مصر و الأردن و سوريا ولبنان و إمارة دبي و بريطانيا ودول عديدة أخرى. أنا لا أريد أن أبرء ذمة إيران ولكني ليست لدي معلومات عن ذلك مع أني إعتقد أن لها حصة الأسد (الأسد ؟ كلا حاشاك يا أبو خميس ! أقصد حصة الضبع الأكبر). وتمثيل هؤلاء بالضباع فيه دقة موضوعية عالية.

 و مما يثير العجب  في هذا الخصوص أن تختفي الطائفية أيضاً، عندما يبدء الحديث عن الورقة الخضراء. لأن الدولار عملة قوية فوق الميول و الإتجاهات.

 وأحياناً أعتقد أن التراشقات الحادة التي نراها  بين الحين و الآخر في البرلمان من بعض السياسين الذين سلطهم ظرف الإختلال و الإرهاب على رقاب شعبنا، ما هي ألا تهريج ، القصد منه أن يبرر كلاً من هؤلاء المهرجيين سبب وجوده و إدعائه بالدفاع عن هذه الطائفة أو تلك.

  هل تعلمين عزيزتي القارئة وعزيزي القاريء أن غسيل الأمول يعود بالتالي الى دعم الإرهاب عن طريق تمويله بشكل غير مباشر من الأموال المسروقة من العراقيين، لا بل أن الكثير من أموال الدولة تدخل بشكل مباشر في ميزانية الإرهاب كما جاء على لسان السيد ستورت براون المفتش العام لإعادة إعمار العراق.و هو من أكبر المسؤلون الأمريكيون المشرف على مراقبة صرف الأموال في العراق.

 في مقابلة له مع محطة البي بي سي البريطانية في يوم الخميس المصادف 09.11.2006. التي أجراها له الصحفي البريطاني مارك كريكوري قال السيد ستورت براون:

( الأموال التي سرقت لم تذهب فقط لإغناء المجرمين ولكن في أكثر الأحيان لميليشيات إجرامية أو إرهابية- وذلك يعني لقتل الجنود الأمريكيين).

قتل العراقيين شيء غير مهم و لذلك لا ضرورة لأن يتطرق له أحداً، فقد إسترخص دمهم الغالي منذ وقت طويل.

 الظاهر أن ماكانت تنقله لنا وكالات الأنباء من قتل للمقاولين العراقيين الذين يعملون مع الأمريكان ، لم يكن سوى صراع بين الضباع على فريستهم العراق. 

لي عودة قريبة جداً لهذا الموضوع وبتفاصيل كاملة إن شاء الله.

وليعلم المجرمون بأن يومهم قادم لا ريب فيه  كما هو يوم أكبرهم صدام حسين و سيحشرون معه الى لعنة الله و بئس المصير.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com